مجتمع محلي
في الطبقة … تتعدد طقوس الحزن والموت واحد
آسو-بتول علي
لكل مكون ثقافي طقوس وعادات خاصة يودع بها ذويه إلى مثواهم الأخير. وبينما يعد التعبير العلني عن الحزن في بعض الثقافات شيء عادي وبديهي، تفضل شعوب أخرى أن تعبر عن الشعور ذاته بصمت حزين وفي أجواء مغلقة.
فالإنسان بطبيعته يحتاج إلى الطقوس الحزينة ليعبر من خلالها عما يخالج وجدانه وما يحزنه في أصعب لحظات الحزن والحداد.
وفي مدينة الطبقة السورية، تذكر السيدة “نور العلي” وهي ربة منزل أهم طقوس الحزن لدى نساء ورجال الطبقة، فتقول: “عند وفاة شخص أو حدوث فاجعة تعد الولائم عقب الدفن ويُقدم الطعام للمعزين وأهل الميت كما يقوم الجيران والأقارب بإعداد الطعام لأهل الميت على مدى أيام.”
وتضيف “العلي”: “بعض النساء يعبرن عن الحزن باعتمادهن بعض الطقوس التي يعتقد أنها تفرغ الطاقة السلبية وتعبر عن الحزن الشديد ومنها شق الثوب وهو أكثر ما تلجأ إليه النسوة للتعبير عن الحزن حيث تقوم بتمزيق الثوب لقطعتين. ولا تزال هذه العادة موجودة خاصة في الريف. حيث كانوا قديماً يستعينون بـ “نسوة نائحات” تكون مهمتهم البكاء والنحيب وتشجيع المعزيين على البكاء”.
لا تقتصر طقوس الحزن على النياح وتمزيق الثياب بل تلجأ العديد من النسوة بحسب “العلي” لقص الشعر وعدم الاستحمام لفترات طويلة تصل للشهرين للتعبير عن حزنهن ورفضهن لملذات الحياة، بالإضافة للندب واللطم على الخدين والبكاء على المتوفي.
وتقول “نور العلي” أنه في حال تحلت المرأة بالصبر ولم تقم بتنفيذ الطقوس السابقة توصف بكونها عديمة الإحساس من قبل النساء الأخريات.
التقت شبكة آسو الاخبارية بـالسيدة “شيماء مصطفى” التي فقدت ولدها بقصف للطيران على الطبقة منذ ثلاث سنوات، تقول: “جدير بي الحزن على ولدي ولبس السواد عليه طوال العمر وقد توفي من ثلاث سنوات ولا زلت ألبس السواد حزنا عليه. عندما تلقيت خبر وفاته لطمت خدي وطرحت نفسي على الأرض وشرعت بالبكاء والصياح حتى تجمع أهالي الحي على صوتي”.
حزن الرجال.
أما بالنسبة للرجال فيعبرون عن حزنهم بطريقة مختلفة عن النساء كلياً. ويحدثنا الحاج “سمير العلي” من سكان مدينة الطبقة عن ذلك بالقول: “يميل الرجال في التعبير عن الحزن بالكتمان وعدم البوح حيث يفضل الرجل إخفاء حزنه ومعاناته بصمته بدلا من إظهاره ولكن توجد هناك بعض الطقوس التي يمارسها الرجال مثل عدم حلق الذقن لمدة أربعين يوم وزيارة المقابر بشكل متكرر”.
مهما اختلفت العادات وتعددت الطقوس يبقى الحزن والموت واحد.