أخبار وتقارير
معاناة القرن تحط رحالها… مشاهد حية من سري كانيه
آسو-بنيامين أحمد
لحظات رعب تحت قذائف الموت، صراخ الأطفال وعويل النساء، كان المشهد الطاغي على سكان مدينة سري كانيه/رأس العين، الذين يعيشون رحلة العناد الثانية بحثًا عن أمان من التشرد.
في مدينة سري كانيه، تمام التوقيت عصرًا بدأت رحلة الأهالي مع المعاناة، خرجت الناس من بيوتها بحثًا عن الأمن، منهم من خرج بعربات ومنهم مشيًا على الأقدام، هربًا من قصف الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلحة.
في الطريق كان الناس يعيدون لأذهاتهم معاناة شهر تشرين الثاني 2012، عندما نزوحوا أول مرة، عندما دخلت فصائل المعارضة السورية المسلحة للمدينة، بدعم تركي غير مباشر، فيما اليوم تسير تركيا أمامهم وهم خلفها، فقد كانت التجربة الأولى فاشلة بهزيمة الفصائل.
شهدت الساعة الأولى مع بداية الهجوم خروج أعداد كبيرة من الأهالي من المدينة، تاركين خلفهم “الجمل بما حمل”، لم يحملوا سوى ما تحمله أيديهم المرتجفة.
تحليق للطيران الحربي في سماء المدينة بتمام الساعة الرابعة، وأصوات صراخ الأطفال، ورائحة الخوف تملأ الأماكن، فقد تعرضت المدينة لأكثر من عشرين ضربة خلال دقائق.
شهد بداية الهجوم استهداف محطة ضخ المياه بقرية علوك شرقي المدينة، التي توصل المياه لمدينة الحسكة، إضافة لاستهداف عدد من النقاط على طول الشريط الحدودي، كما تعرضت سيارات المدنيين العزل بموازاة طريق الدرباسية لإطلاق نار من المخفر الحدودي التركي المقابل لقرية علوك.
ترك العاملون في حقول القطن على مسار الحدود عملهم نتيجة عمليات اطلاق النار العشوائية باتجاههم.
إمرأة تركت زوجها في المدينة واخرجت أطفالها سيراً على الأقدام، وأم تركت أبنائها في هدوء المدينة المخيف، عائلات تفترش الطرقات خارج المدينة، وجدت رحمة وسلام لم تراه في ظل عملية السلام.
تعيش المدينة بهدوء حذر، تهز أركانها أصوات الانفجارات بين الحين والآخر، أصوات التكبيرات من الأبرياء كانت تعلو على صوت القذائف.
على طول الطريق الواصل بين سري كانيه وتل تمر تفترش مئات العائلات التراب حتى ساعات الليل المتأخرة، مئات الأطفال والنساء.
لا يحوي المشهد الذي عاشته المدينة أي معنى من معاني السلام.
*الصورة من الإنترنت