أعمال
فلنبدأ أنا ومدرستي بمرحلة تعليمية من جديد
آسو-عبير محمد
كان تخريب العملية التربوية والمنشآت الداعمة لها أحد أساليب داعش الممنهجة في تحطيم المجتمعات التي سيطر عليها للتسهيل من عملية إخضاعها بالكامل وإعادة بناءها بشكل متطرف يناسب أزلام التنظيم وفكره.
ومع زوال التنظيم والبدء بمحاولات بناء الرقة، تسعى منظمة “GAV4RD” ضمن مشروعها لإعادة تأهيل عشرات المدارس في الرقة وريفها تحت عنوان “أنا ومدرستي”.
“أياز محمد علي” مدير البرامج بالمنظمة، تحدث لشبكة آسو الإخبارية عن المشروع وبداياته بالقول، “حمل المشروع اسم أنا ومدرستي، وهو مشروع لإعادة تأهيل 37 مدرسة في الرقة وريفها، 5 مدارس ضمن مدينة الرقة و32 مدرسة في الريف، وتشمل المراحل التدريسية بحسب التالي (30 مدرسة ابتدائية و6 مدارس إعدادية، وواحدة ثانوية)”.
فكرة المشروع
وعن فكرة المشروع أضاف “محمد علي”، “إن هذه الفكرة مستوحاة من واقع المنطقة بشكلٍ عام، فمن خلال تقييماتنا عن حجم الأضرار التي لحقت بالرقة يمكننا رؤية أن جميع القطاعات متضررة (قطاع الصحة، والتعليم، والصرف الصحي، والمياه…)، ونحن كمنظمة ارتأينا أن التعليم هو الأساس الذي يجب أن نبدأ منه لتهيئة بيئة مناسبة وملائمة أمام الأطفال.
أهداف المشروع
وعن أهداف المشروع تحدث مدير البرامج في المنظمة بالقول، “الهدف الأول من المشروع هو تخديم المدارس بكافة المستلزمات وتشجيع الأهالي على استكمال العملية التعليمية لأبنائهم، إضافة إلى تشجيع النازحين ضمن المخيمات وتحفيزهم على العودة للحياة الدراسية، على أمل أن يعود القطاع التعليمي كما كان في السابق وأفضل، فهناك الكثير من الناس غادروا مناطقهم بسبب دمار القطاع التعليمي وهذا حافز وتشجيع لعودتهم مجددا واستكمال دراسة أبنائهم في مناطقهم التي كانوا يعيشون فيها.
والهدف الثاني هو محاربة فكرة التطرف التي زرعها داعش ضمن المنطقة التي كان مسيطر عليها قرابة الأربع سنوات، فلا زال ذلك يؤثر على النفوس، وأفضل وسيلة يمكن اتخاذها لمحاربة التطرف هو التعليم، فقطاع التعليم هو من أهم القطاعات، لما له أهمية كبيرة وفائدة عامة للفرد والمجتمع ككل”.
ماهية المساعدة
أضاف “محمد علي” لشبكة آسو الإخبارية بعض التفاصيل عن ما تتضمنه هذه المساعدة التعليمية، حيث قال، “مقاعد مدرسية للطلاب (1400 مقعد موزعين بحسب احتياجات المدارس للمقاعد وعلى أساس التقييم تم التوزيع)، وطاولات للمعلمين وكراسي بمعدل (100 كرسي و100 طاولة)، ألواح إعلانات (لكل مدرسة لوح إعلاني واحد)، مجموعات نظافة تشمل (مكانس، ومساحات، وخراطيم مياه وما إلى ذلك)، مجموعة ترفيهية للأطفال تشمل (أطواق حولية، وكرات قدم، وكرات سلة…)، مجموعة طباشير وقرطاسية للصفوف، إضافةً إلى 5500 حقيبة ضمن 18 مدرسة من أصل 37 مدرسة لأن بقية المدارس تم توزيع هذا النوع من المساعدات من قبل منظمات وجهات مانحة أخرى، علماً أن الحقيبة المدرسية متكاملة تحوي (قرطاسية مؤلفة من دفترين و3 أقلام ومسطرة وممحاة ومبراة ومقلمة)، كما وتم توزيع سلات مهملات للصفوف ضمن المدارس وحاويات (بمعدل كل مدرسة حاويتين)، إضافة إلى توزيع بروشورات على الأهالي في القرى وللطلاب ( 4000 بروشور)، وهي بروشورات توعوية هادفة ومشجعة على التعليم وما مدى أهميتها على الناس”.
وأردف علي قائلاً: “يستمر المشروع لمدة شهرين متواصلين، بدءاً من 20/3/2019 وحتى 20/5/2019، تم الانتهاء من معظم المدارس حتى اللحظة، ومستمرين بهذا العمل حتى الانتهاء منه بشكل كامل وتزويد المدارس والطلاب بجميع المواد المذكورة آنفاً”.
كما أردف قائلاً: “المشروع منفذ فقط من قبل منظمة “GAV4RD”، بالتنسيق مع لجنة التربية والتعليم ضمن مجلس الرقة المدني ومكتب شؤون المنظمات”.
صدى المشروع
“كان الأهالي ضمن القرى سعيدين جداً بهذه المبادرة وبهذه الفكرة كونها عملية مساعدة لاندماج أطفالهم وأبنائهم بالعملية التعليمية، كما وكانوا متعاونين جدا معنا، وضمن التقييم لآراء المستفيدين أبدوا مدى سرورهم بالمعدات والأدوات الدراسية الجديدة. في حين قد طلبوا استجابة أكبر من حيث إعادة إعمار وترميم المدارس، وهذا أيضاً ضروري لأن هناك الكثير من المدارس أسوارها وأبوابها ونوافذها مدمرة، وكل مدرسة يختلف معدل الدمار فيها عن الأخرى”، هذا ما قاله “علي” عن ردود فعل الأهالي والطلاب.
الصور منشورة بتصرف من منظمة GAV4RD