ثقافة
“حكواتي الفرات” عرض مسرح جماهيري يضيء الرقة ويقوض فكر التطرف الذي غزاها
قامت فرقة “حكواتي الفرات” بتقديم عرض مسرحي جماهيري، الثلاثاء 13 آب 2019، في حديقة الرشيد وسط مدينة الرقة، وبحضور المئات من أهالي المدينة.
وشمل العرض تقديم مسرحية موجهة لأطفال مدينة الرقة بعنوان “النهر”، جسّدها مجموعة شبان وفتيات مسرحيون، من أبناء الرقة في فرقة “حكواتي الفرات” وهو الاسم الذي أطلق على المشروع.
وقامت الفرقة بارتداء زي الحكواتي وأزياء مسرحية أقرب لقلوب الإطفال، حيث جسد الممثلون بلباسهم شخصيات محببة جدا للأطفال.
وتشكل حديقة الرشيد رمزية لأهالي الرقة، حيث حولها داعش إلى مكان دفن الأبرباء الذي سقطوا ضحايا فكر وتطرف داعش، كما يشكل رمزية إطلاله على “دوار النعيم” في المدينة والذي حوله داعش لـ “دوار الجحيم” ومسرح عمليات إرهابية بقتل الأبرياء.
وشكل العرض محاكاة للواقع والتشجيع على بناء مجتمع الرقة، بطريق سرد الحكواتي وحركات ايمائية من قبل مسرحيين.
وبدأ التحضير لمشروع “فرقة الحكواتي” قبل أشهر، بحسب أحد أعضاء الفرقة، الذي تحدث عن إعداد نصوص وتدريبات للعرض المسرحي الذي يعتبر الأول بعد سنوات من حكم داعش على الرقة.
وقالت المنسقة لمشروع حكواتي الفرات “شهلة السعيد”، إن الفرقة تستعد لتقديم عروض مسرحية مماثلة في مناطق روج آفا/شمال وشرق سوريا.
وتحدث أحد أعضاء الفرقة، أن الفكرة من العرض هي المساهمة في إعادة الحياة والثقة بالإنسان في مجتمع الرقة، بعد سنوات من انتشار فكر الإرهاب، وأن العمل والعرض المسرحي، يساهم بتقويض فكر الإرهاب بعودة الحياة الطبيعية لأهالي الرقة، “حيث كان داعش قد منعهم السعادة”.
من جهته قال “دحام السطام” مخرج مسرحية النهر، إن الهدف الأساسي من هذا العرض هو توجيه رسالة لكافة شرائح المجتمع، إضافة إلى الأطفال، بضرورة التشبث بالأرض من جهة، والعمل على بناء المجتمع من جديد من جهة أخرى.
واعتبر “السطام” أن هذه الفعالية “تأتي أساساً لبناء ذائقة مسرحية وجمهور مسرحي من جهة أخرى”.
وحضر العرض المسرحي المئات من أهالي مدينة الرقة كما تضمنت الفعالية مسابقات وتقديم هدايا للأطفال الفائزين ضمنها، كما لاقى العرض ترحيباً من قبل الأهالي حيث طالبت “حورية الحسن” من أهالي مدينة الرقة بضرورة استمرارية هذه الفعاليات والمسرحيات الجماهيرية، معتبرة أن الأطفال في الرقة بحاجة ماسة لهذه المسرحيات بعد سنوات من الحرب التي عاشتها المدينة.
وكان هناك حضور إداري من قبل المجلس المدني ومؤسسات المجلس والمؤسسات المدنية، إضافة لوجود كثيف لمؤسسات الإعلام، إضافة لتواجد أمني ساهم بحماية المكان والعرض الذي امتد لمدة ساعتين من الساعة السادسة وحتى الساعة الثامنة مساءً.
يذكر أن “مسرحية النهر” التي قدمتها فرقة حكواتي الفرات يعتبر نشاطًا جماهيريًا الأول من نوعه يقام في مدينة الرقة بعد تحريرها.