أخبار وتقارير
بعد سيطرتها على عفرين… هيــئة تـ.ـحرير الشـ.ـام الإرهابية تفرض الإتاوات وتستولي على ممتلكات الأهالي
قتيبة العلي – ريف حلب
مع سيطرة “هيــئة تـ.ـحرير الشـ.ـام” (جبـ.ـهة النصـ.ـرة سابقاً) والمصنفة على قوائم الإرهاب العالمية، على مدينة عفرين المحتلة وطرد عناصر فصيل الجبهة الشامية الموالية للاحتلال التركي، اتخذت قيادات هيــئة تـ.ـحرير الشـ.ـام الإرهابية نهج الفصائل الأخرى، بسرقة ممتلكات المدنيين وفرض الضرائب عليهم، وسط مخاوف من زيادة تلك الانتهاكات خلال الفترة القادمة، في حين أن الفصائل بدورها تواصل التضييق على أهالي باقي المناطق المحتلة.
وبعد معارك عنيفة على مدى أسبوع بين الهيــئة الإرهابية وعدة فصائل أخرى موالية للاحتلال التركي من بينها “الجبهة الشامية” و”جيش الإسلام”، تمكنت الأولى من بسط سيطرتها على مدينة عفرين وعدة قرى في ريفها، إضافة لمدينة جنديرس، واحتدمت المعارك في بلدة كفرجنة المجاورة لمدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، إلا أنها توقفت إثر توصل الأطراف المتنازعة لاتفاق وقف إطلاق النار.
وما إن دخلت الهـ.ـيئة المصنفة على قوائم الإرهاب العالمية، مدينة عفرين، حتى بدأت بالاستيلاء على الأراضي الزراعية وبساتين الزيتون ومنازل ومحال تجارية، تعود ملكيتها لأهالي المدينة، كما قام عناصر الهيئة باعتقال العديد من أهالي المدينة بتهمة الموالاة لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، في مشهد لم تتغير ملامحه على أهالي المدينة فهم عانوا أساساً من ممارسات الفصائل بعد عملية “نبع السلام” التي قادتها تركيا.
وقال الناشط الإعلامي “محمود السعد” (اسم مستعار) لشبكة آسو الإخبارية، إن الوضع لم يختلف كثيراً بعد سيطرة الهيـ.ـئة المصنفة على قوائم الإرهاب العالمية على عفرين، السيطرة انتقلت من فصائل تمتهن السرقات وجمع الأموال، إلى جماعة جهادية متشددة جل همها هو التضييق على المدنيين.
وصادرت الهيـ.ـئة الإرهابية أكثر من 80 منزل وأكثر من 30 محل تجاري في عدة أحياء من مدينة عفرين، كما اعتقلت أكثر من 30 شخصاً من أهالي المدينة إضافة للعشرات من عناصر فصائل “الجيش الوطني”.
واستوطن العديد من عناصر الهيـ.ـئة الإرهابية ضمن المنازل المصادرة، والتي كانت تستولي عليها “حركة أحـ.ـرار الشـ.ـام” و”الجبهة الشامية”.
وأضاف السعد، أن جميع بساتين الزيتون المحيطة بالمدينة تقع حالياً تحت سيطرة هيــئة تـ.ـحرير الشـ.ـام الإرهابية، وقد منع مسلحيها الأهالي من الوصول لأراضيهم الزراعية، وتم السماح لهم بجني المحاصيل في 23 تشرين الأول الفائت، بشرط دفع ضريبة تقدر بأكثر من 15 بالمئة من المحصول، وكلفت الهيئة الإرهابية فرق جوالة تتبع لما تسمى “هيئة الزكاة” بجمع الضرائب.
وأشار إلى أن الهيـ.ـئة قامت بتكليف عناصر من الجهاز الأمني، بغية تطبيق قرار الضرائب بالقوة وتحت تهديد السلاح لمن يحاول الاعتراض على القرار، وأرسلت تعليمات لجميع معاصر الزيتون في المنطقة، بعدم عصر محصول أي مزارع دون التأكد من دفعه للضرائب المفروضة عليه.
ولا صحة لما يتم الترويج له محلياً عبر إعلام الهيـ.ـئة الإرهابية بأنها تهدف لتوفير الأمان وتعمل على خدمة الأهالي بشكل أفضل من الفصائل الأخرى، في محاولة لطمأنة أهالي عفرين، لكن الوضع العام على ما هو عليه، بل ازدادت أعداد الثكنات العسكرية والحواجز في مداخل ووسط المدينة وزاد التشديد الأمني أكثر مما كان عليه سابقاً، على حد وصف “السعد”.
