Connect with us

أصوات نسائية

“أم أحمد”… أرفض العيش في جلباب المجتمع

نشر

قبل

-
حجم الخط:

من: أحمد دملخي
تحرير: لانا حاج حسن

لم تستسلم لقدرها الحزين الذي تركها وحيدة في مواجهة الظروف بعد مقتل زوجها على يد قناص خلال أيام الحصار في منبج، فغدت الأم والأب معاً. دخلت مجال الخياطة لتؤمن كفاف يوم أطفالها الستة ولتكفي نفسها ذل السؤال.
تقول “أم أحمد” لتاء مربوطة: “وصلني خبر وفاة زوجي من أحد الجيران الذين توجهوا إلى المدينة من الحي الذي نقطن فيه خلال الشهر الثاني لحملة تحرير منبج من #داعش، حيث قام قناص باستهدافه بالرأس في منطقة دوار اللمبة، وهي منطقة كانت داعش تسيطر عليها، وكان زوجي ممرض بمستشفى المدينة في تلك الفترة”. كانت “أم أحمد” حامل بطفلتها الأخيرة (أمل) التي لا تعرف أبوها إلا من خلال الصور التي تركها على الهاتف المحمول.

تقول “أم أحمد” عن حياتها الجديدة بعد فقدان المعيل: “اليوم مضت سنتان ونصف السنة على رحيل زوجي من هذه الحياة، وقد ترك لي ستة أطفال أكبرهم أحمد البالغ من العمر اليوم 14 عام، ولأن زوجي محب للمدرسة والدراسة لم أستطع تحميل “أحمد” عبئ العائلة منذ هذه السن الصغيرة، رغم الظروف الصعبة التي عايشناها”.

بعد عدة أشهر بدأت “أم أحمد” العمل في تصفيف شعر السيدات خلال الحفلات وخاصة العرائس منهن، وكان العمل جيد، لكن بسبب الأمراض في الصدر، وتعرضها للمواد الكيماوية تدهورت صحتها، ومع تواجد إحدى المنظمات التي افتتحت ورشات تدريب للسيدات في مجال الخياطة تدربت في هذه الورشة مدة زمنية قاربت النصف عام، تعلمت خلالها كل ما يمكنها التعلم عن الخياطة والتفصيل.
بعد عام من العمل في المنزل على آلة الخياطة التي منحتها إياها المنظمة سمعت “أم أحمد” بوجود ورشة خاصة بالنساء لتفصيل اللباس المدرسي، وكانت هذه الورشة قيد الانجاز، قدمت أوراقها للعمل، وبعد شهر تم قبولها.

تحدثنا “أم أحمد” عن وضعها المنزلي فتقول :”اليوم منذ قرابة 4 أشهر وأنا أعمل في هذه الورشة، وكل الأعمال التي أقوم بها ساعدت بشكل بسيط في تأمين المتطلبات الأساسية لأطفالي”.

وعن المجتمع الذي تعيش فيه “أم أحمد” تتحدث “كلمة أرملة في مجتمعنا تعتبر شيء مخزي كأنها السبب في وفاة زوجها، وخاصة لأصحاب التفكير المحدود، لكن الحمد لله لم أعد أعاني من مضايقاتهم كون المجتمع اليوم أصبح على مستوى جيد من الوعي، وخاصة من قبل الجوار، فهم يهتمون بي ويراعون ظروفي، فكثيرون من أهل الحي الذي أقطن به يعرضون خدماتهم ومساعدتهم”.

“أم أحمد” امرأة من مئات النساء المتواجدات في منبج، سعت واجتهدت للوصول إلى طريقة تعمل فيها على مساعدة عائلتها، كما أنها ساعدت نفسها في المقام الأول ضمن مجتمع شرقي ينظر للمرأة على أنها ضلع قاصر، كما أنها أثبتت للمجتمع المحيط بها أنها رغم رؤية النقص التي يفرضها المجتمع على المرأة، هي كاملة بكل شيء ولا تحتاج إلى أي شفقة أو رحمة من أحد، وهي قادرة على تربية أطفالها وتنشئتهم.