Connect with us

أخبار وتقارير

حرق النفايات في قامشلو ينذر بكارثة صحية تستدعي حلولاً جذرية

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-لورين صبري
تحرير (ج.خ)

بات استنشاق الأدخنة الناتجة عن حرق النفايات في مدينة قامشلو/القامشلي، كل مساء، من الأمور الروتينية الإجبارية المفروضة على السكّان القاطنين فيها.

في “ساحة رودكو” أو “مكب رودكو” بقامشلو تقوم شاحنات مخصصة تابعة لمكتب البلديات والبيئة في الإدارة الذاتية، بنقل النفايات ثم تجميعها في ساحة قريبة من قرية “نافكر” المطلة على مدخل مدينة قامشلو الغربي، بعد ذلك يتم حرق النفايات المتراكمة، مما يزيد من التلوث البيئي، وخطر الإصابة بأمراض مختلفة، إضافة لخطر تسرب مخلفات النفايات لآبار المياه المخصّصة للشرب.

“رودكو” هو اسم شركة روسية سابقاً، كانت قد اتخذت من القرية مركزاً لها.

شبكة آسو الإخبارية عاينت الموقع، ورصدت أكواماً من النفايات متراصة فوق بعضها البعض، بشكلٍ عشوائي، والكلاب الشاردة تحوم حولها، دون وجود عمليات فرز لها. والتقت بهذا الصدد سكان من المنطقة القريبة من مكب النفايات.

“سعاد هادي” من سكان حيّ الهلالية المحيط بساحة رودكو، تقول لشبكة آسو الإخبارية، “إن الأدخنة قد خنقتنا، فبين الفينة والأخرى نراجع الأطباء، بسبب مسألة ضيق التنفس والربو، ونشرب الماء بعد غليه لأننا حذرين جداً من شربه حيث نشتم منه روائح كريهة ونعاني، من إسهال متكرر”.

وحول الشكوى توصف “سعاد” الواقع بجملة “لقد سئمنا من الشكوى لأنها من دون جدوى”.

فيما أشار” عبيد الله بيري” من قرية نافكر إلى موضوع تلوث المياه، وكشف لشبكة آسو الإخبارية، أنهم أخذوا عينة من المياه لمخبر تحليل الماء، مؤكدًا على لسان مختصين أنها غير قابلة للشرب وأنها ملوثة، على حدّ قوله.

وتزداد المخاطر التي تهدد الواقع البيئي في المنطقة المحيطة برودكو، وتتفاقم المشكلة في ظل الإدارة غير السليمة للنفايات وحرقها وطرح المخلفات السائلة.

وعن الواقع البيئي في حي الهلالية ومكب النفايات في منطقة رودكو قال المهندس “دلبرين محمد” لشبكة آسو الإخبارية، إن الحي يواجه جملة من التحديات التي تهدد السلامة البيئية، ويضيف بأن من أبرز المخاطر التي تواجه الحي حرق النفايات التي تكون مصدراً للمواد المسرطنة والملوثة والقاتلة ومصدراً لتجمع الذباب والحشرات، التي تكون غالباً ناقلة للأمراض الخطرة وتهدد حياة الإنسان”.

وأردف “محمد” أن حلول المشكلة تتطلب تضافر جهود المنظمات التي تعنى بحماية البيئة ومؤسسات الإدارة الذاتية، المتمثلة بالبلديات، ومكتب البيئة، من خلال تخصيص مواقع طمر صحي تكون نظامية.

وشدد “محمد” على أهمية رمي النفايات في الأماكن المخصصة، وعدم حرقها من قبل المؤسسات التي تدعي حماية البيئة، متهماً دوائر البلدية بالتقصير لمعالجة مشكلة النفايات، وأنها لا تلبي الطموح ولا تحل المشكلة بصورة مدروسة ومنطقية.

من جهته أكد “طارق محمد” مدير مكتب البيئة في إقليم الجزيرة أن “التحديات كبيرة “، وأن كمية النفايات أصبحت مضاعفة، “خصوصاً بعد نزوح الكثير من الأهالي من مناطق النزاع إلى المناطق الآمنة في إقليم الجزيرة”.

وقال “محمد” إن مكتب البيئة التابع للإدارة الذاتية بصدد توقيع اتفاق مع إحدى المنظمات المعنية بالبيئة وحماية الغطاء النباتي، لتنفيذ مشروع التخلص من النفايات بطريقة نظامية وصحية، “المناقشات مكثفة وتجري على قدم وساق لوضع حلول جذرية، لكن البلدية تفتقر إلى آليات ضخمة تعمل على الحفر والطمر، هذا غير متوفر حالياً”.

وعن الأضرار المسببة لاستنشاق الهواء الناجم عن حرق النفايات أشار الدكتور “محمد علي أحمد” وهو أخصائي أمراض القلب والأوردة، إلى أن التعرض للهواء الملوث ضار جداً للنساء الحوامل والكبار بالسن، وللمصابين بمختلف أمراض الرئة والقلب، والأولاد هم أكثر حساسية لتلوث الهواء.

ويسبب الدخان احتراق في العينين وفي الأنف، وفي الحلق، وإصابة بالربو، إضافة إلى السعال والصداع وضيق التنفس.

ويحذر الطبيب “محمد علي” عبر شبكة آسو الإخبارية، بأن المشكلة الأخطر هي حرق النفايات في مكان مفتوح، لأنه يؤدي إلى انبعاث المواد الخطرة وذلك لأن الاحتراق يكون غير كامل.

وانتشرت عبر صفحات الفيسبوك صور لأهالي حي الهلالية وأطفالهم يحملون لافتات معبِّرة عن أضرار استنشاقهم للهواء الملوث، الناجم عن إحراق النفايات في القرية الملاصقة لهم.

الجدير بالذكر أنّ مكتب البلديات والبيئة، كان قد اجتمع أخيرًا مع أهالي الحي، للوصول إلى حلّ لمشكلة مكب نفايات “رودكو”.