Connect with us

رياضة

نادي الجهاد ضحية الاستثناءات السياسية في الماضي والنزاعات السلطوية في الحاضر

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-روان عكيد

عانى “نادي الجهاد” الرياضي من مدينة قامشلو/القامشلي، الصعوبات، قبل اندلاع الاحتجاجات في سوريا وبعدها، فالصعوبات التي لاقاها بعد الأزمة السورية، ساهمت بوأد كثير من آمال النادي للحفاظ على اسمه، الذي أصبح يهدده الخطر، نتيجة الصراعات والنزاعات السياسية في روج آفا/ محافظة الحسكة، حيث تتواجد سلطتان في المنطقة بغالبية بيد الإدارة الذاتية الديمقراطية، وبأقل بيد النظام السوري.

يعتبر نادي الجهاد أو كما عرف عنه، أنه منبع للمواهب الرياضية التي تواجدت في النادي ولعبت لأندية سورية وأيضًا مثلت المنتخب الوطني، بلاعبين أمثال الراحل “هيثم كجو” ورياض نعوم ومروان طاهر وماهر ملكي وقذافي عصمت وجومرد موسى وسليمان يوسف وحسن جاجان وسامر سعيد وغيرهم. لكن قرار منع اللعب على أرضه بالنسبة لنادي الجهاد، من قبل الاتحاد الرياضي العام في دمشق منذ “انتفاضة الكرد 2004” بقرار سياسي، واستمر بعد الأزمة السورية، أثر على النادي كثيرًا، حتى بقي النادي بين الصعود والهبوط من الدرجة الممتازة للدوري السوري إلى دوري الدرجة الأولى والثانية وبالعكس، في حين يحاول النادي جاهدًا العودة لمكانه الطبيعي وزرع الفرحة بقلوب جمهوره.

وكان نادي الجهاد الملقب “بعبع الشمال” الرقم الصعب في المعادلة الرياضية السورية، حيث استطاع النادي بجميع فئاته العمرية، أن يسجل أرقامًا مهمة في الرياضة السورية، وأن يكون أحد الأندية المحبوبة جدًا جماهيريًا.

يقول رئيس نادي الجهاد “ريبر مسور” في حديث لشبكة آسو الإخبارية، بأن أزمة نادي الجهاد تزايدت مع الأزمة السورية، “النادي محروم من أبسط مقوم لوجوده كاللعب على أرضه، كما لا يملك النادي اليوم ملعب تدريبي، ولا استثمارات ولا دعم مباشر”. ويضيف أن النادي يعيش على “هبات” من الاتحاد الرياضي بدمشق، مع تقديم بعض الإعانات من قبل “الاتحاد الرياضي في مقاطعة الجزيرة”، إضافة إلى تبرعات من محبي وعشاق النادي. ويقول إن النادي لا يمتلك ملعب لإجراء حصص تدريبية.

يرى “مسور” إن بعد هبوط النادي إلى مصاف الدرجة الثانية من الدوري السوري، كان هناك هدف للنادي للبدء بتدريب الفئات العمرية الصغيرة، لتكون اللبنة الأولى في عودة نادي الجهاد إلى هيبته المعتادة، “لكن لا نملك ملعب تدريببي للفئات العمرية الصغيرة”.

أهم أزمتين تعصفان بالنادي حاليًا هما الأزمة السياسية والأزمة المالية، فيقول “مسور” في الشق المادي، “لابد من إيجاد خطوط عريضة لمناقشتها مع المسؤولين ريثما يعود كل شيء لطبيعته، ويستلم النادي ملعب تدريبي خاص به، فهذا ابسط حق للنادي ليكون قادر على تنفيذ خطة مستقبلية”.
أما في الشق السياسي بخصوص الجهات التي تصدر القرارات يوضح مسور بأنه “لا يمكن وضع اللوم على القيادة الرياضية والسياسة في المحافظة فقط، ولا على اصحاب القرارات، لأن جميع القرارات تصدر من الاتحاد الرياضي العام في دمشق، دون الرجوع إلى المسؤولين في محافظة الحسكة”.

يسيطر على إدارة المنطقة “الإدارة الذاتية الديمقراطية” والأخيرة عبر الاتحاد الرياضي العام في مقاطعة الجزيرة، تمنع رفع العلم السوري، وأيضًا إلقاء نشيد “سوريا”، وهذا أحد الأسباب التي تبررها القيادة الرياضية في دمشق بأنه سبب لعدم القبول في أن يلعب الجهاد على أرضه في الدوري السوري. وبهذا يكون النادي ضحية نزاعات سياسية، بدل أن يكون جهة تستطيع ضخ نموذج التعايش بين مكونات المنطقة، وأن يكون الجهة التي تجمع الجماهير الرياضية من جديد في الملاعب.

يقول “مسور” إن الاتحاد الرياضي العام في مقاطعة الجزيرة، لديه فرق ودوري وبطولات، “الأندية التابعة لاتحاد الرياضي في المقاطعة لديها سمعة واهتمام أكبر من نادي الجهاد، حيث يتم الغاء تمارين نادي الجهاد على أرضية ملعب هيثم كجو لصالح أندية المقاطعة كون الأولوية لهم “.

وأردف قائلاً بأن ” المستوى الفني للفريق في تطور دائم وخلال مرحلة الاياب في الدوري السوري للدرجة الأولى، تم عقد اجتماع مصارحة بين اللاعبين والادارة والكادر الفني، وكل ذلك انصب لمصلحة الفريق وأصبح التزام اللاعبين بشكل مثالي والاصرار على تحقيق انجاز لهذا النادي العريق المظلوم من نواحي مادية واجتماعية وفنية “.

باعتقاد مسور أن النادي داخليًا لديه طاقات بشرية، لكن ينقصه الدعم، فيقول النادي يملك من أبنائه من يستطيعون الإدارة والتدريب، “اليوم يدرب الفريق المدرب أحمد الصالح وهو خبرة كروية على مستوى سوريا وآسيا، فقد درب منتخبات ناشئين سوريا، وصعد بعديد من الأندية في المحافظة من درجات دنيا إلى أعلى، وعمل على تهيئة فريق شاب وطموح”.

ينتظر نادي الجهاد اليوم المباراة الفاصلة مع نادي الجزيرة التي تأجلت إلى التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني الجاري، والعمل على عدم تكرار ما حصل في مباراة الذهاب من حساسيات، لكن الجهاد لا يستطيع اللعب على أرضه في مدينة قامشلو، بسبب القرارات ال

سياسية، حيث نادي الجهاد مازال قانونيًا محسوب على الاتحاد الرياضي السوري العام من دمشق، فيما الاتحاد الرياضي العام في الجزيرة لا يسمح أن يكون هناك رمزية تتعلق بمركزية سلطة دمشق في قامشلو، الأمر الذي سيحرم جهاد اللعب في أرضه.

يمر نادي الجهاد بظروف صعبة، يحتاج كممثل له تاريخ عن المنطقة، الاهتمام الأكبر لتجاوز العراقيل لئن يعود لحقبة الزمن الجميل التي عود جمهوره عليها، فنادي الجهاد كان من الأندية النادرة التي تضم في صفوفها من جميع مكونات المجتمع من الكرد والعرب والسريان الآشوريين