أخبار وتقارير
القصة الكاملة لشبان كوباني الذين بحثوا عن حياةٍ أفضل فأدركهم الموت
استقبلت مدينة كوباني، الأربعاء الفائت، جثامين 10 شبان من أبنائها كانوا قد خرجوا منها قبل عدة أشهر متخطين كافة الصعاب للوصول لحلمهم الأوروبي المنشود إلا أن القدر كان أسرع منهم بعدما غدرت بهم مراكب الموت قبالة السواحل الجزائرية.
القصة بدأت في الثالث من شهر تشرين الأول/أكتوبر الفائت عندما استقل مجموعة من الشبان السوريين، وغالبيتهم من مدينة كوباني، قاربي هجرة غير شرعيين لينطلقوا بهما من سواحل مدينة وهران الجزائرية باتجاه السواحل الإسبانية ما أدى لغرق القاربين و وفاة العديد ممن كانوا على متنهما من بينهم عشرة شبان من مدينة كوباني.
مصدر مقرب من أحد الضحايا وهو من مدينة كوباني، فضل عدم ذكر اسمه، قال لمراسل شبكة آسو، إنه كان يتواصل بشكل دائم مع أحد أقربائه والذي كان متواجداً مع الشبان في رحلتهم من الجزائر إلى أوروبا ويدعى خليل سليمان وكان دائماً يسأله عن رحلته.
إلا أنه وفي تاريخ الرابع من شهر تشرين الأول الفائت انقطعت أخبار خليل بشكل كامل، مؤكداً أنه حاول الاتصال به عدة مرات وعندما اتصل برقمه تفاجأ بقيام شخص آخر بالرد عليه وهو شاب من كوباني والذي كان من ضمن المجموعة المتجهة لأوروبا وعندما سأله أين خليل أجابه بأن خليل قد فقد حياته، ولم ينجُ أحد من ركاب القارب سواه.
كما بيّن المصدر، أنه لم يستطع الحصول على الكثير من التفاصيل من الشاب بسبب الصدمة الكبيرة التي تعرض لها بعد وفاة العديد ممن كانوا معه على متن القارب من ضمنهم الشاب المذكور.
وأضاف المصدر أنه وبحسب المعلومات التي حصل عليها فقد انطلقت رحلة خليل مع أصدقائه في تمام الساعة السادسة مساءً بتوقيت سوريا من سواحل الجزائر وتاهوا في البحر خلال رحلتهم، وبسبب عدم معرفتهم بقيادة القارب ضربتهم موجة كبيرة مما تسبب بانقلاب القارب، ليبقوا في البحر إلى ساعات الصباح الباكر، حتى صادفهم بعض الصيادين وأنقذوا بعضهم فيما لم يتمكنوا من إنقاذ الكثيرين.
وأكمل المصدر حديثه قائلاً أنهم واجهوا الكثير من الصعوبات لإيصال جثث ضحاياهم إلى سوريا بسبب القوانين المشددة في الجزائر والتي تمنع إرسال إي جثمان دون وجود وكالة. ولإنشاء هذا الوكالة يجب أن تكون كنية المتوفى مطابقة لصاحب الوكالة، علماً أنه لم تتدخل أية جهة، سواءً كانت منظمات إنسانية أو أحزاب كردية، لتقديم المساعدة في إرسال الجثامين إلى ذويهم في سوريا، مشيراً إلى أنه وبعد عشرين يوم من غرق أبناء كوباني قامت الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا بالتدخل لتتكفل بكامل تكاليف إيصال الجثامين إلى أهلهم وهذا ما حصل بالفعل.
يذكر أن موجات هجرة السوريين للبلدان الأوروبية تتواصل رغم المغامرة الكبيرة التي يقومون بها للوصول لأوروبا، ويأتي ذلك بسبب الأوضاع المعيشية السيئة في البلاد وعدم استطاعة الكثير من الأهالي تأمين أقل متطلبات الحياة اليومية بالإضافة لعدم وجود أي بوادر حلول للأوضاع السياسية والأوضاع العامة في الأفق، من شأنها إنقاذ الشعب السوري من مأساته المستمرة منذ أكثر من أحد عشر عاماً.
*الصورة من النت