مؤكداً بأن الهيـ.ـئة الإرهابية لا تقل إجراماً عن باقي الفصائل لكن الفرق الوحيد بينهما هي الطريقة المتبعة في بسط النفوذ، ويبقى المشهد غير واضح حالياً في انتظار معرفة الطريقة التي ستتعامل بها الهيـ.ـئة المصنفة على قوائم الإرهاب العالمية، مع المدنيين، ولا سيما فيما يتعلق بممتلكات المدنيين، ومصير مئات المعتقلين داخل السجون.
بينما أوضحت مصادر لشبكة آسو الإخبارية، قيام الهيـ.ـئة الإرهابية بفرض ضرائب على المدنيين، بالتعاون مع فصيل “فرقة السلطان سليمان شاه” بقيادة محمد الجاسم (أبو عمشة) المعروف عنه بارتكابه العديد من الانتهاكات منها مصادرة الممتلكات والتضييق على المدنيين، ومع سيطرة الهيئة على مدينة عفرين، بدأت فرق جوالة بالتنقل بين معاصر الزيتون والمزارعين وأصحاب المحال التجارية لإخبارهم بضرورة دفع الضرائب.
وقالت الناشطة الحقوقية “مرام البكري” لشبكة آسو الإخبارية، إن “هيــئة تـ.ـحرير الشـ.ـام المصنفة على قوائم الإرهاب العالمية” ليست أفضل من فصائل الجيش الوطني ولن تحقق السلام لعفرين كما تدعي، فهي تمارس أبشع أنواع الضغوط على المدنيين ضمن مناطق سيطرتها في إدلب، وهدفها الرئيسي في السيطرة على عفرين هو هدف اقتصادي بحت ولا علاقة له بترسيخ الأمن والاستقرار.
مضيفة، ربما تكون “الهيـ.ـئة الإرهابية” لديها أفضلية واحدة وهي أنها غير منصاعة لتركيا بقدر الفصائل الأخرى التي جعلت من نفسها أداة لتنفيذ الأوامر التركية فقط، ويعرف عن “هيــئة تـ.ـحرير الشـ.ـام” المصنفة على قوائم الإرهاب العالمية، مصادرتها لممتلكات المدنيين الذين يعيشون خارج نطاق سيطرتها، وفرض الضرائب على المدنيين ضمن مناطق سيطرتها تحت مسمى “الزكاة”.
مشيرة إلى أن عناصر الجهاز الأمني التابع للهيـ.ـئة الإرهابية دخلوا لناحية الشيخ حديد/شيه، مطالبين الأهالي بدفع “الزكاة”، وماهي إلا ضرائب تفرض على السكان تحت قوة السلاح، ولا يرغب أحد بدفعها.
وقالت مصادر محلية لشبكة آسو الإخبارية، أن أهم الأسباب التي دفعت الهيـ.ـئة المصنفة على قوائم الإرهاب العالمية للهجوم على الفصائل في عفرين وجنديرس والسيطرة عليهما، هو تحصيل الضرائب والإتاوات، وقد تزامن توقيت هجومها على عفرين مع بدء موسم قطاف الزيتون.
بالإضافة لسيطرتها على معابر التهريب التي تدر أموالاً طائلة، والاستيلاء على ممتلكات المهجرين، وأخيراً رغبتها في احتكار السلطة والتفرد بالسيطرة على الشمال السوري.
وكانت شبكة آسو الإخبارية، قد رصدت معاناة الأهالي في مدينة عفرين، إثر الاشتباكات التي دارت بين “هيــئة تـ.ـحرير الشـ.ـام الإرهابية” و”فصيل الجبهة الشامية”، وما نتج عنها حالة من عدم الاستقرار في عفرين، وتزايد السرقات وارتفاع الأسعار في الأسواق، بالإضافة إلى توقف العملية التعليمية في بعض المدارس، وكذلك توقف تقديم الخدمات في بعض المرافق الصحية.
وفي الوقت الذي تتواصل هذه الانتهاكات، تزداد مخاوف الأهالي في عفرين من مستقبل مجهول المعالم، قد يكون أسوأ مما كانت عليه المدينة.
وتتضارب الأنباء حول وجود هيــئة تـ.ـحرير الشـ.ـام الإرهابية في مدينة عفرين، بعد ادعاء بعض الأطراف الموالية للفيلق الثالث والجبهة الشامية الذين تم طردهم من المدينة بانسحاب الهيـ.ـئة من عفرين وتراجعها نحو نقاطها العسكرية السابقة.
ورصدت شبكة آسو الإخبارية معلومات من داخل عفرين تؤكد تواجد هيــئة تـ.ـحرير الشـ.ـام الإرهابية في المدينة وريفها، وخاصة القرى الخاضعة لسيطرة فصيلي العمشات والحمزات، حيث انخراط عناصر الهيـ.ـئة الإرهابية ضمن صفوف عناصر تلك الفصائل ويرتدي عناصرها اللباس الخاص بعناصر الجيش الوطني الحر بقصد التمويه على تواجدها ضمن المدينة.