أصوات نسائية
لامست قلوب نساء دير الزور… “حنين” مسرحية تجسد آلام المرأة المهمشة بحقوقها
دير الزور-(د.ص)
قدمت فرقة “حكواتي الفرات” عروضها المسرحية للشهر الثاني على التوالي، باختيار ريف دير الزور الغربي، مكانًا لعروض الشهر.
وقامت الفرقة بأداء عرض موجهة للنساء تحت عنوان “حنين”.
العمل المسرحي الموجه للنساء، يحاول محاكاة المرأة المهمشة في مناطق خرجت من سيطرة تنظيم داعش حديثًا.
وبدأت فرقة “حكواتي الفرات” الشهر الماضي، بتقديم عروض مسرحية في الرقة والطبقة، فيما اختارت هذا الشهر دير الزور.
وحضر العرض الذي استمر لأكثر من ساعة، أكثر من (100) من النساء.
بحسب “شهلة السعيد” المنسقة لمشروع حكواتي الفرات، العرض بمحتواه يحاكي واقع النساء في مجتمع شمال وشرق سوريا، والظلم والعادات والتقاليد المجتمعية بحق النساء، مثل زواج القاصرات ومنعهن من متابعة دراستهن، وذلك بطريقة سرد حكواتي مسرحي، تطرق أيضًا لظلم تنظيم داعش بحق النساء.
عرض “حنين” بحسب “دحام السطام” المخرج المسرحي ومسؤول فرقة الحكواتي، موجه للنساء بشكل “مونودراما نسائية” ويحاكي واقعهن، في إشارة للظلم الذي يلحق بالنساء، بالتركيز على قضية زواج القاصرات.
وأضاف “دحام” أن العرض لامس آثار الغربة على الأهالي، وانعكاسات انتهاك المرأة في الأسرة والمجتمع.
وقال “دحام السطام” إن المسرحية بعنوان “حنين” تجسد قصة فتاة، حرمت من طفولتها، بتزويجها من رجل كبير في السن، بعد أن أجبرها والدها على الزواج لأجل المال.
وأضاف “السطام” عن فحوى المسرحية، أن معاناة الفتاة بدأت مع الرجل المسن “أبو سليمان”، فكانت “حنين” بمثابة ممرضة وخادمة لا أكثر “بقيت” حنين” تقوم بخدمة” أبو سليمان” لمدة 10سنوات، حتى مات وترك حنين الفتاة الصغيرة وهي تتأمل تلك السنوات العشر، التي ضاعت من عمرها”.
تساءل غالبية الحاضرين من النساء بأن “من سيعوض حنين بطفولتها”.
وقالت “راما الهندي” عضو الفرقة المسرحية، إن العرض يحاول ترسيخ حقوق المرأة، وتحذير الفتيات لعدم القبول بمصائر تدمر حياتهن، وأيضًا رسالة للأباء بعدم تدمير مصير الفتيات الصغيرات مثل “حنين”.
وتقول “أم شادي” من نساء دير الزور، إن جوهر العمل المسرحي أفاد الحاضرات، ودق ناقوس الخطر على حياة الفتيات اللاتي يحدد مصيرهن في عمر مبكر من قبل أهاليهن.
وتقول “أم محمد” من الجزرات إن المسرحية قامت بمحاكاة واقع تعيشه النساء في مناطق شمال وشرق سوريا، “يجب محاربة التطرف، والانتهاكات بحق النساء ومن بين ذلك الإكراه في الزواج ليس فقط زواج القاصرات”.
وأضافت “أم محمد” أن المسرحية لها دور فعّال في نشر الثقافة، “عبر تلك الكلمات التي لامست قلوبنا وإننا بحاجة لمثل هذه المسرحيات التى تحاكي واقعنا”.