Connect with us

مدونة آسو

محمد أمين أحمدو… تحدي الإعاقة بالعمل

نشر

قبل

-
حجم الخط:

يتكئ محمد أمين أحمدو على عكاز واحدة وقدم يسير بهما في “الدرباسية”، يرسم فسحة أمل حياته بالعمل والحرفة، متغلبًا على الإعاقة التي أصابته منذ طفولته، وشكلت في الكبر له هدفًا، للوصول إلى غاية ومبتغى وطموح.

يجلس محمد أمين أحمدو اليوم في محل لتصليح الأدوات الألكترونية، كمهنة أتقنها بعد إصرار. يقول محمد أمين أحمدو وهو من سكان الدرباسية تولد 1977 قرية كركند، إن إبرة من المفترض أن تكون “خافض حرارة” تم وخزها بطريقة خاطئة في رجله اليمني من قبل جارته، كانت كفيلة لئن تشكل له إعاقة مدى الحياة، ليضطر السير على عكاز.

لكن إصرار محمد أمين غير المتناهي في السير بالحياة، أنساه الإعاقة الجسدية وبدأ التفكير بالمنطق بالحياة، فاليوم يتقن صنعة لا يتقنها كثيرون، هي صنعة وحرفة تحتاج إلى التركيز والإصرار والدقة. يجلس اليوم محمد أمين أحمدو، في محل كائن بسوق الدرباسية، يقوم بإصلاح الأدوات الكهربائية، المهنة التي بحث كثيرًا ودار مدن ودول لتعلمها وإتقانها، بل أيضًا قام بتعليم إخوانه الصنعة ذاتها، وهم اليوم لديهم محال متخصصة بالأدوات الالكترونية.

عن أسباب إصابته بالشلل يقول “أحمدو” إنه شاع في الماضي أخطاء كثيرة من الطب البديل، فقد كان يمتهن مهنة الطب كل من العطار والقابلة القانونية، وذلك قبل انتشار الأطباء الاختصاصيين. فيما كان بعض الأطفال ضحايا تلك الأخطاء القاتلة قبل أن يتطور الطب وينتشر ويتقونن بدل امتهانه من قبل غير مختصين.

يذكر أحمدو أنه أُصيب بشلل الأطفال في قدمه اليمنى، وهو في العام الأول من عمره، آنذاك “ارتفعت الحرارة بجسدي، وبسبب بعدنا عن المدينة، تطوعت إحدى النساء الموجودات في القرية، بوخز الإبرة التي أسفرت عن تدهور حالتي أكثر وأصبت على إثرها بالشلل. دون أن ينفع نقلي إلى دمشق للعلاج، حيث أخبر الطبيب والدي بأنني أصبت بشلل بقدمي اليمنى”.

يقول محمد أمين لشبكة آسو الإخبارية، إن إعاقته، زادته إصرارًا على أن يكون العلم طريقه، فمع بداية دخوله المدرسة، أحب التعليم واعتبره طريق نجاة له، لكن ظروف الحياة كانت أصعب مما توقع، فأجبرته الظروف المادية على ترك المدرسة عند وصول للمرحلة الإعدادية. ثم سافر إلى دمشق، وبدأ تعلم تصليح الأدوات الإلكترونية، ممتهنًا صنعة تتماشى مع ظروفه الصحية، ثم انتسب إلى أحد المعاهد المختصة وزاد من علمه في المجال.

ويضيف محد أمين، أن شغفه بتصليح الالكترونيات شجعه الذهاب إلى لبنان، ليتعلم الحرفة بأحد المعاهد المحترفة، وبالفعل أتقن العمل هناك أيضًا، واليوم يعيش في الدرباسية، حيث بعد عودته، لم يساعده ظرفه المادي على افتتاح محل خاص به، فساعده أخوته بذلك، وعمل أخوته الأصغر منه سنًا معه حتى اتقنوا الحرفة، “بعد فترة من التعليم افتتحوا محال خاصة لأنفسهم”.

يؤمن محمد أمين أن الإعاقة تكون في العقل لا في الجسد، فاليوم يعلم أنه وقف أمام كل تحديات الحياة ويقول “أصبحت صاحب مهنة، متزوج وأب لعدة أطفال، أعمل لتأمين مستقبلهم، فلا يدرك المرء ماذا تخبئ الأيام”.