مواطن وعدالة
نشهد اللحظات الأخيرة لداعش…
تتسارع وتيرة العمليات العسكرية في شمال شرق سوريا وتضيق جغرافيا سيطرة داعش شيئاً فشيء، حيث تقوم قوات سوريا الديمقراطية/ قسد مدعومة من التحالف الدولي بتضيق الخناق على ما تبقى من عناصر التنظيم في الجيب الأخير لهم بقرية “الباغوز” في ريف دير الزور. ليشهد العالم زوال كابوس لطالما أرّق سكان المناطق التي خضعت لسيطرته لأربع سنوات ونيّف.
“داعش” الآن يلفظ أنفاسه الأخيرة، فماذا بعد زوال داعش؟ وماهي خطط المنظمات المحلية والدولية والعاملة في المجال الإغاثي والإنساني لمساعدة هذه المناطق المنكوبة؟
واقع الحريات في المنطقة. وكيفية تطوير آلية الحريات والديمقراطية!
أسئلة كثيرة تطرحها شبكة آسو الإخبارية في حوار خاص مع “نديم حوري”، المسؤول عن قسم مكافحة الإرهاب في منظمة هيومن رايتس ووتش (Human Rights Watch).
يتحدث “حوري” عن سبب الزيارة إلى روجآفا/شمال سوريا بالقول، إن هذه ليست الزيارة الأولى، فقد كانت هناك زيارات بشكل دوري للمنطقة “سبب الزيارة حالياً هو متابعة ما يجري في دير الزور من الجهة القانونية والتحديات المتعلقة بالنازحين وموضوع المعتقلين هذا من جهة”.
ويتابع أن السبب الأخر للزيارة هو القرار الامريكي (المفاجئ) بالانسحاب من سوريا إضافة لمتابعة المواضيع المحلية التي سوف تتأثر بها المنطقة في حال الانسحاب مثل دعم نزع الألغام وإعادة الحياة الإقتصادية وحتى مصير عناصر تنظيم #داعش الأجانب المعتقلين وعوائلهم، “نحن نتابع كل هذه المواضيع مع عدّة بلدان ونشجعهم على إعادة هؤلاء العناصر لبلدانهم”.
يتابع “حوري”، أما النقطة الثالثة للزيارة فهي فقدان داعش آخر المناطق الجغرافية التي كانت تحت سيطرته، “هذا موضوع حقوقي وإنساني بامتياز، بسبب مصير المعتقلين والمختطفين لدى داعش، اليوم نحن بحاجة إلى آلية واضحة تكون محلية مع دعم دولي لإعطاء الأجوبة للأهالي الذين لديهم مفقودين أو متعقلين، فنحن على اعتاب مرحلة جديدة في روج آفا/ شمال شرق سوريا والتحديات سوف تكون كبيرة فربما كانت التحديات السابقة عسكرية ولكن التحديات القادمة ستكون من نوع آخر بأهميتها من ناحية وجود أطفال لم يذهبوا إلى المدارس لمدة ثلاث أو أربع سنوات”.
يشير “حوري” إلى أن مكافحة داعش ليست فقط مكافحة عسكرية وإنما مكافحة فكر ما، أو تهميش ما، ساعد على نمو ظاهرة مثل داعش “نحن بحاجة اليوم إلى أن يكون هناك تنسيق أفضل ودعم لوجستي من كافة الأطراف الدولية وغيرها بالتعاون مع الإدارة الذاتية لنكون بقدر التحديات المقبلة”
يبيّن “حوري” قائلا “لقد زرنا مخيمات عديدة ومناطق في دير الزور، هناك حرمان وحاجات كبيرة وللأسف هناك حالات مأساوية ووفيات لأطفال حديثي السن بسبب البرد القارس، وبنفس الوقت لا نرى أن الاستجابة الدولية كانت على قدر المسؤولية”.
ويوضح “حوري” بأن هناك جيوش متطورة سواء الجيوش الأمريكية أو الفرنسية وقوى أخرى في التحالف الدولي جميعها موجودة في سماء روج آفا/ شمال شرق سوريا وتحارب بأحدث التقنيات، لكن لا يوجد باصات على الأرض لنقل المدنيين إلى المخيمات “فهم نقلوا بشاحنات مفتوحة ونتيجة لذلك توفي عدّة أطفال بسبب البرد، أعتقد أن هناك مسؤولية واضحة على التحالف الدولي من ناحية أنه كما يكون لديهم إمكانيات في الجو يجب أن يكون لديهم امتداد لذلك على الأرض لاستيعاب المدنيين، لأن المدنيين هم جزء من أي نزاع ويجب ايوائهم بسبب أوضاعهم السيئة والمتردية”.
يبرز “حوري” قائلاً: هناك نقطة ايجابية جداً في مناطق روج آفا/ شمال شرق سوريا، بالإجابة عن سؤال حول مساحة الحريات في المنطقة فيقول إنها من المناطق الوحيدة التي تسمح لنشاط الحقوقيين المحليين والدوليين بالعمل بشكل حر، مقارنة بمناطق أخرى “هذه نقطة مهمة حتى على مستوى الصحافة، فقد سُمح لنا بزيارة عدّة سجون ولقاء أشخاص معتقلين”. ويتابع “حوري” في الماضي كانت توجد بعض الانتقادات حول حريات العمل السياسي وخاصة في ظل الانقسام ما بين الأحزاب الكردية ، “نحن نسعى ونأمل أن يكون في المستقبل القريب مساحة أكبر لحرية التعبير فحسب القانون الدولي تمنع فقط التعابير التي تحث على العنف أو القتل وغيرها ولكن ما دون ذلك يجب أن يكون منظماً مع وجود هامش من الحريات”.
في خضم هذه الأحداث نجد الكثير من المدنيين الفارين من مناطق النزاع إلى المناطق الآمنة وقد ضاقت بهم السُبل ولم يستطيعوا الوصول إلى بر الأمان ويعانون من أوضاع إنسانية سيئة فمن يسمع نداءاتهم من المنظمات المحلية والدولية والجهات الفاعلة ومن يرأف بحالهم بهذا اختتم “حوري” اللقاء مع شبكة آسو الإخبارية.