ثقافة
حكواتي الفرات توضع ترحالها بدير الزور… وتحصد في ابتهاج أطفال دير الزور بعد حقبة سواد
آسو- رائد الوراق- دعاء الصبح
حطت فرقة “حكواتي الفرات” رحالها، بمدينة دير الزور، وقدمت عرضًا مسرحيًا، أمام أكثر من (150) طفلة وطفل مع وجود أهالي من أبناء دير الزور، الذين قاسوا الحياة الصعبة خلال السنوات الماضية، قبل تحرير المدينة من يد داعش.
وقدمت فرقة حكواتي الفرات عرضها المسرحي، في باحة تتبع للمجلس المحلي بمنطقة الجزرات بريف دير الزور الغربي.
العرض امتد لنحو ساعة ونصف، حيث بدأ الساعة الثانية عشر ظهرًا.
وكانت “حكواتي الفرات” قد قدمت عروضًا مسرحية، للأطفال والنساء والعوائل، في الرقة والطبقة، الشهر الماضي، أمام حضور حشود كبيرة من الأهالي.
وتقدم “فرقة حكواتي الفرات” مسرحياتها، ضمن سلسلة “المسرح المتجول”، فالمسرحية التي قدمت، الثلاثاء 17 أيلول 2019، بعنوان “بائعة الفرجة” في ريف دير الزور الغربي.
ويعيش الأهالي في دير الزور حياة جديدة، بعد سنوات، من إرهاب وتطرف داعش، وهيمنة فكره على المجتمع.
وتقدم الفرقة مسرحياتها على حد وصف “شهلة السعيّد” المنسقة للمشروع، بطريقة “الحكواتي” حيث تقوم الفرقة بسرد الواقع عبر الحكواتي “كي تصل الأفكار بتأثير أكبر للجمهور”.
ويهدف مسرح الحكواتي بحسب “السعيّد” إلى تقويض فكر الإرهاب والتطرف، وإعادة الثقة بين الأهالي نحو البناء والعمران، وبناء الإنسان من جديد، وترسيخ القيم الإنسانية والحقوقية في المجتمع، ودحض التطرف.
وتقول “شهلة السعيّد”، إن العرض يوحي بوجود بائعة تخرج الحكايا من صندوق، “حيث بدأت بحكايا “كراكوز وعيواظ”، بهدف زرع قيم التسامح والتشاركية بين الأطفال.
وبحسب “دحام السطام” مخرج العمل المسرحي، فإن “بائعة الفرجة”، عمل موجه للأطفال، “العرض طرح من صندوق الفرجة بقالب كوميدي، تشاركي، من خلال طرح التعاون بين الناس عبر حالة بسيطة كالتشارك بالطعام والشراب مع الأخرين”.
وأضاف “السطام” أن الهدف من عرض اليوم، هو ألا يكون الإنسان “أنانياً”، وأن يكون الإنسان مبادراً ويتشارك مع الآخر من نفس الزاد الذي يحصل عليه.
وتقول “راما الهندي” من فرقة الحكواتي لشبكة آسو الإخبارية، إن فكرة بلاد الألوان المتعددة داخل العرض المسرحي، أظهرت الحب والتسامح عبر تبيان التعاون والسلام بين أهل تلك البلاد.
وأضافت “راما”، أن عرض الألوان، ركز على الحرب بين مملكة الألوان والمملكة السوداء، أي الحرب بين الخير والشر، وكيف ينتصر الخير بطرد الشر.
وقال “مصطفى الصالح” والد أحد الأطفال، إن دير الزور بحاجة لمثل هذه الأعمال، التي ترسخ قيم الإنسانية في نفوس الأطفال، مؤكداً أن العمل المسرحي أوصل رسالة لقلوب الأطفال، “لقد ساهمت المسرحية بدعم نفسي للأطفال، بعد سنوات حرب عاشوها، وسنوات في كنف الإرهاب”.
“سعيد” طفل مشارك عبر عن مشاعره بالقول، “ضحكنا لمدة ساعة كاملة، نتمنى عودة الفرقة مجدداً”.
إداريون في مجلس دير الزور المحلي، أكدوا على ضرورة المبادرات الثقافية والفنية، المساهمة بإخراج المجتمع نحو التطور والخلاص من فكر التطرف.
وستقدم فرقة الحكواتي، الأربعاء عرض مسرحي موجه للأهالي، والخميس عرض مسرحي مخصص للنساء.