محليات
شراء مدفأة من “كبرى” الهموم لأهالي منبج
آسو-أحمد دملخي
كما غيرها من مستلزمات الحياة اليومية للأهالي، تأثرت حركة بيع وشراء المدافئ بتفاوت سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، وبات شراء مدفئة مع قدوم فصل الشتاء الهم الذي يؤرق الكثيرين من أهالي مدينة منبج، وسط ارتفاع أسعارها مقارنة بالعام الفائت.
يضطر “محمد العجلاني” أحد أهالي مدينة منبج لشراء مدفأة واحدة هذا العام نظراً لارتفاع أسعار المدافئ. ويقول، “لم يكن من المتوقع أن تصل سعر المدفأة إلى أكثر من 13 ألف ليرة سورية، فهذا مبلغ كبير بالنسبة لي وسأضطر للاكتفاء بمدفأة واحدة هذا العام”.
وينضم “خضر المحمود” وهو نازح من ريف حلب الشمالي لرأي العجلاني، بأن لا طاقة له لشراء مدفأة جديدة، “فلم يبق أمامه حلاً إلا صيانة المدفأة القديمة”.
وتصل المدافئ إلى مدينة منبج من مناطق سيطرة الحكومة السورية كمدينتي حمص وحلب. وبحكم أن المناطق الواصلة لمناطق الحكومة السورية هي المنفذ الوحيد لدى أهالي منبج، هذا دفع بعض التجار للتحكم بالأسعار دون وجود محاسبة ورادع لذلك على حد قول “أحمد دامرجي” وهو صاحب محل بيع مدافيء بمنبج.
يقول “أحمد دامرجي” لشبكة آسو الإخبارية، إن الموزعين لا يستطيعون الضغط على التجار، “في محاولات عدة للضغط على التجار باءت بفشل أن التجار قالوا إنهم سيوقفون التعامل، لذلك نقبل بالأسعار التي يفرضها التجار”.
وعن أسعار المدافئ لهذا العام، يقول “الدامرجي”، “ارتفعت أسعارها لما يقارب الـ (4000) ليرة سورية، عن أسعار العام الفائت، حيث وصل سعر المدافئ الصغيرة إلى (8000) ليرة سورية، والكبيرة بين (13000- 45000) ليرة سورية”.
ويضيف بأنه ومعظم التجار قاموا بجلب كميات قليلة من المدافئ هذا العام نتيجة ارتفاع أسعارها من جهة، وعدم استقرار الوضع الأمني في المنطقة من جهة أخرى، إضافة إلى أن البضائع كانت تصرّف العام الماضي في عدد من المدن في غير منبج، لكن نظراً لإغلاق معظم الطرق وعدم وجود أسواق للتصريف ما عدا سوق منبج، اضطر التجار لتقليل كمية البضائع داخل المحال.
في ظل غلاء المدافئ يلجأ الكثير من الأهالي إلى صيانة مدافئهم القديمة، مما أدى لنشاط في حركة سوق صيانة المدافئ، وفي هذا يقول “علي دامرجي” صاحب محل صيانة للمدافئ بأن الأهالي يعتمدون هذا العام على صيانة المدافئ بدلاً عن شراء الجديدة منها، “كثيراً ما أواجه مواقف محزنة حين لا يكون هناك إمكانية لصيانة مدفأة ما نظراً لاهترائها، لكن يصر صاحبها علي بأن أحاول مجدداً، هنا أعلم أن صيانتها هي الأمل الوحيد لأن يكون في منزل هذه العائلة مدفأة ولو مهترئة لكن تقيه برد الشتاء”.
وتصل أسعار صيانة المدافئ بحسب “الدامرجي” بين 500 إلى ما يقارب 8000 ليرة سورية.
في كل أزمة اقتصادية تعصف بالمنطقة يبقى المواطن هو الخاسر الأكبر، وأزمة انهيار الليرة السورية دون توقف تساهن كثيرًا باستغلال ظروف الأهالي، كما تنذر بكارثة جديدة تضاف لسجل الأزمات التي يعيشها المواطن السوري. فكيف سيتمكن الأهالي من مواجهة هذه الأزمة في ظل عدم وجود أي تحرك من الجهات المسؤولة لإيجاد حلول مناسبة لها، كما وكيف سيتمكن الأهالي من مواجهة برد هذا الشتاء في ظل غلاء سعر المدافيء وفقدان المازوت!