محليات
“عبد الرحمن” يسعى للحفاظ على صناعة المكانس اليدوية من الإندثار
آسو-بنيامين أحمد
تشارف مهنة صناعة “المكانس اليدوية”، على الإندثار والإختفاء، مثل العديد من المهن التقليدية القديمة. فمع ظهور “المكانس” الآلية بدأت صناعة المكانس اليدوية بالتراجع، خاصة تلك المصنوعة من أعواد المكناس، حيث حل مكانها المكانس المصنوعة من “النايلون”، وقليلًا ما ترى اليوم محال لصناعة المكانس اليدوية!.
في مدينة سري كانيه/رأس العين، يعمل السيد “عبد الرحمن سينو” بمهنة صناعة المكانس اليدوية، وقد ورثها عن والده، فهذه المهنة النادرة قل ما تراها في المنطقة.
لكن مازالت البعض من النسوة أو كثير منهن، يفضلن استخدام المكانس اليدوية، للاستخدام المنزلي، حيث تفضلها النسوة لأجل النظافة والاعتياد عليها.
تقول “سلمى” سيدة من سري كانيه، إن استخدام المكانس اليدوية، مستمر بطبيعة أن المنازل الكبيرة تحتاج لمكانس يدوية لسرعة عملها، “في القرى لا تزال المكانس اليدوية مرغوبة بكثافة لكبر مساحات المنازل فيها”.
خلال سنوات الحرب، ومع انقطاع الكهرباء عاد الناس لطرق وحياة بدائية لتسيير أمور الحياة.
يقول “عبد الرحمن سينو”، إنه ورث مهنة صناعة المكانس الكهربائية من والده، “تعلمت المهنة منذ صغر سني، فلا اعتبرها مصدر رزق أساسي بقدر ما أعتبرها حرفة يدوية متعلق بها”.
يحاول “عبد الرحمن” كما يقول لشبكة آسو الإخبارية، أن يورث المهنة لأبنائه للحفاظ عليها، “هذه مهنة من الممكن اعتمادها للعيش، “في حال كان لديك محل خاص بك فصناعتها لا تكلف أجور باهظة”.
السيد “علي سينو” والد “عبد الرحمن سينو”، متوفي، كان يعرف في مدينة سري كانيه، بصناعة المكانس اليدوية منذ نحو 50 عامًا، وأورثها لأبنائه، ويبدو تأثير هذه المهنة جلياً في المدينة لأنه لا يوجد من يعمل بها سوى” عبد الرحمن” حالياً.
وعن صناعة المكانس اليدوية يقول “عبد الرحمن” إن صناعة المكانس اليدوية، تتم عبر مواد بسيطة وبشكل يدوي، من أعواد المكناس وخيوط من البلاستيك، تقوم بربط الأعواد، “مادتها الأولية من نبات يزرع مع موسم القطن يعرف باسم (المكناس)، یباع انتاجه من قبل المزارعين بسعر يترواح من 250 إلى 500 ليرة سورية، حسب جودة البذار المزروع منه، ثم يتم بيع المكنسة الواحدة بمبلغ يقدر بـ 1000 ليرة سورية، في حين تبلغ تكاليف تصنيع المكنسة الواحدة لمن يجلب المواد الأولية بمبلغ 350 ليرة سورية فقط”.
ميزة هذه المكانس عن سواها المصنوعة من البلاستيك، أنها جيدة للاستخدام المنزلي في تنظيف السجاد، ويقوم سكان الريف بشرائها أكثر من سكان المدينة، بحسب قول “عبد الرحمن”، ويختتم القول إنه لا يوجد موسم محدد يزداد فيه بيع المكانس.