Connect with us

أخبار وتقارير

التعليم بمدارس الإدارة الذاتية في الشدادي: تحديات وصعوبات والأهالي يشتكون

نشر

قبل

-
حجم الخط:

عانى طلبة المدارس في بلدة الشدادي بريف الحسكة في روجآفا/شمال شرق سوريا من تحديات وصعوبات لافتة في التعليم بمدارس الإدارة الذاتية العام الفائت.
وكانت أغلب هذه الصعوبات تتجلّى في نقص كمية الكتب والمقررات المدرسية، وطرائق التدريس المتبعة لدى المعلمين والمعلمات في هذه المدارس.

ومع بدء الدوام المدرسي لعام 2019، كان ذوي الطلبة وأهالي الشدادي يتساءلون فيما إذا كان العام الدراسي الحالي سيكون مختلفاً عن سابقه أم لا؟

وتقوم مناهج التدريس في مدارس الإدارة الذاتية على التعليم باللغات الكردية والعربية والسريانية لكل مكون بحسب لغته الأم.

شبكة آسو الإخبارية التقت مع ذوي التلاميذ والطلبة وأهالي البلدة، والمسؤولين عن التعليم فيها.
وقال “أبو محمد” وهو من سكان أهالي الشدادي، المشاكل التي واجهت الطلاب في العام الدراسي الماضي كانت قلة أعداد الكتب وضعف الوسائل التعليمة لإيصال الفكرة إلى أذهان الطلاب، إضافة إلى أن الكتب كانت غير ملونة، ترهق الطالب والمعلم في آنٍ واحد.
ونوّه إلى أنّ هناك مشكلة قلة عدد الطلاب في مدارس القرى، معتبراً أنّ السبب هو هجرة الأهالي إلى مناطق أخرى بحثاً عن العمل بسبب ضعف الحالة المادية والمعيشية.

أحد سكّان الشدادي بيّن لشبكة آسو الإخبارية، أنّ نقص القرطاسية والدفاتر وضعف الأحوال المادية للناس، نتيجته عدم تقيد التلاميذ بتعليمات المعلّمين.
ويستطرد بكل صراحة المعلم يقدر الظروف ويعرف الوضع العام للأهالي، لذلك لا يضغط على الطلاب أبداً من ناحية الوظائف والمتابعة، وهذه مشكلة أخرى تستوجب الحل ،بحسب رأيه.

ويشتكي بعض الطلبة من طرائق التدريس وأساليبه لدى بعض المدرسين، ومن صعوبة التعلّم بلغة جديدة كـ “اللغة الكردية” مثلاً.

يقول “محمود” وهو من ريف بلدة الشدادي، وضع المدرسة كان جيداً بعض الشيء في العام الفائت، ولكننا لا نفهم على الكثير من المدرسين، فهم لا يمتلكون طريقة جيدة بالتعليم، هناك بعض المدرسين جيدين في التعامل والأسلوب وإعطاء الدروس، إلا أن معظمهم لا يمتلكون الخبرة الكافية، علاوة على أن الكتب قديمة وكل 4 طلاب يشتركون في كتابٍ واحد.

“ياسر” وهو طالب آخر يقول، كل المواد كانت موجودة تقريياً العام الفائت، فقط كانت هناك مادة اللغة الكردية كمادة مضافة للمنهاج، في الحقيقة هي لغة صعبة جداً، لم نأخذ منها سوى الأحرف وبعض الكلمات، نحن لا نملك مشكلة في تعلم اللغة ولكن نواجه صعوبة كبيرة بتعلمها كونها المرة الأولى التي نعرفها ونأخذها.

فيما تلفت “أم سلامة” النظر لجانبٍ آخر من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف العملية التعليمية في الشدادي وهو “التدريس الخاص”، إذ يعتمد الجميع هنا على دروس خصوصية لتعلم الأبناء لأن المدرسة النظامية عبارة عن رفع عتب، التعليم ضعيف وسيء للغاية، بحد وصفها.

وتضيف، أما اللغة الكردية، فيجب أن تُعطى منذ المراحل الأولى من التعليم أو تُلغى، لأن الطالب في الصف الخامس أو السادس يصعب عليه تعلم لغة جديدة في هذا العمر ولا يستطيع استيعابها بشكلٍ جيد… أبناؤنا يواجهون صعوبة في تعلمها.

آلية العمل في المجال التعليمي هذا العام ووضع الكتب

المعلم “طه طعمة” أمين مكتبة الشدادي التابعة للمجمع التربوي، بين لشبكة آسو الإخبارية بعض مجريات العمل التي قاموا بها خلال هذا العام كمكتبة مسؤولة عن توزيع الكتب، حيث قال، استلمنا خلال الأسبوعين الماضيين مجموعة من الكتب من هيئة التربية والتعليم في مقاطعة الحسكة، يتجاوز عددها الـ 7 آلاف كتاب، والآن يتم توزيعها على جميع المدارس داخل بلدة الشدادي وقراها بشكل كامل، وعلى هذا الأساس سيكون الحال أفضل بكثير من العام الفائت.

وتابع طعمة، تضم هذه المجموعة من الكتب مادة الرياضيات للصفوف الابتدائية من الصف الأول للسادس، وكتب اللغة الأم العربية، أيضاً للمرحلة الابتدائية، إضافة إلى كتب مادة العلوم، كما واستلمنا كتب للمرحلة الاعدادية من الصف السابع حتى الصف التاسع، وتضم كتب اللغة الانكليزية والجغرافية والتاريخ فقط.

من جانبه، أوضح “علاء ابراهيم” الناطق باسم لجنة إدارة المدارس في الشدادي، لشبكة آسو الإخبارية أن الدوام الرسمي للطلاب سيبدأ في منتصف الشهر الجاري بتاريخ 15 أيلول، أما الدوام الإداري فقد بدأ منذ بداية الشهر من أجل تجهيز المدارس من صيانة وتنظيف وإعادة تأهيلها بشكل فعال لاستقبال العام الدراسي الجديد، منوهاً إلى أن المدرسين التحقوا بالدوام الإداري بعد فترة المعاهد الصيفية، استمرت لمدة 20 يوم من التدريب، وذلك لكسب المعلم الأسلوب وتعلم كيفية التعامل مع الطالب من خلال طرائق التدريس، بحسب تعبيره.

وتبقى قضية التعليم في ظل الأزمة السورية منذ 9 سنوات من القضايا التي باتت تشكل هماً عاماً لدى الناس جميعاً، في مشهدٍ يغلبه التوتر والقلق على مستقبل أجيال كان قدرها أن تعيش في ظل الحرب وفي ظروفٍ تعليمية سيئة.

*الصورة من أرشيف الشبكة