أخبار وتقارير
تأخر توزيع المازوت الزراعي يزيد معاناة المزارعين في شمال وشرق سوريا
يشتكي مزارعون في شمال وشرق سوريا من تأخر توزيع المازوت المدعوم للقطاع الزراعي للعام الثاني على التوالي، مما زاد من أعباء الزراعة وهدد الموسم الزراعي، ولا سيما في ظل قلة الأمطار وارتفاع تكاليف الحصول على المازوت من السوق السوداء.
أحمد العبدالله، مزارع من المنصورة، اضطر إلى شراء برميل مازوت من السوق السوداء بسعر مليوني ليرة سورية، ما أثقل كاهله بتكاليف إضافية، ويشير أحمد إلى تراكم الديون على المزارعين قائلاً إن“العائد من المحاصيل الزراعية بات غير مجدٍ اقتصاديًا.”
أما المزارع حمي حاج مجيد من عامودا، فقد اشترى لتر المازوت بـ6100 ليرة سورية من السوق السوداء، وما يزال ينتظر معرفة الكميات المخصصة لهم وموعد تسليمها. يذكر حمي لشبكة آسو الإخبارية، أنهم استلموا العام الماضي دفعتين فقط من أصل ثلاث دفعات مقررة، وكانت الكميات غير كافية لسد حاجة الأراضي الزراعية.
المزارع أبو محمد من الدرباسية أوضح لآسو، أن توزيع مخصصات الجرارات الزراعية بدأ منتصف نوفمبر بسعر 4700 ليرة سورية للتر الواحد، حيث خُصص لكل جرار 500 لتر فقط، دون أخذ مساحة الأراضي المزروعة بالحسبان. واعتبر أن هذه الكميات “غير كافية لإتمام الموسم الزراعي.”
نقص في المخصصات، واستجابة بطيئة
وبحسب ما ذكر مزارعون من مناطق مختلفة في شمال وشرق سوريا لشبكة آسو الإخبارية،فإن معظمهم يعتمدون بشكل أساسي على شراء المازوت من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، مشيرين إلى عدم توفره أغلب الأحيان.
فيما أكد آخرون أن لجان الزراعة والمحروقات تأخرت، العام الماضي أيضاً في توزيع مخصصات المازوت الزراعي، إضافة إلى تقليص الكميات المخصصة إلى النصف.
وفي الدرباسية، فقد العديد من المزارعين، ومن بينهم أبو نضال، الأمل في الحصول على المازوت الزراعي هذا العام، مما دفعهم إلى الاعتماد كليًا على شراء المازوت من السوق السوداء.
وأكد أبو يوسف، وهو مزارع من ريف ديرك/ المالكية أنه لن ينتظر مخصصاته حتى لو وُزعت، مشيرًا إلى أن تأخيرها جعلها بلا جدوى بعد مرور كل هذا الوقت، على حد تعبيره.
أما أبو جهاد من ريف زركان/ أبو راسين فقد لجأ إلى تأجير أرضه الزراعية نتيجة لتأخر التوزيع وعدم قدرته على الشراء من السوق السوداء بسبب تراكم الديون عليه نتيجةً لتسعيرة القمح العام الماضي، بحسب ما أوضح لآسو.
ووفقًا لمديرية الزراعة التابعة للإدارة الذاتية في الدرباسية، يبلغ عدد الآبار الزراعية المرخصة لحين إعداد هذا التقرير حوالي 2149 بئراً، وتحتاج إلى 30 لترًا للدونم الواحد موزعة على ثلاث دفعات. إلا أن العام الماضي شهد توزيع دفعة ونصف فقط، ما أثر سلبًا على الإنتاج الزراعي.
أيمن السلطان، الرئيس المشترك لمكتب الإرشاد في لجنة الزراعة والاقتصاد التابعة للإدارة الذاتية في الرقة، أكد بدء إصدار التراخيص الزراعية في منتصف سبتمبر 2024، والتي ستستمر حتى نهاية ديسمبر، مشيرًا إلى أن عدد التنظيمات الزراعية في الرقة لحين إعداد هذا التقرير بلغ حوالي 400 تنظيم تشمل الآبار والجمعيات الفلاحية.
من جهتها، أعلنت مديرية الإنتاج النباتي التابعة للإدارة الذاتية في الجزيرة منذ أسبوعين عن توجيه مديريات الزراعة لبدء الكشوفات الحقلية على المساحات المزروعة بالقمح ورفع الجداول بأسماء المزارعين إلى مديرية المحروقات. ومن المتوقع أن تبدأ عملية توزيع المازوت المدعوم، بعد الانتهاء من طباعة البطاقات الإلكترونية للمزارعين.
ورغم الإعلان عن بدء التوزيع، لم تقدم هيئة المحروقات في الإدارة الذاتية أي توضيحات حول الكميات المتوفرة أو أسباب التأخير.
وتظل الزراعة في شمال وشرق سوريا تواجه تحديات كبيرة، ما يتطلب استجابة عاجلة لتأمين احتياجات المزارعين وضمان استدامة القطاع الزراعي كأحد أعمدة الاقتصاد المحلي.