Connect with us

مدونة آسو

“أبو فادي” مدرستان في التعليم والرياضة

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-بنيامين أحمد

تتعدد الألقاب بحسب المواهب التي يمتلكها، بين الخُلق الذي يمتلكه، والرياضة التي يمارسها ومعلم درس الأجيال، ثم أب لأسرة.

أمضى سنوات صغره وشبابه حتى اليوم في الملاعب لجانب التعلم والتعليم في المدارس، في الملاعب عرف كلاعب ومدرب سوية، ويعرفه الأهالي جميعًا بعشقه وتعلقه بكرة القدم.

الأستاذ “خالد خضر” أو “أبو فادي” وأيضًا “حنو” هي ألقاب جميعها يعرف بها الأستاذ “خالد كمال خضر” في مدينة سري كانيه/ رأس العين.
المعلم الذي يفرغ نفسه ووقته لدعم قواعد كرة القدم في مدينته.

شارة الكابتن وأيضًا الرقم “11” وفي جميع الخطوط داخل الملعب كـ (قلب دفاع وفي الوسط والهجوم) كل هذه الشارات والأماكن ارتبطت بمسيرته الكروية.

ابن مدينة سري كانيه، تدرج في كافة الفئات العمرية بلعب كرة القدم، تعرفه ملاعب المدينة والمنطقة لاعبًا ومدربًا.

أجيال بلغت عقود متتالية، تعرف “أبو فادي” جيدًا، أو تدربت في الملاعب تحت إشرافه، فيحترمه الكبير والصغير، كما لا يفرق هو بين صغير وكبير، لكنه جدي في الملعب لدرجة أن المقربين منه يقولون “أبو فادي شخصيتان مختلفان بين داخل الملعب وخارج الملعب”.

يقوم أبو فادي اليوم بتدريب الفئات العمرية بين 8 و13 سنة، في ملعب سري كانيه البلدي في ملعب “الشهيد رستم جودي”، حيث يخضع اللاعبين للتدريب ثلاثة أيام في الأسبوع.

يقول المدرب “خالد خضر” إن الفريق يتلق دعم مادي بسيط، من قبل “هيئة الشباب والرياضة في مقاطعة الجزيرة”، وذلك لتغطية نفقات السفر للمباريات الخارجية.

وتعاني الرياضة في سوريا عادة من نقص الدعم المقدم، في حين أن ظروف الحرب التي تمر بها سوريا، خففت من الاهتمام أكثر بالرياضة وخاصة كرة القدم.

ممارسة كرة القدم بالنسبة لـ “أبو فادي” هي متعلقة بدمه كما يقول لشبكة آسو الإخبارية، “لا استطيع الابتعاد عنها، لدي رغبة كبيرة دومًا بإنشاء جيل يمثل المدينة وأنديتها بأفضل المواهب والقدرات”.

وتشتهر مدينة سري كانيه، منذ عقود بتخريج لاعبين كرة قدم من الطراز العالي، لعب منهم في أندية محلية وفي الخارج، كما لنادي سري كانيه باع طويل في الإنجازات وفرق مهمة في جانب كرة القدم.

يقول “أبو أحمد” والد أحد اللاعبين، إنهم يبحثون دومًا عن اهتمام لممارسة كرة القدم كي يرسلوا ابناءهم.

يعيد “أبو فادي” ارتباطه بالملاعب إلى أن اليافعين دومًا يبحثون عمن يأهل مواهبهم ويصقلها، “لقد قمت بتدريب أجيال متعددة، البعض منهم استمر بلعب كرة القدم ومنهم من وصل لمراحل تعليمية عالية فأكمل مسيرته المهنية”.

وبحسب أحد اللاعبين القدامى ممن تدربوا على يد “أبو فادي” يقول “أبو فادي كان يسعى لتأهيلنا في مجال كرة القدم، بجانب كسبنا الخبرة أن يكسبنا الخلق والتربية الصحيحة، إضافة لتركيزه على أن نتابع تعليمنا، عندما كان يقترب امتحان التعليم كان يوقف التدريب واللعب حتى ننهي امتحاناتنا ودراستنا”.

يبلغ نحو 50 لاعب من اليافعين الذين يشرف على تدريبهم “أبو فادي” اليوم، ويسعى “أبو فادي” دوماً لتوجيه هذه الطاقات لبناء لاعبين بحسب قوله “إذا لم يتم تأسيس اللاعب من عمر مبكر وتوجيه موهبته فلن يستطيع تقديم شئ عندما يكبر”. ويعود فيشبّه هؤلاء القواعد بأنهم كأساسات البناء، “إذا لم تكن قوية لن تستطيع استكمال البناء عليها”.

تربط بين هؤلاء اللاعبين الصغار وأبو فادي علاقة احترام قوية، ويحاولون جاهدين تطوير أدائهم وتحقيق الفوز دوماً، والرابط الأقوى بينهم جميعاً عشق كرة القدم.

خلال مبارياتهم الخارجية يحققون نتائج جيدة بشكل دائم، ويرسمون ملامح جيل جديد يستطيع حمل راية كرة القدم التي ستمثل المدينة في المسابقات المحلية.

من وجهة نظر “أبو فادي” الرياضة إفراغ للطاقة، تقريب الأطفال من الرياضة وتربيتهم بشكل سليم أفضل من أن يعيشوا الحرب التي نعيشها، وتواجدهم في ساحات الملاعب أفضل من استغلالهم لساحات الحرب.