ثقافة
كيف تحافظ المرأة في الرقة على زيها التراثي من الاندثار
آسو-بتول علي
يعد اللباس الرقاوي جزء مهم من ثقافة أهالي محافظة الرقة، فبرغم أن التراث والعادات والزي منه بات ينصهر في حداثة الأزياء والموضة التي باتت بديلًا عن زي المنطقة، إلا أن هناك اهتمام وأهمية للزي الرقاوي للمرأة الرقيّة.
فمازالت نساء الرقة يرتدين لباس العرب (الزي الخاص بهن)، فتقول السيدة “سمية الأحمد” أو المعروفة بـ “أم صالح” وهي امرأة متزوجة من مدينة الطبقة تبلغ من العمر 54عام، وهي مازالت ترتدي الزي الرقاوي، إنها بدأت بارتداء الزي العربي الرقاوي وكان عمرها 17 سنة، “كانت والدتي وجدتي يرتدين لباس العرب، وبما تفرضه علينا العادات والتقاليد ارتديته وتزوجت بلباس العرب، ولا زلت إلى يومنا هذا ارتديه ومحافظة عليه”.
وتفصل لنا أم صالح ما هو محتوى الزي الرقاوي وتفاصيله، فتقول إن غطاء الرأس أو ما يعرف ب(الهباري) تصنع قديما من الحرير، وشكلها مربع بألوان مختلفة، يتم لفها على الرأس، حيث قديما كانت تأتي من العراق فتسمى ب (هباري عراقية)، أما الوشاح فهو (الملفع) وشكله مستطيل تستعمله المرأة الرقاوية وتلفه على العصبة أو حول رقبتها، أيضًا “التنورة” أو ما يسمى ب (القصيرة)،عبارة عن ثوب ترتديه المرأة الرقاوية تحت لباسها، وقماشها من النوع الكودري ويأتي فوقها “الردان “يسمى (بالشلاليح)، وهو عبارة عن ثوب له كمان طويلان، يتم شدهما إلى الوراء وتصنع من الحرير أو الدانتيل، وكان هذا النوع من الأقمشة يأتي قديمًا من حلب عن طريق تجار.
وتضيف أم صالح أيضًا يتكون الزي من “الصاية” وهي بمثابة ستار لجسم المرأة من الخلف على شكل رداء ترتديه فوق ثيابها وتكون مفتوحة من الأمام بدون ازرار، ويكون لها جيبين عميقين على الجانبين، وتصنع الصاية من قماش الكودري. أما الزبون فهو رداء يشبه الصاية يستعمل في أوقات البرد ويصنع من قماش أكثر جودة من الصاية قماشه من المخمل الثقيل، ويتم طلبه قديما من الخليج، حيث يكون الزبون مطرز من الخارج بألوان زاهية وجميلة.
ومازالت الفتيات في مدينة الرقة يرتدين لباس العرب في اعراسهن بدلا من ثوب العرس.
وقد طال لباس العرب بعض الإضافات العصرية، من حيث القماش والتطريزات الحديثة، ويتم ارتداء الزي بشكل كبير في الأعراس والمناسبات.