Connect with us

ثقافة

على الرغم من الصعاب… المشهد الفني بالرقة يزدهر من جديد أطفال يعتمدون أغاني فيروز للتعبير عن أنفسهم

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-عبير محمد
تحرير: (م.ح)

أخيرًا\ مؤخرًا، بدأ مدربون مختصون بالغناء والموسيقى، بتدريب أطفال ويافعين على الغناء وعزف الموسيقى، برعاية مركز الرقة للثقافة والفن، ضمن “مشروع الألف إنسان”، والذي يهدف الى تنمية الحس الفني ويدعم عروض فنية في المنطقة.

وبدأت مدينة الرقة تستعيد نشاطها الفني وماضيها الثقافي الجميل، والذي كان قد حظر في زمن سيطرة داعش باعتبارها مخالفة للشرع بحسب فكرهم المتطرف.

ويركز المشروع على شريحتين من فئتين عمريتين مختلفتين من الأطفال والشباب.

وأوضح “سردار شريف” صاحب فكرة مشروع “الألف إنسان” لشبكة آسو الاخبارية بالقول إن “هدفنا الأساسي من المشروع هو تدريب وتعليم 1000 شخص من مدينة الرقة بمختلف الفئات العمرية، على العزف والغناء، حيث يركز المشروع على فريقين أساسيين”.
وأردف شريف قائلًا “إن الفريق الأول هم فريق وتر وهم مجموعة من الشبان والشابات والرجال والسيدات الموسيقيين والذين قدموا حفلة شنكال في المركز الثقافي بالرقة، وهم يتحضرون حاليا لحفل في مدينة الطبقة قريبا، أما الفريق الثاني وهو فرقة للصغار اسمها فرقة فيروز، مؤلفة من 14 طفل وطفلة ممن قدموا أول حفل لذوي الاحتياجات الخاصة في المركز الثقافي بالرقة، وشاركوا في مهرجان الطفل بمدينة كوباني، حيث قدموا أغاني للسيدة فيروز، وحصلوا على جائزة افضل الفرق المشاركة، وحاليا يتحضرون لحفلات جديدة”.

وأوضح” شريف” أن لديهم حاليا أكثر من 150 شخص ضمن المشروع وأكد أنهم قد خرجوا من قوقعة كبيرة جداً، وأصبح هناك فرق فنية وغنائية كثيرة، وأصبح الأطفال الآن يمتلكون رغبة كبيرة بتعلم أغاني لفنانين مرموقين ومشهورين وخاصة أغاني السيدة فيروز، مؤكداً أنهم سيقدمون شيئاً عظيماً لعالم المسارح (للحياة الفنية) في المنطقة، فهم يعيشون بحالة انتعاش وكأنهم ولدوا من جديد، بحسب وصفه.

وأضاف “شريف” أن أهالي الرقة عانوا الكثير من الاضطهاد والكبت في الفترة الماضية، وكانت صعوبات كبيرة تواجه الراغبين في نشر ثقافة الفن مرة أخرى، بالنظر إلى الكم الهائل من المشاكل والعراقيل إبان أعمال العنف والقتل والقمع ودمار الفن والفنانين بالرقة من قبل داعش”.
وأكد “بالرغم من كل المعاناة، الآن استطعنا أن نصل لقلوب الأطفال ونفتح أبوابا كثيرة، وكذلك استطعنا أن نكسر كثيراً من القواعد والحواجز (المخاوف) التي كانت مزروعة بقلوبهم، وأنا لديَ إيمان وثيق بأنني سأراهم في أهم المسارح على مستوى العالم”.

ومن جانبه أشار” محمد نوح” عازف مختص بآلة البزق بالرقة، إلى أنهم قد تشردوا في السنوات التي سيطرت بها داعش على المنطقة، وقد حُرموا كفنانين من مزاولة مهنتهم وهواياتهم الفنية بشكل عام (من عزف للموسيقا والغناء والرسم وغيرها)، لكن الحكاية قد اختلفت وتغيرت جذرياً بعد التحرير، وتم فتح مركز الثقافة والفن بالرقة منذ أكثر من سنة، كما وهناك إقبال كبير على دور الفن، وفي الوقت الحالي، يتم تعليم الأطفال على أغاني فيروز ضمن “مشروع الألف إنسان”، وهم في تطور وتحسن بالأداء بشكل ملحوظ.

بينما أكدت “ولاء عمداني” مسؤولة عن مكتب شؤن الطفل، أنهم مهتمون بتدريب الأطفال على فنون المسرح والموسيقى والرسم بهدف انعاش روح الفن بالرقة من جديد، بالرغم من صعوبات كبيرة يواجهونها في سبيل تحقيق ذلك وخاصة بعد هجرة الفنانين من المنطقة.

كما وأكدت “عمداني” أنهم هم -كمكتب شؤون الطفل- يجلبون الأطفال بأنفسهم للتدريب على الموسيقى والفن وتشجيعهم على الاستمرار في تطوير هواياتهم واهتمامات الفنية، ومن ثم يُعيدوهم للمنزل عند الانتهاء من التدريب.

في حين يقول أحد الأطفال المشاركين بالنشاطات التدريبية الفنية لشبكة آسو الإخبارية، إن داعش أدخل البلاد بحالة من الفوضى العارمة على جميع الأصعدة، وأبقى الفن بحالة من الجمود والإحباط، ودخلت الحياة الفنية في مرحلة عجز وسبات آنذاك.

ويقول مشارك آخر، إن داعش قد قامت بتكسير جميع الآلات الموسيقية وتدمير المعارض والمسارح والمتاحف والآثار وجميع الأعمال والمعاهد الفنية، كما وأمرت بسجن كل من كان يمارس أي نوع من أنواع الثقافات الفنية، وأنهم الآن يريدون التعبير عن ذاتهم عبر أعمالهم الفنية والإبداعية.

*الصور منشورة بتصرف