Connect with us

مواطن وعدالة

“منتهى” تعيش الحزن على فراق ابنها في الميادين بسبب داعش

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-عليا محمد
تحرير: (ج. خ)

“راح حسين… هم يروح البيت” تقولها “منتهى عبدالوهاب” المرأة الستينية، باللهجة الديرية، ولغة يائسة، حزنًا وكمدًا على ابنها “حسين” الذي قضى في قصف على الميادين بريف دير الزور.
في نفس القصف فقدت “منتهى” شقيقها أيضًا.

تفيض “منتهى” الحديث بحزنها، وهي تجلس أمام باب منزلٍ تسكنه وعائلتها بالإيجار في مدينة ديريك/المالكية، بعد أن نزحت إليها هرباً من تنظيم داعش.

تنظر “منتهى” إلى المارة وبينهم شاب عشريني في عمر ولدها “حسين” الذي فقدته، تركّز النظر إلى الشاب كثيراً، كما لو أنها تستوحي من وجه “حسين” لتستذكر حياته.

لم يعد “حسين” يفارق مخيلة والدته، فقد كان في العشرينيات من عمره عندما قضى جراء قصف على مدينة #الميادين التابعة لديرالزور، خلال سيطرة تنظيم داعش عليها.

الحسرة والحزن على ملامح الوالدة بارزة، وهي تتحدث عن فترة سيطرة تنظيم داعش على مدينتها، وفقدانها ابنها وأخاها اللذان كانا يعملان معاً في محل لتصليح السيارات.

تقول منتهى، “الأمر لم يكن يصدق، حتى الآن لا أستطيع نسيان لحظة إخبارنا بوفاة ابني وأخي، فلا اتمنى مصيراً مشابهاً لأي أحد”.

لم يكن وقع خبر وفاة الابن صعباً على منتهى فقط، بل على زوجها فتقول “منتهى” عند سماع زوجي خبر “حسين” فقد بصره حزنًا على فلذة كبده.

إلى جانب الأب، أصيب الأخ الأكبر لحسين بحالة نفسية سيئة، ولا يزال بحسب “منتهى” التي تتحدث عن قسوة الحدث، يراجع الأطباء للحصول على علاج مناسب.

الكثير من العائلات في سوريا عانت تغييب أفراد من العائلة نتيجة الحرب السورية، إما عبر القصف أو الاعتقال أو الخطف وغير ذلك.

تقول منتهى لشبكة آسو الإخبارية، إن الأهالي عانوا كثيرًا من فترة سيطرة تنظيم داعش على الميادين، وتقول، “أثر وجودهم كثيرًا على العائلة، حيث كان ابني الذي فقد حياته يعيش في ظروف نفسية صعبة بوجود داعش”.

وعانى الأهالي كثيرًا من وجود داعش، الذي فرض عقيدة على الناس متمثلة بالإرهاب.

تذكر “منتهى” أن استمرار القصف على المدينة، ورؤية الرؤوس والأجساد خلال سيطرة التنظيم الإرهابي، وأيضًا القصاص الذي كان يقع بحق الناس، أدى لتشكل خوف ورهبة كبيرة لدى الناس، “لقد عانينا كثيرًا من قوانين داعش”.

وتضيف “منتهى” بأن داعش فرض لباس من نفسه على الناس “كان محرماً على النساء الخروج من دون النقاب، أو أن تخرج امرأة لوحدها، الهاتف كان ممنوعاً، وغيرها من الأمور، تحولت حياتنا إلى جحيم آنذاك”.

مكثت منتهى في الميادين ثمانية أشهر خلال سيطرة التنظيم عليها، لم تخرج من المنزل سوى مرتين خلال هذه المدة، ومن ثم تمكنت وزوجها من الفرار من المدينة عن طريق المهربين، كما تروي لنا.

تشعر “منتهى” بالراحة بعد تحرير الميادين من داعش “اليوم أشعر بالراحة، فقد سقطت دولة الخلافة، أشعر بأن حقنا تم أخذه من قاتلي أخي وولدي”.

تعيش منتهى وعائلتها في ديريك، منذ أربعة أعوام، وتتمنى العودة لمدينتها لكن الوضع الخدمي يحول دون رجوعهم إلى هناك.

*الصورة تعبيرية من الإنترنت