Connect with us

أصوات نسائية

اقتصاد النساء النازحات أسلوب لمواجهة آثار الحرب

نشر

قبل

-
حجم الخط:

ديريك – عاليه محمد
تحرير: لانا حج حسن

بماكينة خياطة قديمة استعارتها من إحدى جاراتها من سكان مدينة ديريك/المالكية، بدأت بمشروعها الصغير الذي يُطفأ شمعته السابعة هذا العام بعد نزوحها من مدينتها حلب مع زوجها وأطفالها الستة. هكذا باختصار توصف “حليمة عبدالله” (35) عاماً دخولها سوق العمل في المدينة الواقعة في أقصى شمال شرق سوريا.

في بادئ الأمر لم يكن عملها سهلاً، فصعوبة استئجار محل وتأمين الأدوات اللازمة لم تكن العقبة الوحيدة أمام السيدة الشابة، فمن المنظور المجتمعي من الصعب جداً أن تتمكن بعض النساء الحلبيات من العمل فكثيراً ما يُفضل الأزواج تفرغهن لإدارة شؤون المنزل والأولاد.

تقول “حليمة”، لو كنت في حلب الآن لما كنت أستطيع العمل، لكننا بعد أن نزحنا من هناك أصبح الأمر أكثر سهولة، لأن طريقة تفكيرنا تغيرت مثلاً هناك كنا نضع الخمار وهنا نبقي وجهنا مكشوفاً”، عدا عن ذلك حياة النزوح لم تترك لنا ترف الاختيار فالجميع مجبر على العمل لإعالة عائلته في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة ولم يعد عمل المرأة من التابوهات.

هنا في المدينة يطلقون عليها اسم “دكانة حليمة” تقولها بينما البسمة ترتسم على شفتيها، مواصلة الحديث، لا أحد يعلم كم مررت بظروف سيئة حتى تمكنت من افتتاح هذا المحل، الذي يسمونه دكانة حليمة.

نزوح العائلة وعيشها في بيت للإيجار، ومتطلبات الحياة اليومية التي تشكل عبئاً عليهم كان أيضاً سبباً مساعداً لتقوم حليمة بعملها دون ضغوطات كبيرة من زوجها أو أقربائها.

أكثر من ستة نسوة جالسات في محل حليمة بانتظار دورهن لتخيط لهن أثوابهن، كان صعباً أن يجتمع مثل هذا العدد من النساء الزبائن بداية عملها، لكن الوضع أصبح أفضل بعد مرور السنوات السبع، تقول فاطمة محمد، إحدى الزبائن، نرى عمل حليمة جيداً، كما إنها تقوم بخياطة أثوابنا بسعر أقل مقارنة بأسعار السوق، لذا نفضل المجيء إليها.

بينما تخيط إحدى الأثواب تتذكر “حليمة” مدينتها حلب وما عايشت من مأساة هناك، على حد تعبيرها، القصف المستمر، قتلى وجرحى في الشوارع، منازل مهدمة هي المشاهد التي ذكرتها في حديثها لنا عن حلب.

آنذاك تمكنت حليمة وعائلتها من الفرار مع أربعة عوائل أخرى من حلب في سيارة واحدة، ما صعب الأمر عليهم أكثر. لا تستطيع عائلتها العودة إلى حلب اليوم، بيتهم تهدم نصفه، والنصف الآخر استولى عليه جيش النظام السوري.

جل ما تتمناه هو العودة إلى حلب ورؤية والداتها وأقربائها من جديد، كما حلم بقية النازحين من مختلف مدن سوريا.