مواطن وعدالة
ألف ليرة سورية ضريبة البقاء يوم في سري كانيه
آسو-آريا حاجي
أمام خيمتها التي باتت ملجأها الأخير، تجلس “علياء” (اسم مستعار) إلى جانب أختها لتساعدها في تحضير وجبة الغداء، تصرخ في وجه أحد أطفالها حيناً وتدخل في حالة صمت وشرود حيناً آخر.
علياء القادمة من ريف مدينة سري كانيه / رأس العين، بعد رحلة نزوح طويلة وصعبة، كانت المحطة الأخيرة لها ولأطفالها وأخواتها خيمة داخل مخيم نوروز بريف مدينة ديريك / المالكية.
لا تأبه لكل الظروف الصعبة التي تعيشها أمام همها وخوفها على والدتها التي بقيت في منزلها محاصرة ولم تتمكن من الخروج بعد، تطمئنهم أحياناً عن حالها الذي بات يُرثى له كما حال كل من بقي في منزله بعد احتلال تركيا والفصائل السورية الموالية لها للمدينة.
تمكنت “علياء” من الحصول على بعض الأخبار عن منزلها بعد التهجير عنه، فتقول بإنه بات فارغًا تماماً، وقالت: “سرقت فصائل المعارضة السورية المسلحة (الجيش الوطني السوري) كل شيء نملكه، فهذا حال كل منزل تم تفريغه من أصحابه”.
وأضافت بأن السرقات طالت إسطوانات الغاز ومولدات الكهرباء وبراميل المازوت، حتى خطوط الليزر لم تسلم من السرقة، أما من يملك قطيع أغنام، فإما أن يدفع مبلغاً من المال ليحتفظ بقطيعه أو يتم الاستيلاء عليه.
لم تكتف الفصائل بنهب منازل المدنيين الذين نزحوا إلى خارج المدينة، بل أصبحت تفرض مبلغاً مالياً قدره ألف ليرة سورية يومياً على من قرر أن يبقى في منزله.
تشهد مدينة سري كانيه حظر تجول شبه دائم، والأسواق فارغة تماماً في ظل غياب كل أنواع البضائع، أما من يعاني من مرض ما إما سيتوجه لتركيا لتلقي العلاج أو سيبقى مع مرضه داخل منزله، حيث تمنع الفصائل الأهالي من التوجه لأي منطقة أخرى خارج سيطرتهم.
*الصورة تعبيرية من أرشيف الشبكة