أخبار وتقارير
كيف يسير موسم الحصاد لهذا العام في منبج
آسو- أحمد دملخي
تحرير- (س.د)
يعتبر موسم الحصاد هذا العام في منبج بشكل خاص وسوريا بشكل عام الأفضل خلال الأعوام الخمسة الأخيرة بحسب رأي معظم المزارعين في المدينة، فقد جادت السماء بالأمطار هذه السنة، وقابلتها الأرض بنفس الكرم و الجود، حيث يعتمد المزارعون في منبج وريفها على محصول هذا الموسم للتعويض عن السنوات السابقة، ويشكل الموسم بخيره واقعًا معيشيَا أفضل من السنوات السابقة.
لسان حال غالبية المزارعين والفلاحين في المنطقة يبشر بموسم خير وفير بشكل عام.
“بركة ميمونة… وموسم وافر” عبارة اختصر بها المزارع “إسماعيل أبو خالد” من قرية “تل أخضر” غربي مدينة منبج الواقع الزراعي هذا العام، ويمتلك “أبو خالد” مجموعة من الأراضي الزراعية التي تنتشر على أطراف القرية، فيقول لمراسل شبكة أسو الإخبارية في منبج، إن العام يختلف عن الأعوام التي مضت “فالموسم هذا العام ممتاز وقد فاق التوقعات لدي ما يقارب (36) هكتار بشكل أجمالي ضمن القرية وفي قرى أخرى قريبة منها والحمد لله هذا العام كان المحصول جيدًا، فكل هكتار سيحصد بما يقارب الثلاثين كيس من القمح، أما الأراضي التي تمت زراعتها بمحصول الشعير جلبت ناتج الإنتاج (25) كيس من الشعير”.
يعيد “أبو إسماعيل” ويتفق معه مزارعون آخرون إلى أن الأمطار هذا العام بغزارتها ساعدت كثيرا بأن يكون الموسم الزراعي وفيرًا.
أما عن آلية الحصاد يتحدث “أبو أسماعيل” فيقول إن عدد مركبات الحصاد في المنطقة قليل جدًا بسبب توجه أصحابها إلى مناطق الجزيرة في ريفي الرقة ودير الزور حيث أن الموسم قد بدأ بشكل أبكر من منطقة منبج.
ويقدر سعر الهكتار الواحد (15000ليرة سورية) إلى (22000) ليرة سورية وذلك حسب نوعية الحصاد، فهناك حصاد مع تعبئة التبن “بقايا السنابل” المعروف بالحصاد تبن بياض، وهناك حصاد بدون فرز، فهذه البقايا (معروف بالحصاد بدون تبن). كما يوجد حصاد وتعبئة التبن في مقطورات الجرارات (تريلا)، وهذا العام قد بدأت في عدد من الأراضي بالحصاد لمادة الشعير منذ أكثر من أسبوع.
عن الأسعار التي يتم فيها بيع المحصول في منبج يقول “أبو خالد” إلى حد اليوم فالسعر الذي أبيع به المحصول مجحف بحقي حيث الكثير من التعب والمصاريف التي قدمتها للأرض بين مصاريف البذور والسماد، إضافة إلى مصاريف الحراثة ورش المبيدات الحشرية جميعها مصاريف باتت اليوم مرتفعة “ناهيك عن موضوع الري لعدد من المزارعين في ريف منبج، وخاصة باستخدام المحروقات ومحركات الضخ لسحب المياه من جوف الأرض فقد استخدم الكثير من المزارعين هذه الطريقة هذا العام خوفاً من أن يكون الموسم غير جيد كما العام الماضي”.
أما بالنسبة ل “حميد” من إحدى قرى شرقي مدينة منبج، فيتحدث عن المحصول بشكل عام لشبكة أسو الإخبارية بالقول، إن المحصول هذا العام ممتاز، “كانت الأمطار وفيرة وأسعار الحصاد مقبولة بشكل جيد في كثير من المناطق المحيطة بنا، لكن الآليات التي تقوم بالحصاد قليلة كون معظم أصحابها توجهوا إلى الجزيرة في ريفي الرقة ودير الزور، واتوقع أن يغطي المحصول هذا العام خسائر المزارعين في الأعوام الثلاثة الماضية”.
وعن سعر اليوم لبيع المحصول يقول “حميد” إن سعر الكيلوغرام الواحد للقمح من الدرجة الأولى يقدر ب- (150) ليرة سورية في حين أن الكيلوغرام الواحد من الشعير يقدر بـ (100) ليرة سورية، وهذا السعر يعتبر ظلم بحق المزارعين في المدينة وريفها”.
