مواطن وعدالة
بـ 15 عام وجسد صغير… يواجه طفل من الرقة أقسى ظروف الحياة
آسو- براء الأحمد
قبل بلوغه لسن الرشد، نال جاسم نصيبه من دمار خلفتها الحرب، دون أن تكترث لما سيحول له مستقبل طفل، بدأ بالعمل والاعتماد على نفسه في الوقت الذي يقضي أقرانه جل أوقاتهم بالدراسة واللعب.
“جاسم الهران” طفل يبلغ من العمر (15 عام)، يعيش في مدينة الرقة، ويعمل حارساً لمبنى في المدينة، بهدف تأمين تكلفة دراسته في المرحلة الإعدادية.
يعيش بمعزل عن عائلته، في غرفة صغيرة داخل المبنى الذي يحرسه، ويغلق باب غرفته المخلوع بقطعة من القماش، لحجب أشعة الشمس التي تحيط بالمبنى غير المكتمل حتى الآن.
يقول “جاسم” لشبكة آسو الإخبارية، إنه يستغل فترة الظهيرة ليريح جسده ويكسب عدة ساعات للنوم، كونه يقضي الفترة الليلية مستيقظاً، لحراسة المبنى ومراجعة دروسه، تحضيراً للامتحانات.
عائلة “جاسم” مكونة من تسعة أفراد، والده مسن وأخاه الأكبر منه يعاني من جراح جراء إصابته بطلقات نارية، مما دفع بجاسم للعمل ليؤمن قوت يومه وعائلته براتبه الشهري الذي يصل لـ 50 ألف ليرة سورية.
عمل جاسم سابقاً في إحدى مطاعم مدينة الرقة أيضاً، كان يبدأ العمل من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الواحدة ليلاً، غائباً بشكل تام عن أجواء العائلة.
“اضطررت لتحمل أعباء هذا الواقع لأجل إخوتي ووالدتي بشكل خاص، وتعودت على العيش وحدي لكسب قوت يومي بعيداً عن عائلتي، كنت أقضي ساعات قصيرة مع البعض من أصدقائي، لأعود مسرعاً للعمل، اعتدت على صعوبة حياتي وأتمنى أن تعوضني دراستي عنها”.
بتلك الكلمات ختم “جاسم” حديثه معنا، وأدار ظهره لنا ليعود لعمله في واقع فرض عليه أن يعيش أياماً تكبره طاقةً وقوة.
جل ما يتمناه أن يتمكن من إتمام دراسته بنجاح، لتحقيق حلمه بالحصول على شهادة دراسية تمكنه من الحصول على وظيفة، ليعيش من خلالها حياة كريمة.
“جاسم” نموذج لآلاف الأطفال، ممن أثقلت الحرب كاهلهم الصغير، وجعلتهم يخطون خطوات أكبر من أعمارهم نحو مستقبل مجهول المعالم.