أصوات نسائية
“الأزواج المفقودون”… لُغز يحول حياة نساء الرقة إلى جحيم
بتول علي- الطبقة
تعددت أوجه معاناة المرأة تحت وطأة حكم تنظيم داعش وما بعده، ففي ظل حكم التنظيم المتطرف لمدينة الرقة لم يكتف بالاستيلاء على الأراضي في المدينة وحسب بل عاثوا في الأرض فسادا، فقتلوا الأبرياء وسبوا النساء، واعتقلوا الرجال، وتلذذوا في إهانة وإذلال المدنيين، وحاولوا جاهدين إرجاع عجلة الحياة إلى عصور الجاهلية. كانت حياة المدنيين الآمنين دائماً يكتنفها الخطر والخوف، فبأي لحظة قد تكون في عداد الموتى أو المخفيين قسراً. قصص حزينة تُخبأها بيوت الرقة، ومعاناة أليمة يعايشها سكانها في ظل البحث عن مفقود قد يكون أبا أو أخاً أو زوج.
تقول “صالحة الأحمد” سيدة من مدينة الطبقة تبلغ من العمر 37 عام وأم لثلاثة أطفال، لشبكة آسو الإخبارية، إن حياة المرأة في مناطق سيطرة داعش ليست أمرا سهلا يمكن تخيله، فالمرأة كانت تتعرض للكثير من الإهانة والتشديد وسوء المعاملة من قبل هذا التنظيم.
كانت “صالحة” تعيش مع عائلتها الصغيرة في بيت بسيط، وكان زوجها يعمل مصوراً فوتوغرافياً في المدينة، ولكن مع سيطرة تنظيم داعش على الطبقة اعتقل الكثير من الشباب ومنهم زوجها بتهم مختلفة وباطلة.
في صباح أحد الأيام خرج زوج “صالحة” إلى عمله، ولكن مع نهاية ذلك اليوم لم يعد إلى المنزل وكانت تنتظره، مرت عدة ساعات مخيفة إلى أن جاء الخبر من أحد أصدقاء زوجها ليخبرها بأن عناصر من تنظيم داعش قاموا باعتقال زوجها مع مجموعة من الشباب.
هدأت قليلا وحاولت مواساة نفسها بالقول، ما هي إلا أيام ويخرج، وانتظرت عودته للمنزل لعدة أيام ولكن لم يأتِ، فقررت أن تبحث عنه بنفسها. تقول “صالحة”، بدأت بالبحث عن زوجي في كل مكان للتنظيم كنت أتوقع وجوده فيه، ولكن دون جدوى، فجميع عناصر التنظيم كانوا ينكرون تواجده بل وحتى اعتقاله، وفي كل مرة أذهب للبحث عنه لديهم يهددوني بالاعتقال إذا عدت للسؤال عنه.
تعيش “صالحة” اليوم في بيت صغير مؤلف من غرفتين مع أطفالها الذين تتراوح أعمارهم بين التاسعة والخامسة عشر، وتقطعت بها سبل العيش ولا يوجد لها ولا لأولادها معيل حيث تعيش على المساعدات والتبرعات الخيرية. وإلى الآن لا تعرف صالحة ما مصير زوجها يا ترى هل مازال على قيد الحياة أم لا؟
*الصورة تعبيرية من الانترنت