ويضيف “حميد” أن المزارعين صرفوا الكثير من الأموال على حماية المحصول هذا العام من سماد ومبيدات حشرية، وعمليات الحراثة والري للمحصول، وكل هذه المصاريف كانت بالعملات الأجنبية، “فقد كانت هذه المواد تأتي من مناطق أخرى على ذمة التجار والمهندسين الزراعيين في المدينة، كما أن اليد العاملة التي كانت تعتني بهذا المحصول لم تكن مجانية عند كثير من المزارعين”.
وفيما يتعلق بموضوع المحصول هذا العام من وجهة نظر مهندس زراعي من منبج، لم يفصح عن اسمه متحدثًا لشبكة آسو الإخبارية، فأن المحصول هذا العام يعتبر الأفضل خلال الأعوام الخمسة الماضية، معيدًا ذلك إلى أن العام الماضي عانى المزارعون من قلة منسوب الأمطار خلال فترة الزراعة والنمو، وفي العام الذي قبله تضرر المحصول نتيجة تساقط البرد عليه وتوقف نمو النبات عند طول (20) سم هذا سبب ضعف في تغذية الحبوب وعدم امكانية الحصاد عبر الآلات المختصة”.
المهندس الزراعي تحدث عن المشاكل التي واجهت المزارعين هذا العام بالقول “كان هذا العام رغم وفرة المحصول مهدد من قبل عدة أنواع من الآفات الزراعية التي كادت أن تدمر المحاصيل، منها بق القمح وهي آفة تصيب القمح والشعير على حد سواء، وفي معالجة هذه الآفة يتم استخدام الدورة الزراعية الثنائية حيث يتم زراعة الأرض بالقمح وبعد الحصاد يتم حراثة الأرض و زراعتها بالبقوليات لمنع انتشار هذه الحشرة للموسم التالي”.
والتقى مراسل شبكة أسو الإخبارية مع “جميل محمد” إداري في لجنة الاقتصاد والزراعة بمنبج، وهو مسؤول استلام المحاصيل الزراعية في الإدارة المدنية بمنبج فقال، إن مساحة الأراضي الزراعية التي تم زراعتها بالقمح عن طريق الري بلغت هذا العام (1800) هكتار في منبج وريفها، في حين لم تتواجد احصائية دقيقة حول الأراضي البعلية وربما تحدد بشكل وسطي بمساحة (500) هكتار في كل قرية من قرى منبج، وقد كانت النسبة الانتاجية لكل هكتار بشكل وسطي (25) كيس”.
وعن آلية عمل الإدارة يقول “جميل محمد” إنهم قاموا بتأمين المحروقات الخاصة لتشغيل آليات الحصاد في المدينة وريفها حسب جداول وتسجيلات يقوم بها أصحابها “تم منح كل آلية ذات أربع جملونات كمية (800) لتر من مادة المازوت أما الآليات ذات الجملونات الأعلى تم منحها كمية (1000) لتر للحصاد أول مرة”.
وفي إطار التخزين والاستلام تحدث “جميل محمد” بأن المشكلة كانت في تأمين المكان المناسب لتخزين الحبوب التي سيتم استلامها من المزارعين وقد تم تأمين مركز الأعلاف القديم لتخزين مادتي القمح والشعير هذا العام، حيث المخازن السابقة تضررت خلال حرب داعش، فالمخازن (الهنكارات) المخصصة حاليا تتسع لكمية (20) ألف طن من الحبوب والساحة الخارجية فيها تتسع لكمية (150) ألف طن وهذه المساحة تكفي للمحصول الزراعي في منبج”.
آلية التسليم بحسب “جميل” ستكون حصراً ضمن أحد المراكز التابعة لمؤسسة الزراعة في منبج والتي سيعلن عنها، وسيكون السعر موحد في كل مناطق الإدارة المدينة الديمقراطية شمال شرق الفرات، فمن المتوقع أن يكون سعر القمح درجة أولى (150) ليرة سورية وسعر القمح درجة ثانية (148.5) ليرة سورية في حين أن القمح من الدرجة الثالثة سيقدر بـ (147) ليرة سورية ويشترط على استلام المحصول من المزارعين أن يكون معبئ في أكياس خيش خاصة بالقمح، في حين أن محصول الشعير سيقدر الاستلام بسعر (100) ليرة سورية عن الكيلو الواحد من الدرجة الأولى و(99) ليرة سورية عن الشعير من الدرجة الثانية و(98) ليرة سورية عن الشعير من الدرجة الثالثة ويشترط على المزارعين تعبئة الشعير ضمن أكياس بلاستيك ولن يتم حسم وزنها من الوزن القائم”.
هذ ا العام يعتبر الأفضل منذ قرابة الثلاثة أعوام من ناحية الوفرة والموسم فقد تسببت مواسم السنوات السابقة بخسائر كبيرة للمزارعين في نهاية كل موسم، فيعول المزارعون على أن يكون هذا العام بشرى خير.