صوت المغترب
حليم يوسف: ليس هناك مؤسسات تدعم الرواية الكردية على الإطلاق
حاوره- آريا حاجي
-لمحاولات طمس اللغة الكردية تأثير بارز على ضعف ظهور الأدب الكردي عامةً والرواية الكردية خاصةً
-الرواية الكردية تعتبر تجربة جديدة مقارنة مع باقي أقسام الأدب الكردي من القصة والشعر والمسرح وغيرهم
-الرواية الكردية حملت بداخلها مآسي الشعب الكردي أينما كان.
شبكة آسو الإخبارية تلتقي الروائي الكردي “حليم يوسف” في حوار للتعمق أكثر فأكثر في واقع الرواية الكردية في الزمن الحالي.
“حليم يوسف” ابن مدينة عامودا درس في كلية الحقوق بجامعة حلب، ويقيم في ألمانيا منذ العام 2000، يكتب باللغتين الكردية والعربية وحائز على جائزة الرواية الكردية في العام 2015.
يرى الروائي “حليم يوسف” في حواره مع شبكة آسو الإخبارية، أن التطورات التي شهدتها المنطقة في السنوات السابقة، والتي ظهرت آثارها بشكل كبير من حيث حرية استخدام اللغة الكردية، لعبت دوراً كبيراً في نهوض الرواية الكردية التي بدأ يظهر كتّابها عبر نتاجات ملفتة في محاولة منهم لإنتاج رواية كردية لا تقل عن الروايات باللغات الأخرى.
يقول “حليم يوسف” خلال الحديث “أنا متفائل بمستقبل الرواية الكردية”.
فكانت الرواية الكردية بغالبية نتاجاتها تتركز حول مآسي الشعب الكردي، وبحسب رأي “حليم يوسف” فالسبب الرئيسي هو أن “الجرح الكردي الغائر في عمق التاريخ يجذب كل الروايات الكردية نحوها”، كما يعتبرها نتيجة طبيعية للتراجيديا التي يعيشها الكردي لسنوات طويلة.
وكتوضيح لمصطلح الرواية الكردية أو الروائي الكردي، يرى الروائي “حليم يوسف” أن الرواية الكردية هي التي تكتب باللغة الكردية، والروائي الكردي هو من يكتب الرواية باللغة الكردية، ولا يمكن اعتبار النتاج الأدبي باللغة العربية أدباً كردياً حتى لو كان كاتبها كردياً.
يقول “حليم” إن أولى إنتاجاته الأدبية باللغة الكردية كانت المجموعة القصصية بعنوان “موتى لا ينامون” في عام 1996 وحتى الآن كانت الكتابة باللغة الكردية في المقدمة بالنسبة ليوسف كونها “هي اللغة الأكثر قدرة على التغلغل في حرائق الروح والقبض على جمرة الكتابة بإحكام”.
يعتبر “حليم” أنه وبعد إتاحة اللغة الكردية بشكل كبير والتطورات التكنولوجية فإنه من غير المقبول أن يصر الكاتب الكردي على الكتابة بغير لغته الأم موضحاً أنه ليس ضد الكتابة بأية لغة أخرى لكن عادة ما تكون اللغة هي المحددة لهوية الأدب الذي ينتمي له الكاتب.
كثيراً ما يتم مقارنة الأدب الكردي بالأدب العالمي وما إن كان قد وصل إلى مرتبة العالمي منه، وبهذا الخصوص يتحدث “حليم يوسف” قائلاً إن تبني أي دار نشر غربي وضخم لنتاج أدبي بمختلف أنواعه كفيل بوصوله إلى العالمية. كما أن عدم وجود كيان سياسي كردي يعني عدم توفر الدعم المادي للرواية الكردية، وكذلك عدم وجود مؤسسات مختصة بالترجمة، كل هذه الأمور حسب رأي “حليم” هي عوائق تصعب الطريق أمام وصول الرواية الكردية للقمة.
يرى “حليم يوسف” أن ما يقدم اليوم تجاه الرواية الكردية هو بجهود فردية للروائيين الكرد و يصفها بـ “جهود جبارة رغم تأثيرها المحدود”.
وفي السياق نفسه يشتكي “حليم يوسف” من عدم وجود جهات معنية بالرواية الكردية، إضافة إلى عدم وجود مؤسسات سياسية أو ثقافية كردية لتدعمها، ويكرر أنه ما من أحد يعمل على تطوير الرواية الكردية سوى الروائيين أنفسهم وبجهودهم الشخصية وطاقاتهم الإبداعية.
في محاولة الغوص داخل مشاعر “حليم يوسف” يجب بالقول “عندما أكتب أترك شرطي المجتمع والسياسة أمام الباب، أطلق العنان لمشاعري وأحاسيسي أن تتدفق كما تشاء، ولمن يود معرفتي يمكنه العودة إلى كتبي حيث تتسرب روحي بين حروف كل كلمة أكتبها ولم أمنع نفسي يوماً تحت أي ظرف كان من قول ما يجب أن يقال”.
الصور تنشر بتصرف من الروائي