Connect with us

أخبار وتقارير

منبج… حلم الاستقرار يحلق مع ارتفاع الدولار

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-أحمد دملخي

يعاني السوق في مدينة منبج من اضطراب في أسعار صرف العملات الأجنبية مقارنة بالليرة السورية، وقد أثر هذا الأمر على كافة نواحي الحياة في المدينة، ومن بين المتضررين فئة الشباب في سن الزواج، فقد رافق هبوط الليرة السورية ارتفاع أسعار الذهب ليصل إلى 39000 ل.س للغرام الواحد عندما طرق الدولار باب الألف ليرة سورية، معلناً بذلك تحطيم أحلام الكثير من الشباب في الاستقرار.

معاناة وحلم تبخر في ظل ارتفاع الدولار

في لقاء خاص لشبكة آسو الإخبارية في منبج مع “أحمد العلي” أحد الشباب الذين تغربوا في تركيا لمدة خمس سنوات قال، “بعد سيطرة داعش على المدينة قمت بالفرار منها خوفاً من بطشهم وقد كان عمري حينها 22 سنة، لم أجد مكان غير تركيا للعمل وعملت هناك وكنت أدخر المال وأرسل لأهلي، ومنذ عام عدت إلى منبج للبحث عن زوجة والاستقرار، خاصة بعد أن عانيت الكثير من الصعوبات في الغربة، ومنذ فترة وجيزة وجدت فتاة تناسبني لكن في ظل ارتفاع الدولار تبخر حلم الزواج الآن فكل المال الذي ادخرته في سنوات تواجدي في تركيا لا يكفي مهراً، وقد أصبح الدولار هو صاحب الكلمة، حتى أن عدد من العوائل في منبج بدأت تزوج فتياتها وتطلب مهرا بالدولار وخاصة اللواتي يتقدم لهن شباب مقيمون في الدول الأوروبية، فاليوم أصبح الذهب بـ 39000 ل.س للغرام الواحد بما يساوي ثلاثة غرامات من السعر السابق وخاتم الخطوبة اليوم يقدر سعره بـ 70 ألف ليرة سورية بشكل وسطي، وتعتبر هذه العقبة الأولى في وجه الشباب بشكل عام، فالاستقرار يحتاج إلى تكاليف وتجهيزات كهربائية وغيرها من الأمور التي ترتبط بالدولار وارتفاعه ضاعف مصاريف كل شيء مرتين أو ثلاثة مرات في الحياة العادية فما بالك بالأمور التي ترتبط بالزواج”.

خطوبة وعقد قران مع وقف التنفيذ حتى إشعار آخر

“محمد مصطفى العجلاني” شاب آخر تحدث إلى شبكة آسو الإخبارية وقال، “خطبت زميلة لي وهي تعمل في التدريس بإحدى مدارس المدينة، منذ قرابة نصف سنة وحددنا موعد الزفاف مع بداية العام الجديد لكن نهاية الشهر الماضي كانت كارثية من كافة النواحي، صحيح أن معظم المتطلبات تم تحضيرها خلال فترة الخطوبة لكن ثمن ما تبقى من احتياجات يعادل ما قمت بتحضيره من قبل مرتين إلى ثلاثة مرات، لذلك قمت بالاتفاق مع والد زوجتي المستقبلية على تأجيل كل شيء وخاصة بعد أن علمنا أن أجور صالات الأعراس وثوب الزفاف قد ارتفع مع ارتفاع الدولار، ومنذ ثلاثة أشهر كانت الأجور مقبولة، وكوننا في منطقة ترتبط بالتقاليد فسوف أبدو مقصرا بحق زوجة المستقبل، حتى لو تجاوزنا عدد من متطلبات حفل الزفاف كالصالة والمطرب سيكون الحفل عبارة عن مصيبة كبيرة بسبب تكلفته المرتفعة هذه الأيام من أجور لكراسي المدعوين إلى الحفل ومكبرات الصوت وغيرها، وبصراحة نحن كشباب وعرسان جدد نحتاج إلى هذه المصاريف لشراء متطلبات المنزل أكثر من انفاقها على أمور تنتهي مع انتهاء حفل الزفاف، لكن كما ذكرت سابقاً حفل الزفاف يعتبر من عادات المجتمع كما أنه حفلة العمر بالنسبة للشاب والفتاة على حد سواء لذلك كان من الأفضل تأجيل الموضوع حتى اشعار آخر، أي هبوط الدولار لقيمة يمكننا التعامل معها”.

توقف شبه تام لحركة شراء الذهب وخاصة ذهب الخطوبة

تحدث (أ.م) تاجر ذهب في السوق المسقوف بمدينة منبج لشبكة آسو الإخبارية عن حركة سوق الذهب خلال هذه الأزمة الاقتصادية فقال، “يعاني سوق الذهب اليوم ضعفاً كبيراً في حركة الشراء والبيع بسبب ارتفاع أسعاره وعدم استقرارها بشكل كامل، فخلال هذا الشهر ارتفع سعر الذهب 21 قيراط من 24 ألف ليرة سورية إلى 39 ألف ليرة خلال ثلاثة أيام موازياً بذلك ارتفاع سعر الدولار أمام الليرة السورية، الأمر الذي جعل عددا كبيرا من الشباب يؤجلون الزواج هذه الفترة، وخاصة في ظل انتشار عادة فصل الذهب عن مهر العروس لدى عدد كبير من العوائل في المدينة، وهذا الأمر أثر سلباً على تجارة الذهب بالإجمال، وبالنسبة للنساء اللواتي تملكن ذهبا تم شرائه خلال فترة سابقة، فقد أصبحن يتمهلن في بيع ما لديهن خوفاً من ارتفاع أسعار الذهب أكثر من هذا المعدل مما تفقد النقود التي سيقبضنها ثمن لذهبهن، من قيمتها، لذلك تكون حركة الأسواق معدومة في كثير من الأيام ونادراً ما يأتي زبون للبيع أو الشراء لعدد كبير من محال الصاغة”.

عزوف الشباب ومواقع التواصل الاجتماعي تنقل المأساة بشكل ساخر

لم يكف الشباب عن السخرية عن هذا الواقع خاصة من هم في سن الزواج… ونقلوا هذه السخرية إلى مواقع التواصل الاجتماعي، الفيس بوك، حيث انتشرت عدة منشورات في مجموعات تضم شباب وفتيات من المدينة وتحمل اسم منبج، كمجموعة “شباب وصبايا منبج” ومجموعة “ليالي منبج” و غيرها من المجموعات تتحدث عن واقع صعوبة الزواج في ظل أزمة الدولار، ومن هذه المنشورات، “كان الزواج سابقاً يشكل نصف الدين ومع ارتفاع سعر الدولار صار مثل الحج من استطاع إليه سبيلاً”، لتتبعه عدد من التعليقات الساخرة لتكون مواقع التواصل الاجتماعي مكانا يعبر فيه الشباب عن خيبة أملهم وفقدان حلمهم بالاستقرار.

كان الزواج في السابق يعني استقرارا وبناء عائلة، وكان المجتمع ييسر أمره سواء في المهر أو التكاليف الأخرى… لكنه اليوم يعتبر مشكلة، وحلما أصبح من الصعب جداً تحقيقه في ظل الأوضاع الحالية، فما هو سبب تغير هذا الأمر؟ هل هو تغير تفكير الأهالي؟ أم تغير نظرتهم إلى مفهوم الزواج؟ سؤال نتركه بدون إجابة…