رياضة
“بسام هاجرة”… عندما تتحول الإعاقة لرياضة تحدي ونجاحات
للتحدي عناوين كثيرة… منها القوة والإرادة لمواجهة عوائق الحياة وتحدي الإعاقة هو أقوى التحديات. “بسام هاجره” بطل سورية وبطل العرب وبطل العالم برياضة رفع الأثقال للرياضات الخاصة، يروي لشبكة آسو الإخبارية سر النجاح الذي وصل إليه من دون أن يعرف المستحيل، وكيف كانت مسيرته الرياضية التي بدأها منذ الصغر.
المدرب “بسام خضر هاجره” من مواليد 1966م، متزوج ولديه أربعة أولاد، وهو من مواليد بلدة “العال” في محافظة القنيطرة، إلا أنه انتقل مع عائلته إلى مدينة القامشلي/قامشلو منذ صغره ولا زالوا يعيشون فيها حتى هذه اللحظة.
ذكر لشبكتنا أنه نتيجة للأخطاء الطبية التي كانت شائعة سابقاً تعرض لوخزة إبرة خافضة للحرارة جعلته يصبح معاقاً في قدمه اليمنى وهو طفل رضيع في الأشهر الأولى من عمره.
وأضاف بأنه قد تعايش مع هذه الإعاقة، فلم تكن عائقاً في وجه أحلامه وطموحاته وهو دائماً يردد عبارة ” قدر الله وما شاء فعل”.
وعند سؤالنا عن مسيرته الرياضية كيف بدأت أجاب قائلاً: “الرياضة تؤخر المرض ولا تؤجل الموت.. جملة أؤمن بها كثيراً. ففي البداية أحببت الرياضة من خلال زيارتي للصالات الرياضية والملاعب والأنشطة التي كانت تقيمها المدارس، لذلك أردت أن أكون ملاكماً متأثراً ببطل العالم (محمد علي كلاي) وبقدوتي أخي الكبير الملاكم (زهير هاجره).
لكنني اتجهت بعد فترة من الزمن للعبة القوة البدنية للرياضات الخاصة وبدأت التدريب في عام 1992 م وبعد عام من التدريب أخبرني أخي أن هناك بطولة على مستوى الجمهورية وأنه لابد أن أشارك فيها.
وفعلا هذا ما حصل، لقد شاركت وحصلت على المركز الأول وهذه كانت بداية المسيرة الرياضية ومسيرة النجاح. ثم تتالت النجاحات ففي عام 1993 م انضممت للمنتخب الوطني السوري وتم اختياري كأفضل رياضي متطور ومتقدم على مستوى القطر، ثم قمت بتمثيل سورية في بطولة العرب بمصر وأحرزت المركز الأول، كما ومثلت سورية في بطولة العالم في بريطانيا وأصبحت بطل العالم آنذاك، وشاركت في أولمبياد أطلنطا بأمريكا عام 1996 م وأحرزت المركز الأول، إضافة إلى مشاركتي في عدة بطولات دولية وقارية (الآسيوية والأفريقية) وإحرازي عدة جوائز وميداليات على المستوى العالمي إضافة لعدة شهادات تقديرية”.
هذا وأشار المدرب “بسام” إلى أنه منذ عام 1993 م وحتى عام 2005 هو بطل سورية وبطل العرب في رفع الأثقال، وحتى هذه اللحظة لم يستطع أحد في سورية أن يحطم أرقامه القياسية في رفع الأثقال للرياضات الخاصة.
وفي سؤالنا عن الصعوبات والمعوقات التي واجهها في حياته، أجاب قائلاً: “لا بد من صعوبات تواجه الإنسان في مختلف مجالات الحياة، فمن بعض الصعوبات التي واجهتها في مسيرتي الرياضية هو بُعد مركز التدريب عن منزلي، لكن بمساعدة الأهل وتشجيعهم ودعمهم كنت أصل إلى هنالك، لأتدرب تحت إشراف المدرب (خالد غريب). إضافةً إلى صعوبة التوفيق بين الرياضة والدراسة لأنني كنت أحب الرياضة كثيراً.
ومن الصعوبات كانت تكاليف المشاركة في البطولات بسبب الوضع المادي الذي كان عائقاً في الكثير من الأحيان”.
وفي سؤالنا الأخير له عن الخطوات التي خطاها في نهاية مسيرته الرياضية كلاعب، أجابنا قائلاً: “من الطبيعي في نهاية مسيرة كل رياضي إما أن يعتزل الرياضة أو يتجه للتدريب، وهذا ما فعلته أنا، افتتحت في عام 2009م (مركز بسام للآمال) للقوة البدنية والكمال الجسماني ورفع الأثقال والرياضات الخاصة، ومنذ ذاك الوقت وحتى هذه اللحظة تخرج من النادي عدة أبطال للرياضات الخاصة والأسوياء على مستوى القطر والوطن العربي وأنا اليوم أريد أن يكمل أبنائي (الخضر والعباس) هذا الحلم ويصبحوا أبطال يُرفع بهم الرأس.”
وفي نهاية لقائنا معه، وجه بعض الكلمات لكل رياضي يطمح بالنجاح، حيث قال: “من دون حب اللعبة والإرادة الصلبة والانتماء للنادي المنتسب إليه، ومن دون حب المدينة التي يعيش فيها، ومن دون حب تمثيل الوطن، لن يصل أحد لهدفه”.