Connect with us

أخبار وتقارير

روبيو يحذّر: سوريا قد تكون على بعد أسابيع من “حرب أهلية شاملة”

نشر

قبل

-
حجم الخط:

بي بي سي نيوز : ديفيد غريتين
حذّر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو من أن سوريا قد تكون على بعد أسابيع فقط من “انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة بحجم كارثي”، داعياً إلى دعم السلطات الانتقالية في البلاد.

جاءت تصريحاته خلال جلسة استماع في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، حيث دافع عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا الأسبوع الماضي قبل لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع، القائد السابق في تنظيم القاعدة الذي قاد الهجوم المسلح الذي أطاح ببشار الأسد في ديسمبر.

قال روبيو إن سبب رفع العقوبات كان أن دولًا أخرى أرادت مساعدة إدارة الشرع وتقديم المساعدات، لكنها كانت تخشى العقوبات الأمريكية.

ولم تصدر السلطات السورية تعليقاً فورياً على التصريحات.

خلفية الأحداث:
فرضت الولايات المتحدة العقوبات على سوريا ردًا على الفظائع التي ارتكبتها قوات الأسد خلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عامًا، وأسفرت عن مقتل أكثر من 600 ألف شخص وتشريد 12 مليوناً.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد اشترطت مسبقًا تحقيق عدة مطالب لرفع العقوبات، منها حماية الأقليات الدينية والعرقية.
ورغم تعهد الشرع بذلك، شهدت البلاد موجتين من العنف الطائفي القاتل خلال الأشهر الأخيرة:

في مارس: قُتل ما يقارب 900 مدني، أغلبهم من طائفة العلويين التابعة للأسد، على يد قوات موالية للنظام السابق في الساحل الغربي خلال اشتباكات مع قوات الأمن الجديدة. كما قتل الموالون للنظام نحو 450 مدنياً و170 عنصراً من الأمن.

بداية مايو: قُتل أكثر من 100 شخص في اشتباكات بين مسلحين من الطائفة الدرزية من جهة، وقوات الأمن الجديدة ومقاتلين سُنّة متحالفين معها في ضاحيتين قرب دمشق ومحافظة السويداء.

القلق من الحكومة الانتقالية:
حتى قبل اندلاع العنف، أعربت العديد من الأقليات عن قلقها من السلطات الانتقالية الجديدة، التي يهيمن عليها فصيل الشرع الإسلامي السني “هيئة تحرير الشام” – وهي جماعة كانت تابعة للقاعدة ولا تزال مصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمملكة المتحدة.

ولا يزال اسم الشرع مدرجاً على قائمة “الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص” لدى وزارة الخزانة الأمريكية، رغم أن إدارة بايدن أعلنت في ديسمبر عن إلغاء المكافأة البالغة 10 ملايين دولار مقابل القبض عليه.

اللقاء مع ترامب:
رغم ماضيه، التقى الرئيس الأمريكي ترامب بالشرع الأسبوع الماضي خلال قمة في السعودية استضافها ولي العهد محمد بن سلمان.
وخلال اللقاء، صافحه ترامب وقال للصحفيين بعده:
“شاب وسيم، لديه ماضٍ قوي جدًا. مقاتل. لديه فرصة حقيقية لجمع شتات سوريا من جديد.”

ورد الشراع بأن رفع العقوبات “قرار تاريخي وشجاع، يخفف من معاناة الشعب، ويساهم في نهضة سوريا، ويؤسس للاستقرار في المنطقة.”

وفي جلسة مجلس الشيوخ، قال روبيو مازحاً: “الخبر السيء هو أن شخصيات السلطة الانتقالية… لم تنجح في فحص الخلفية الأمنية مع مكتب التحقيقات الفيدرالي.” “لكن من ناحية أخرى، إذا تواصلنا معهم، قد ينجح الأمر أو لا ينجح. أما إذا لم نفعل، فالفشل مضمون.”

وأكد أن السلطات الانتقالية تواجه تحديات قد تجعلها تنهار في غضون أسابيع، وليس أشهر، ما قد يؤدي إلى تقسيم البلاد.

وأشار إلى أن رفع العقوبات جاء لأن “دول المنطقة تريد إدخال المساعدات والبدء بالمساعدة، لكنها كانت تخشى العقوبات الأمريكية”.

موقف الاتحاد الأوروبي:
وفي أثناء حديث روبيو، أعلن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عن رفع العقوبات الاقتصادية على سوريا.

وكتبت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد، على منصة X (تويتر سابقًا): “نريد مساعدة الشعب السوري على بناء سوريا جديدة شاملة وسلمية… لقد وقف الاتحاد الأوروبي دائمًا إلى جانب السوريين طوال الـ14 عاماً الماضية – وسنستمر في ذلك.”

وقالت وزارة الخارجية السورية إن القرار “يمثل بداية فصل جديد في العلاقات السورية-الأوروبية، قائم على الازدهار المشترك والاحترام المتبادل”.

للقراءة من المصدر