Connect with us

أصوات نسائية

“غادة محمد”… بسجني شيء ما انكسر

نشر

قبل

-
حجم الخط:

الحكاية رقم 2

من: بتول الجويد- الطبقة
تحرير: لانا حاج حسن

عندما بدأت بروي قصتها، كانت حشرجة صوتها تغلب كلماتها الحزينة. بدت فاقدة للأمل، مكسورة وحيدة في مجتمع يحمّل الأنثى كل مصائب الكون ومنها “وزر خروج آدم من الجنة”. واليوم، تعيش “غادة” مع زوجها في بيت قديم مُتعَب، يشبه حال الزوجين الشابين يخلو من بهجة الحياة.

“غادة محمد” نازحة من ريف دير الزور تسكن في مدينة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة، تبلغ من العمر 25 عام تروي لنا قصة اعتقالها المؤلمة في سجن داعش.

تبدأ الحكاية بالقول:
في رمضان 2015 خرجت إلى السوق لشراء بعض الحاجيات كوني كنت حاملاً بطفلي الأول.
في السوق قام أحد عناصر داعش بإيقافي بحجة مخالفة اللباس الإسلامي الشرعي لأني لم أكن أغطي عيناي، فلم أتوقف وحاولت الهروب منه فقام بضربي بعصا خشبية كان يحملها، على بطني، فشعرت بألم كبير ولم يقف الأمر على هذا فقط بل أتى بنساء من عناصر داعش وقمن باعتقالي وزجي في السجن.

دخلت السجن وأنا بحالة يرثى لها فقد كنت أشعر بألم كبير وحالة من الدوار ولكن لم ينتبه إلي أحد. لم يأت أحد إلي حتى آذان المغرب قامت إحدى عناصر التنظيم باعطائي الماء وبعضاً من التمر على الإفطار لأننا كنا بشهر رمضان وبعدها قامت إحداهن بأخد رقم زوجي وإخباره بأنني في السجن لدفع غرامة مالية لمخالفتي اللباس الشرعي.

انتظرت حتى اليوم التالي ولكن دون جدوى فزوجي لم يأتِ. خلال تواجدي بالسجن قاموا بإعطائي بعض الدروس الدينية في محاولة لإقناعي بالأفكار الجهادية منها: الالتزام باللباس الشرعي، وعباءة فضفاضة ونقاب وعدم الخروج دون محرم وأنه واجب علينا الجهاد في سبيل الله وتزويج المقاتلين الدواعش بقريباتنا من الفتيات.

تضيف “محمد” بالقول، أثناء تواجدي بالسجن ساءت حالتي كثيرا إثر ضربة العصا وأنا في السوق وخوفا من مصيري في سجونهم فبدأت بالصراخ إثر الوجع الذي انتابني فقاموا بنقلي إلى المستشفى وكانت النتيجة مأساوية بالنسبة لي فقد فقدت طفلي، حيث تركوني في المستشفى دون إخبار أهلي وعندها قامت الطبيبة بالاتصال بأهلي وإخبارهم بوضعي فأتوا وقاموا بإخراجي وعدت إلى بيت زوجي.

تقول “غادة” لم ألم زوجي على عدم مجيئه لإخراجي من السجن لأني أعرف عواقب ونتائج مجيئه إليهم، وبالمقابل زوجي لم يلمني على ما حصل معي. لم يكفيني ما حصل معي بل المجتمع كله لامني وكأني ارتكبت الخطيئة.

تعيش الآن غادة مع زوجها بدون أطفال بعد عدة سنوات على هذه الحادثة، فلم يحصل لديها حمل وتعمل في محل ألبسة في السوق لملئ وقت فراغها ومساعدة زوجها على أمور الحياة.