أخبار وتقارير
معاناة أهالي الشدادي من انقطاع الخبز بدأت تتلاشى والأهالي يرغبون بحل المشكلة جذريا…
إعداد: ياسر
تحرير: عبير محمد
تعاني بلدة الشدادي منذ شهورٍ، من نقص شديد في مادة الخبز، حيث وصل الحال إلى درجة عدم توافره بتاتاً في فترات، فسبب ذلك انزعاج للأهالي واستيائهم إلى حدٍ كبير كنتيجة طبيعية لهذه الحالة، في المقابل بدات هذه المعاناة بالتلاشي تدريجياً، وأصبحت مادة الخبز متوفرة نوعاً ما كما يحب الأهالي وصف ذلك.
والخبز من المواد الغذائية الرئيسية في معظم بلدان العالم ولا سيما في مجتمع الجزيرة المنتج للقمح والشعير، والمعتمد على المنتجات الزراعية.
“الوضع سجا، أي الوضع مأساوي ويرثى له”، هذه العبارة قالتها “أم خالد” لشبكة آسو الإخبارية، أثناء قيام الشبكة بجولة ميدانية ضمن بلدة الشدادي لاستطلاع آراء الأهالي، حول فقدان مادة الخبز، فتقول “أصبح لنا ثلاثة أشهر ونحن نعاني من هذه الحالة (انعدام الخبز)، نأتي إلى الفرن لنأخذ مستحقاتنا من الخبز لكن لا نحصل على شيء”.
وتضيف بأن الخبز حق أساسي للمواطن “لكننا نتعرض للإهانة بشكلٍ مستمر وحتى وصل الحال إلى الضرب والطرد وعدم الاحترام من أمام الأفران، سابقا كان يتم توزيع الخبز على المعتمدين في منتصف الليل، فمن يتواجد مسبقاً بانتظار الخبز سينعم بالقليل من لقمة عيش لأبنائه، ومن يتأخر قليلاً لن يحصل على أي شيء”.
وتتابع القول “نحن نملك تنور في المنزل لكن من دون فائدة، فلا يوجد حطب ولا يوجد طحين والحال على رب العباد، وبكل ما تعنيه من كلمة (الكاع متينة والسما عالية)” بحسب وصفها.
أما “حسين أبو مازن” من أرياف بلدة الشدادي فيقول لمراسل شبكة آسو الإخبارية “نقف على عتبة الفرن ساعاتٍ وساعات من دون أمل، والمصيبة أنه لا نستطيع أن نخبز في المنزل وحتى لا يوجد من يجلب لنا الخبز من مناطق أخرى، هذا حالنا وتخيل الوضع يا رعاك الله”.
“لا يوجد خبز، نضطر إلى أن نشتري (خبز سياحي)، ويتفاوت سعر الربطة من بائع إلى آخر (200-250- 300 ليرة سورية) أسعار مختلفة، علماً بأن العائلة المكونة من 4 أشخاص فقط تحتاج إلى ربطتين كل يوم على الأقل، فما بالك العائلة المكونة من عدد أفراد أكبر، لربما الآن في هذه الأيام القلية وضع الأفران أفضل من ذي قبل، لكن هذا لا يكفي”، بحسب ما أدلى به أبو “زياد” من سكان بلدة الشدادي.
فيما أوضحت “إلهام الأحمد” مسؤولة الاقتصاد بمنطقة الشدادي لشبكة آسو الإخبارية، أن حالة الخبز تعود إلى أن “لدينا فرنين (عام والكبراتيف)، الفرن العام يغطي بلدة الشدادي والكبراتيف يغطي القرى المحيطة بالبلدة، مع العلم أن فرن الكبراتيف يعود لمجموعة مساهمين، حيث تُعتبر مشكلة نقص الخبز في الوقت الراهن بين أكبر المشاكل التي يعاني منها أهل المنطقة، لأن اعتمادهم الأساسي في الطعام على مادة الخبز، والسبب الأساسي لهذه المشكلة يعود إلى نقص مادة الطحين، وعلى أساس هذه المشكلة توقف فرن الكبراتيف لعدة شهور، وأصبح الفرن العام يغطي البلدة وريفها، إضافة إلى تغطية القطاع العسكري، ولأن الطلب متزايد بشكلٍ كبير على الفرن العام أثر على الوضع بالمجمل، إلا أن هذه المشكلة بدأت تتهاون بالتدريج وتختفي، فقد كان الفرن العام يخبز حوالي الـ 8 طن من الطحين يومياً والآن بدأ يخبز حوالي الـ 10 طن، وهذا العمل بتزايد في الفترة المقبلة ونأمل بأن يكون وضع الخبز أفضل في الأيام القادمة”
وأضافت “الأحمد” لشبكة آسو الإخبارية بالقول إن “صوت الشعب واستيائهم من هذا الوضع وصل لنا بكل رحابة صدر، وسنسعى جاهدين بأن نقدم الأفضل على أن نكون عوناً لهم دائماً.
وذكرت “الأحمد” أنهم موعودون بتزويد فرن الكبراتيف بمادة الطحين على نحوٍ أكبر بعد تفعيله من جديد، “آنذاك سيعود بنا الحال كما كان سابقاً أن شاء الله، متمنيين الخير للجميع”.
ومن جانبها تحدثت “وصال الفياض”، إدارة مركز تعاونيات الشدادي وإدارة فرن الكبراتيف عن بعض النقاط المهمة بهذا الصدد لشبكة آسو الإخبارية، قائلةً، “توقف فرن الكبراتيف عن العمل بسبب انقطاع الطحين عنه لمدة تقارب الثلاثة أشهر، هذا الانقطاع كان من المطاحن والأفران العامة، ما أدى إلى معاناة كبيرة في الحقيقة على جميع الأهالي في البلدة وريفها، أما الوضع بات يتحسن للأفضل نوعاً ما على أمل أن يكون التحسن أكبر في المستقبل القريب”.
وأردفت “الفياض” بالقول إن “استطاعة الفرن بشكل طبيعي 10 طن يومياً، لكن المخصص الحالي 2 طن فقط، انتاج هذه الكمية تقريباً ألف ربطة خبز، وهذه الكمية يجب أن تتوزع على القرى التابعة للشدادي (35 قرية)، إلا أنه حتى اللحظة هذه لم يتم التوزيع على القرى، واكتفينا بتوزيع الخبز في الشدادي ذاتها بسبب الأزمة الكبيرة التي تعاني منها البلدة، لأن أكثر من نصف الكمية من انتاج الفرن العام يتم توزيعها على الجانب العسكري، وبالتالي النصف الآخر من الانتاج لا يكفي لتغطية البلدة بالكامل”.
وأنهت “الفياض” حديثها بأن “الفرن عاد للعمل من جديد منذ قرابة الأسبوع، حيث تم تخصيص ربطة واحدة لكل عائلة، وسيتم تزويد الفرن بـ 4 طن من الطحين يومياً في الفترة المقبلة، بعدها سيتم توزيع الخبز على المعتمدين المتواجدين في القرى (ثلاث مرات في الأسبوع) لكل عائلة ربطة واحدة مبدئياً، ريثما يتم توزيع الطحين على الفرن العام والكبراتيف كما كان سابقاً بشكله الطبيعي”.