أعمال
النقل الداخلي وسيلة عادت للازدهار في مدينة الرقة
آسو-عبير محمد
مع عودة الأهالي إلى مدينة الرقة بشكل تدريجي، الأمر الذي فرض واقعاً تطلب تحسين في مستوى الخدمات وإعادة الحياة للبنية التحتية على وجه السرعة، إضافة إلى سعي العائدين منهم لتنشيط الوضع التجاري في الأسواق، فكان تفعيل حركة المواصلات والنقل الداخلي واستقدام الباصات أمراً ضرورياً لتسهيل حركتهم وتأمين مواصلاتهم ضمن المدينة.
وفي استطلاع للرأي أجرته شبكة آسو الإخبارية، حول ردود فعل الشارع الرقاوي حول توفير خدمة الباصات الجديدة.
يقول أحد الركاب، “نتمنى الأمان أكثر وأكثر لهذا البلد وازدهاه، مع زرع المحبة بين كافة البشر، فجلوسي هنا داخل الباص بين الرجال والنساء والأطفال والكبار والصغار على حد سواء، هذا دليل واضح على أن الحياة قد عادت من جديد بعدما عشنا ما عشناه من ظلم وقمع واضطهاد بفترة حكم داعش، فالحركة مرتفعة في الآونة الأخيرة بالرقة، والمواصلات لشيء مهم جداً داخل المدينة، بالرغم من أن عدد الباصات قليل، لكنها الحمد لله متوفرة”.
ويقول أبو محمد، “كوني ميكانيكي، فأستطيع القول بأن عدد الباصات قليل وهناك نقص في كوادرها الفنيين، إضافة لفقدان قطع الغيار والصيانة بشكل عام، لكن الوضع جيد مبدئيا لفض مشكلة الازدحام من دون الانتظار لفترات طويلة، والجميل هو أن خط النقل يسير في معظم الأحياء المأهولة بالسكان داخل المدينة”.
في حين تقول أم حسن، “باصات النقل الداخلي أفضل بكثير مقارنة بالتاكسي، لأن أجرة التكسي تتراوح ما بين (500- 1000 ليرة سورية) بحسب المسافة، أما الباص فهو أوفر وأسهل للمواطن وخاصة العاملين منهم، لأنك تستطيع أن تذهب لأي حي فقط بـ 50 ليرة، وهو يمر بالسوق وبمعظم الأحياء أساساً”.
ومن جانبه، عبر “خليل” (سائق باص) عن رأيه بالقول، “نعمل على خدمة المواطن من الساعة الـ 7 صباحا وحتى الساعة الـ 4 مساءً، وضع النقل الداخلي أصبح جيد نوعا ما، مقارنة بفترة حكم داعش للمنطقة، ففي تلك الأيام كانت موجودة لكنها سيئة جداً، في حين تتسع معظم الباصات لـ 45 راكباً، فيما تبلغ تكلفة النقل ضمن المدينة 50 ليرة سورية خصصتها بلدية الشعب”.
ولمعرفة المزيد حول هذا الموضوع، التقت شبكة آسو الإخبارية، “عمار العلي” رئيس دائرة النقل الداخلي بالرقة، والذي تحدث لنا بالقول، “هناك عدة كراجات في مدينة الرقة هي الكراج الشمالي، والكراج الجنوبي، والكراج الشرقي، أما بالنسبة للنقل الداخلي، فقد تم تفعيله بتاريخ 10/3/2018، بحيث بدأنا العمل في وسائل النقل العامة بعد تنظيف الكراجات من الألغام والعبوات الناسفة.
إضافة إلى إعادة تأهيل الكراجات والتي كانت مدمرة بشكل شبه كامل، فقمنا بتسويرها والعمل على البنى التحتية لها، وفتح المكاتب وتحسين الساحات داخل كل كراج منهم، ناهيك عن تنظيم عمل الخطوط لتسهيل عملية النقل بأفضل طريقة ممكنة، هذه أهم النقاط التي عملنا بها في البداية، ثم تم تفعيل مصلحة النقل الداخلي والموجودة عند دوار الساعة”.
وأردف بالقول، “كخطوة لتسهيل حركة النقل والمواصلات، وخاصة بعد عودة الأهالي بشكلٍ ملحوظ وكبير للمدينة وعودة النشاط التجاري للحركة السوق، تم تزويدنا بـ 10 باصات نقل داخلي جديدة كبيرة من قبل مجلس الرقة المدني في البداية، كما وتم تزويدنا بـ 5 باصات (نصف بولمان) من قبل مجلس سوريا الديمقراطية كدفعة ثانية”.
“الوضع جيد بشكل عام، متأملين أن يتم دعمنا بباصات أكثر لأن العدد غير كافي، علما أنه كان في السابق 75 باص نقل داخلي يعمل في المدينة، أما الآن لا نملك سوى 28 باص، ومنهم معطل يحتاج إلى تصليح، لذلك لا نستطيع أن نغطي الحركة بالكامل، وهذا عبء علينا”، بحسب العلي.
وفي سؤالنا عن أجور النقل للراكب الواحد، أجاب العلي قائلا، “هدفنا الأساسي هو نقل وتوصيل المواطنين بالدرجة الأولى، نحن نعمل ليلاً نهاراً، بكامل طاقتنا، وبحسب الإمكانيات الموجودة، لكي نكون عوناً لهم، أما أجور الراكب هي (50 ليرة سورية)، وهو سعر رمزي بصراحة، وهناك إشاعات تقول بأن الأجرة هي مئة ليرة، وهذا كلام عار عن الصحة”.
وعن مقارنة الوضع الحالي مع فترة حكم داعش، يقول العلي، “في السابق لم يكن هناك إقبال كبير لأن البلد لم يكن آمن، فكانت الناس تخاف دائماً أن تذهب أو تتجول داخل المدينة، لكن الآن بدأت الحياة تعود للرقة بالكامل بفضل جهود أبناء المنطقة.