Connect with us

أخبار وتقارير

المنطقة الآمنة… حلم تركي منذ بداية الحرب في سورية

نشر

قبل

-
حجم الخط:

بدأت الدوريات التركية والروسية تجوب “المنطقة الآمنة” وترسم حدودها، في المنطقة التي احتلتها تركيا في عدوانها الأخير على مدن سري كانيه / رأس العين وتل أبيض في شمال شرق سوريا مطلع الشهر الماضي، حيث أعلنت النية عن تسميتها بالمنطقة الآمنة.

ويهدف انشاء المنطقة الآمنة التي تمتد على طول الحدود التركية السورية، حسب الخطة التركية، لإعادة توطين اللاجئين السوريين لديها.

وعلى الرغم من أن خلق منطقة آمنة يوفر ملاذا للمدنيين المهجرين ويوفر لهم المأوى والأمن والطعام والرعاية الصحية، ويمنع حركة الهجرة الجماعية إلى دول الجوار، فإن خلق منطقة آمنة للمدنيين داخل منطقة صراع يخلق تحديات عدة و لا يمكن التحكم في عواقبه لأنه في حال انهيار الاتفاق يصبح المدنيون عرضة للهجوم مرة أخرى.

الخبراء أشاروا أيضا إلى كون المناطق الآمنة تاريخيا لم تحقق نجاحا كبيرا في انهاء الصراعات أو منع تجدد اشتعالها، إضافة إلى أن هناك مخاوف من أن الخطة التركية قد تعرض مجموعات من المدنيين الأكراد لخطر التهجير والإبادة العرقية في الوقت الذي يكون هدفها المعلن هو حماية المدنيين الفارين من الصراعات المسلحة.

وجدير بالاشارة هنا أن الأهداف من وراء تحديد مناطق آمنة قد لا تكون إنسانية دائما بالضرورة.

ونوهت هيومان رايتس ووتش إلى توقعاتها أن المنطقة التي تقترحها تركيا لن تكون آمنة تمامًا، وتوقعت أنها تنذر بخلق دفعات جديدة من المدنيين المهجرين في غياب بنية تحتية مناسبة لإيواء الأعداد الكبيرة من اللاجئين العائدين.

ونقل عن خبراء في المنظمة الدولية تخوفهم من فشل نقل وتهجير مليون شخص من مدن ومخيمات في تركيا إلى أرض خاوية بهذه البساطة.
كما أشاروا إلى أن التجمعات الكبرى للمدنيين من مجموعة عرقية أو دينية بعينها يجعلها أكثر عرضة للهجمات العرقية.
وحذرت المنظمة الدولية من خطر اختلاط عناصر من المقاتلين بالمدنيين مما يحول المناطق الآمنة لأهداف عسكرية مشروعة.

من أشهر الأمثلة على فشل المناطق الآمنة، أثناء الحرب الأهلية في رواندا عام 1994، فبعد القتل الجماعي بين قبيلتي التوتسي والهوتو تدخل الجيش الفرنسي بدعم من الأمم المتحدة وحددوا منطقة آمنة لحماية المدنيين المهجرين، ولكن عند انتهاء الصراع عام 1994 اقتحم الجيش الموالي لحكومة التوتسي معسكرا للاجئين بالمنطقة الآمنة بغرض فضه وارتكب الجيش مجزرة انتهت بمقتل المئات من المهاجرين من عرقية الهوتو.

وكذلك في الحرب الأهلية في البوسنة 1995 عند حصول مجزرة سربرنيتشا التي راح ضحيتها 8 آلاف مقاتل من مسلمي البوسنة بعد استسلام أفراد حفظ السلام التي كانت تحرس المنطقة، أمام هجوم قوات الجنرال الصربي راتكو ملاديتش، والتي توصف بأشد مجزرة دموية في تاريخ أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

فهل تنجح المنطقة الآمنة في تقديم الأمان للاجئين وأهل المنطقة؟ أم أنها ستؤمن الأمان للحدود التركية السورية فقط؟

المصدر: BBC ومتابعات خاصة