Connect with us

مواطن وعدالة

ظروف معيشية صعبة وشتاء بارد يلقي بظلاله على عائلة بوزان مسلم

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو- شيرين تمو

تعاني عائلة “بوزان مسلم” من سوء الوضع المعيشي في ظل ارتفاع الكبير للمواد الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها والتي لم تعد بمقدورهم تأمينها.

يعمل “مسلم” وهو من مدينة كوباني 34 عاما، عاملا في ورشة الخياطة، براتب يقدر بـ 75 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 85 دولار، يعيل بها أسرة تعتبر صغيرة مؤلفة من أربعة أشخاص، حيث تتراوح أعمار أطفاله بين السنة إلى ثلاث سنوات وبالتالي يحتاجون الحليب والحفاضات والأدوية والرعاية التامة.

يشتكي “مسلم” من عدم قدرته على شراء كافة المستلزمات الضرورية لمنزله، حيث يصرف أكثر من نصف راتبه على شراء الحليب لولديه، فيقول ارتفع سعر كيس الحليب “المائدة” من 700 إلى 1100 ليرة سورية في غضون أشهر، “يمكن الاستغناء عن كل شي إلا مستلزمات الأطفال، حيث بات الوضع المعيشي في ظل ارتفاع الدولار هماُ يُشغل بال المعيلين”.

وسبّب ارتفاع أسعار المواد الأساسية ولا سيما الخضراوات والفواكه، والتي من المفترض الاعتماد على زراعتها محليا، ضعفاً في حركة الشراء واقتصار المشتريات على الضروريات فقط بما يتماشى مع رواتب الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا والتي تعادل أقل من 100 دولار.

وتقول “زكية ” زوجة مسلم لشبكة آسو الإخبارية: “الحمد لله أننا نسكن في بيت أحد أقاربنا دون دفع للآجار، والتي كانت ستشكل عبئاً إضافيا على مصاريفنا التي أصبحت تقتصر تقريبا على حليب أطفالنا”.

وتؤكد “زكية” أنها لا تشتري الفواكه والخضراوات إلا نادرا، وأن شراء اللحم أصبح يحتاج إلى مناسبة.

ويرجح السكان أنهم ضحايا جشع التجار الذين أصبحوا يتحكمون بالأسعار على حساب السكان، بحيث ترتفع الأسعار مع الدولار ولا تنخفض معه، وفي هذا الصدد أوضح “أحمد دابان” الرئاسة المشتركة لمديرية التموين في مقاطعة كوباني لشبكة آسو الإخبارية: “بعد مقاطعة البضائع التركية أصبحت البضائع المحلية السورية تدخل المنطقة، ويتم التعامل بين التجار بالدولار خاصة أن الليرة السورية تفقد قيمتها يوميا أمام الدولار، وأن الرسوم التي تفرضها الجمارك في مناطق النظام السوري تزيد من ارتفاع الأسعار”.

وتابع “دابان”: “لا يخلو الأمر أن بعض التجار يدفعهم الجشع إلى التلاعب بالأسعار، ومحاولتنا التنسيق مع النظام السوري بخصوص تخفيض ضرائب الجمارك على البضائع بات دون جدوى”.

ونوه “دابان” إلى ضرورة إلتزام أصحاب المحال التجارية بلائحة الأسعار التي صدرت عن مديرية التموين بما يتناسب مع الوضع الراهن تحت طائلة المسؤولية القانونية لمن لا يلتزم بها.

عائلة مسلم في كوباني هي نموذج لعشرات الآلاف من العوائل التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة وشتاءْ باردْ لا يأمن لهم ضروريات الحياة أيضاً، بحيث باتت الرفاهيات في خانة النسيان لدى الأهالي.