مبادرات
نازحات يحييّن التراث الرقاوي في الطبقة
آسو-بتول علي
تخطت “غالية الصباغ” الظروف المعيشية القاسية التي تعيشها وعائلتها، وبإصرار استطاعت تعلم مهنة من جديد بهدف العمل لإعالة عائلتها، وهو عمل بإعادة إحياء التراث الرقاوي.
استطاعت “غالية” اكتساب مهنة الخرج والتطريز على القماش، في أحد المراكز بمدينة الطبقة، بهدف إعالة اسرتها وتأمين لقمة العيش لهم.
و”غالية” نازحة من مدينة دير الزور تقيم في الطبقة. أم لخمسة أطفال تقوم بإعالتهم، بسبب معاناة زوجها يعاني من إعاقة وعدم مقدرته على الحركة والعمل.
تقول “غالية” لشبكة آسو الإخبارية، إن اكتساب المهنة بالنسبة لها يهدف لـ “إعالة العائلة” وتعلم المهنة.
واكتسبت غالية مهنة التطريز خلال المشاركة في ورشة تعليم في مركز أيادي للتدريب المهني ” Better Hope” وهو مركز يقوم بالتدريب في مشاريع تنموية صغيرة من بينها تعليم “الخرج” التطريز على القماش، وتعليم النساء مهنة تتيح لهن الفرصة على العمل.
“الخرج” هو عبارة عن نقش يدوي على القماش، ويستخدم بالنقش على الثوب أو مايعرف بـ “الزبون” الذي هو زي تراثي لا زالت نساء الرقة محافظات عليه ويقسم إلى خرج عريض ويستخدم أكثر بالزبون وخرج مونس وهو عبارة عن خيط مبروم لونين وخرج ناعم وهو أهم أنواع الخرج ومن خلاله يبرز جمال وتمييز التطريز.
ويساهم العمل في الخرج أو النقش على القماش بإحياء التراث الرقاوي.
“صفية رسلان” مدربة النساء في مشروع الخرج والتطريز في المركز، تقول لشبكة آسو الإخبارية، إن آلية العمل تتم بمتابعة النساء وإعطائهن دروس نظرية وعملية ما يسهل عليهن تعلم التطريز والخرج وكيفية رسم الجمال والورود والزينة على قطع القماش.
من جانبه يقول “عبد الحكيم الراوي” مدير مركز أيادي في الطبقة، بأن المشروع يهدف إلى إعادة إحياء التراث الرقاوي، وتعليم النساء مهنة تتيح لهن فرصة عمل.
وبدأ المشروع بتاريخ 2019/2/15 بدورته الأولى شارك فيها 15 متدربة من مختلف الأعمار، وتم اختيار النساء الأكثر حاجة ليتم أعطائهن الدروس لمدة ثلاث ساعات يوميًا وعلى مدار ثلاث أيام في الأسبوع، كما سيتم تقديم مبلغ مالي نهاية الدورة للمتدربات كـ”بدل مواصلات”.
“أنغام محمود” سيدة أرملة ونازحة من مدينة البوكمال مشاركة في التدريب بالمشروع، ذكرت لشبكة آسو الإخبارية، أنها بدأت تتعلم أساسيات الخرج والتطريز وتطبيقها على القماش عن طريق المواد التي يقدمها المركز، “فقد أتيح لنا تعلم هذه المهنة وسأقوم بإتقانها وتعليم الفتيات عند عودتي لمدينة البوكمال”.
جدير بالذكر أن المنظمة ومن خلال مركز أيادي تقوم بتقديم عدة للمتدربات تخص عمل الخرج والتطريز من أجل بدء العمل بها.