Connect with us

محليات

سري كانيه التي كانت ترفد المنطقة بأسماكها… يستفقد أهلها اليوم طعم السمك

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو- بنيامين أحمد

تتحدث عائلة “أبو أحمد” في جلسة مساء بمدينة سري كانيه/رأس العين، عن استفقاد أنواع السمك الطازجة التي كانت تشتهر بها المدينة، فيتساءل الابن الصغير عن “الاستفقاد” مستغربًا!، فيسرد له الوالد، عن ماضي المدينة المعروفة بـ “عروس الجزيرة السورية”، والمشتهرة بينابيعها وأنهارها، واختلاف أنواع السمك الذي كان يصطاده الأهالي من ينابيعها.

تغيب في مدينة سري كانيه، اليوم جميع مقومات القيام بمشاريع صغيرة، لتحافظ على الثروة السمكية، كما لا يوجد مشاريع تخص تربية الأسماك، حيث لم يعد يشاهد عربات ومحال بيع سمك كما كان ذلك منذ أكثر من عقد في المدينة.

يقول أحد أبناء العوائل التي كانت تعمل في صيد السمك بالمدينة، “لم نعد نقوم بصيد السمك، ولا حتى التجارة فيه، لم يعد هناك أنهار وينابيع، ما أدى لانعدام الفائدة الاقتصادية من السمك”.

يقف “أبو جاسم” وهو من ريف سري كانيه، من قرى محاذية لنهر الخابور، على حافة نبع صغير وبيده “صنارة صيد”، يقوم بالصيد في فترات الترفيه عن النفس، ويقول “لم يعد هناك أماكن يتواجد فيها الصيد كما السابق”.

ويعتبر صيد السمك من الهوايات المنتشرة في المنطقة.

وشهدت مدينة سري كانيه التي كانت تشتهر بينابيعها، نضوب هذه الينابيع، التي كانت تغذي نهر الخابور، حيث جف النهر الذي يعتبر أحد روافد نهر الفرات.

يقول “أبو جاسم” لشبكة آسو الإخبارية، إن مهنة صيد السمك في المدينة، كانت مصدر رزق لكثير من العائلات، “في الصباح كان ينتشر الصيادون في المدينة، ويتهافت الناس عليهم لشراء السمك الطازج”.

ويمر في ريف المدينة جداول مياه مصدرها الأراضي التركية، منها الزركان والجرجب حيث تكثر فيها الأسماك في مواسم محددة، لكن أيضًا تتحكم بها تركيا بسبب أن المصدر من هناك.
ويقول أحد الأهالي المدعو “أبو محمد” إن مياه الزركان، لا تكون مرتفعة المنسوب في معظم الأحيان، حيث ترتفع في الشتاء نتيجة سيول الأمطار، مما يساعد في نشاط عملية الصيد وتوافر الأسماك.
ويضيف “أبو محمد”، بأن غالبية الصيد الذي يحصلون عليه، لا يقومون ببيعه، بل يستهلكونه لعوائلهم، لعدم كثرة السمك الذي يتم صيده، إضافة لقيمته الغذائية، وغلائه في الأسواق في حال رغبت عائلة في شراء السمك.

ويجد البعض في صيد الأسماك هواية للتنزه في أيام العطل، فيحملون شباك الصيد ويخرجون لخارج المدينة للترفيه لا أكثر، على حد وصف أحد الصيادين الذين صادفناهم.

وتعد الأسماك أحد الأغذية الموصى بها من قبل منظمة الأغذيةوالعالمية، لكن تعاني عادة الطبقة الفقيرة بالمجتمع، من غلاء هذه السلعة وقلة الموارد المحلية.

ومعظم السمك المتوافر في مدينة سري كانيه بحسب جولة لمراسل الشبكة تأتي من خارج المدينة.