Connect with us

أخبار وتقارير

تراجع الترحيب الشعبي بالوجود التركي في الشمال السوري… والأهالي: تركيا شريكة مع الضامنين باستهداف المنطقة

نشر

قبل

-
حجم الخط:

وجود عسكري بات يشكل ريبة لدى السكان
يامن الخالد – إدلب / شبكة آسو الإخبارية
تحرير: نوهرين مصطفى
خرجت مظاهرات مدنية حول نقاط تمركز القوات التركية في الآونة الأخيرة، وبدأ الترحيب الشعبي بالتواجد التركي يتلاشى بشكل تدريجي مع سقوط كل مدني في قصف قوات الحكومة السورية، أو نتيجة دهسه بسيارات الدوريات التركية، فنظرة المدنيين في إدلب شمال غربي سوريا تجاه تركيا بدأت تتغير بعد تملصها من مسؤولياتها في ضمان استقرار المنطقة وحماية المدنيين.

قالت مصادر محلية لشبكة آسو الإخبارية إن الترحيب بالتواجد التركي لم يعد موجوداً لدى غالبية سكان مناطق إدلب وريفها، بعد تعرض المنطقة خلال الفترة الأخيرة لقصف جوي وبري استهدف قرى وبلدات جبل الزاوية جنوب إدلب، من قبل قوات الحكومة السورية وبمساندة روسيا، بينما التزمت قوات تركيا المتواجدة في نقاط المراقبة بالصمت إزاء ما يحدث، فضلاً عن المضايقات والانتهاكات الكثيرة التي تعرض لها المدنيين من قبل القوات التركية من مصادرة ممتلكات ودهس لمدنيين وغيرها.

قال “سعيد تركماني” وهو صحفي يقيم في منطقة ريف إدلب الغربي لشبكة آسو الإخبارية أن النظرة الشعبية للأتراك ودورهم في الشمال السوري بالفعل باتت تتغير بشكل كبير نتيجة كل ما يحدث من مجازر يومية بحق المدنيين في منطقة اتفاقية خفض التصعيد التي كانت تركيا جزءاً منها، وبدأ الجميع يتقين حقيقة الخديعة التركية التي مررتها في سوريا ودخلت على أساس حماية المدنيين لكن ما يحدث هو صمت تركي رهيب وتملص من المسؤوليات المنوطة بها.

وأضاف “تركماني” “رأينا كيف خرجت العديد من المظاهرات الشعبية الغاضبة وحرق الإطارات وقطع الطرقات في محيط العديد من نقاط المراقبة التركية في 22 تموز من العام الجاري، وذلك بعد سلسلة من المجازر التي ارتكبتها قوات النظام وحليفتها روسيا في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي والتي راح ضحيتها العديد من الشهداء والجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال”.

وتابع “تركماني” تشهد المنطقة تصعيداً عنيفاً في حدة القصف منذ مطلع شهر أيار من العام الجاري، ما أثار موجة من الغضب الشعبي بسبب السكوت التركي وعدم تحرك نقاطها لحماية المدنيين والتي تقدر بأكثر من 80 نقطة، في حين يطالب المدنيين تركيا بوضع حد لتواجدها في الشمال السوري وخصوصاً في منطقة إدلب وريفها، فإما أن يكون التواجد التركي بقصد حماية المدنيين وعدم التعرض لهم أو مغادرة الأراضي السورية بشكل كامل.

وتزداد احتمالية تصاعد حدة الصخب الشعبي ضد تركيا في حال استمرت القوات التركية في سياستها الحالية بالتعامل مع الواقع السوري وعدم وضع حد لكل التعديات.

يقول “أحمد الجمعة” وهو أحد المدنيين المشاركين في التظاهرات ضد القوات التركية من بلدة البارة في ريف إدلب الجنوبي، لشبكة آسو الإخبارية، إن المراوغة التركية باتت مكشوفة ولن نقع بعد اليوم ضحية كذبها وخداعها للمدنيين، تركيا ليس لها هم إلا مزيد من التغلغل بالداخل السوري واحتلال المناطق وبسط نفوذها ولا يهمها شأن المدنيين وهذا الأمر بات معروفاً لدى غالبية سكان الشمال السوري.

ويضيف “الجمعة” “الوقت قد حان ليقف الجميع ضد هذه الكذبة التي دخلت بها تركيا وقواتها لسوريا ولوضع حد لها، فليس من الممكن أن نقبل بأن نقتل من جديد على يد الأتراك دهساً وبقصف روسيا الصديقة لها، ولا بد من ضمان مصير الآلاف من المدنيين الذين لا زالوا ضمن مناطق ريف إدلب الجنوبي القريبة من مناطق سيطرة قوات النظام”.

ويؤكد “الجمعة” على ضرورة إعادة الحقوق للمدنيين التي سلبتها القوات التركية في عدة نقاط مراقبة إضافة لتعويض أهالي الضحايا الذين سقطوا نتيجة دهس سياراتهم، كما يجب العمل بشكل فوري على تخفيف عدد النقاط التركية وإجبار تركيا على تحمل مسؤوليتها كونها جهة ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار أو ما يعرف بخفض التصعيد.

قالت الناشطة الحقوقية “انتصار مراد” من قرية كنصفرة في ريف إدلب الجنوبي، لشبكة آسو الإخبارية، إن تركيا لعبت على وتر الإنسانية في بداية تدخلها بالشأن السوري وأوهمت السوريين بأنها الراعية لمصالحهم والحامية لهم وهذا ما جعل لها ترحيباً كبيراً بسبب ما عاشه السوريين من أيام صعبة من قصف ونزوح وتشرد وقتل، والآن بدأت تطفو على السطح ملامح أخرى جميعها تشير أن تركيا لا تسعى إلا لنفسها فقط.

وأضافت “مراد” “الاتفاقية التي أبرمتها تركيا مع الدول الضامنة الأخرى مثل روسيا وإيران، وتعزيز التواجد العسكري التركي عبر عشرات نقاط المراقبة، لم يغير شيء سوى المزيد من الموت والنزوح والمعاناة، لهذا فمن الطبيعي أن تصطدم تركيا مع المدنيين الغاضبين والرافضين لها والمطالبين بالتزامها بتعهداتها، وهذا حق مشروع لهم باعتبار أن تركيا هي طرف ضامن وقد طمأنت المدنيين في مناطق إدلب وريفها بعدم سماحها للنظام بارتكاب المجازر وإيقافه عند حده بأي طريقة كانت”.

“ومع ذلك فإن الكرة لا زالت في ملعب الأتراك حتى يغيروا من منهجيتهم تجاه ما يحدث وعليهم أن يتحملوا المسؤولية الملقاة على عاتقهم حتى يضمنوا عدم ثورة المدنيين عليهم فهم أصبحوا أمام طريق مسدود بعد أن حاصرهم النظام وروسيا داخل بقعة جغرافية صغيرة، وإن حدث عكس ذلك فستشهد الأحداث تطورات لن تكون لصالح تركيا”، على حد قولها.

فيما تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة القصف الجوي والبري من قبل قوات الحكومة السورية وروسيا على مناطق متفرقة في منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي مثل بلدات إحسم والبارة وبليون وإبلين وغيرها أسفر عن العديد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين رغم وجود اتفاقية “خفض التصعيد” التي تعد تركيا جزاً منها.