Connect with us

مدونة آسو

في “روج أفا” أسعار العقارات ترتفع في وجه نازحي سري كانيه وتل أبيض

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-زانا إبراهيم

أسفر العدوان التركي على روج آفا/ شمال وشرق سوريا، منذ بدء العملية في التاسع من تشرين الأول 2019، عن نزوح مئات الآلاف من أهالي مدينتي سري كانيه/ رأس العين وتل أبيض ومحيطهما إلى مناطق مختلفة أخرى، بعد سيطرة تركيا وفصائل المعارضة السورية المسلحة (الجيش الوطني السوري) على مناطقهم.

وأشارت تقارير للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إلى أن عدد النازحين قسرا من مناطق سري كانيه وتل أبيض يتجاوز الـ 139,000 شخص، حيث توجه معظمهم إلى مناطق الجزيرة وكوباني، فيما لجأ أكثر من 14 ألف منهم، إلى إقليم كوردستان العراق، بحسب إحصائيات حكومة الإقليم”.

نازح: أعيش مع أقاربي، فأنا لا أستطيع استئجار منزل

يقول “محمد شاكر” وهو نازح من سري كانيه إن أسعار العقارات ارتفعت منذ فترة بشكل كبير هنا، “أنا أسكن مع عائلتي في منزل أحد أقاربنا بمدينة الحسكة، لأن ظروفنا لا تسمح لنا باستئجار منزل، في حين لو أن أسعار العقارات كما السابق لتمكننا من ذلك”.

ويتابع شاكر بالقول، إن أسعار إيجار المنازل ارتفع من 75 ألف إلى 200 ألف، “بالنسبة للمحال التجارية ارتفعت أسعار إيجارها من 50 ألف إلى معدل 200 ألف ليرة سورية”، معتبرًا أن “هناك استغلال من هذه الناحية”.

نهب ممتلكات المواطنين يزيد الطين بِلّة

في حديث شاكر عن العدوان العسكري التركي والمعارك التي دارت في سري كانيه، يقول إن فصائل المعارضة السورية المسلحة، قامت بنهب ممتلكات منزله ومحلان تجاريان له، مُعبراً بقول “كل شي راح”، وذلك بعد سيطرة الفصائل على مدينة سري كانيه في 20 تشرين الأول الماضي.

صعوبة تأمين المنازل تدفع بالنازحين لافتراش المدارس

من جانبها تقول “گولستان سعيد” (نازحة من سري كانيه وتُقيم في الحسكة) “نحن نُقيم منذ أسبوعين في شقة لكن صاحبها بحاجةٍ إليها ليُسكن فيها ابنته النازحة، لذا علينا إخلائها خلال عدة أيام”.

وتذكر “سعيد” بالقول لقد بحثنا عن منزل للايجار لكن دون جدوى، “المنازل هنا وفي حال توفرت فإن أسعار الايجار غالية جداً ولا يمكننا تأمينها، لاسيما أنه تم الاستيلاء على منازلنا في سري كانيه ولا يمكننا العودة إليها، لذا فأننا سنُضطر للسكن في إحدى المدارس، حيث الوضع المُذري”.

نازح: كيف نعيش في المُخيمات ونحن في بلادنا!

يقول نازحٌ من تل أبيض، فضّل عدم الكشف عن اسمه إنه يعيش منذ 13 تشرين الأول في إحدى المدارس بمنطقة ديرك/ المالكية، لعدم تمكنه من الحصول على منزل للسكن، “وجدت بعض المنازل لكن إيجارها كان مرتفعاً جداً وأكثر من طاقتي”.

وعن الأوضاع في المدارس يُبين النازح إنه في الفترة الأولى كان يتم تقديم المساعدات بشكل جيد، لكن مع الوقت بدأت المساعدة تقِل “مهما كانت المدرسة سيئة وباردة فإنها تبقى أفضل بكثير من المخيمات”.

وتابع قائلاً “هناك ضغوطات تُمارس علينا لننتقل إلى مخيم نوروز، وأنا زرته اليوم ووجدت الحياة فيه صعبة جداً، لذا عُدت لديريك مجدداً للبحث عن منزل لاستئجاره، لكن الأسعار مرتفعةٌ جداً ولم أتمكن من استئجار أي منها”.
ويتساءل النازح من تل أبيض “كيف سنعيش في المخيمات ونحن في بلدنا! “.

أسعار الإيجار مُضاعفة وسط حديث عن “استغلال”

يَروي النازح “كاوى محمد” بأنه يستأجر منزلاً مؤلفًا من غرفة واحدة ومنافع مشتركة، في إحدى أحياء مدينة الحسكة بمبلغ يقدر ب 35 ألف ليرة سورية، لافتاً إلى أن سعر مثل هذا المنزل كان قرابة 15 ألف في السابق”، واصفاً هذا بالـ (استغلال).

ويُضيف محمد قائلاً: “بحثتُ كثيراً عن منزلٍ للايجار ووجدت منزل ولكن إيجاره غالي أكثر من المنزل الحالي، وبرغم أن الحالي لا يتّسع لعائلتي لكن سأقضي الوقت فيه، فأنا أبحث منذ أسبوع هنا في الحسكة ولا أجد فرصة عمل”.

مواطنون يفتَحون منازلهم للنازحين

ويقول “خليل حاجو” من ريف ديريك/ المالكية ويسكن في إقليم كردستان العراق بأن لديه منزل في قرية كيشكي، التابعة لبلدة كركي لكي، وهو فارغ، وقد فتحه لعائلةٍ نازحة من سري كانيه لتُقيم فيه دون مقابل، كمساعدةٍ لهم في هذه الظروف الصعبة التي يمرون بها، بعد نزوحهم من منطِقتهم”.

مكتب عقاري: هناك فئة صغيرة من “الانتهازيين” ولا تتم كل عقود الإيجار عن طريق المكاتب

من جانب آخر يذكر “أبو هوزان”، اللقب الذي أراده، وهو صاحب مكتب عقاري بمدينة الحسكة، أن المنطقة كانت قد استقبلت في أوقات سابقة نازحين من بقية المناطق السورية التي شهدت أعمال عسكرية، لافتاً إلى أن “الإيجارات كانت ولاتزال تتراوح ما بين 25 إلى 35 ألف”.

ويُشير “أبو هوزان” إلى فتح بعض الأهالي منازلهم للنازحين، لكن في الوقت ذاته يتحدث أن هناك القليل من الناس ممن استغلوا الفرصة وتحكموا بالأسعار! (..) لافتاً إلى أنه “لا تتم كل العقود عن طريق المكاتب، فبعضها تكون عن طريق الكومينات”، وطلب من جميع المكاتب العقارية والأهالي إلى التعاون مع النازحين من سري كانيه وتل أبيض “في هذا الوقت العصيب”.

وفيما يبدو أن أسعار العقارات لاسيما استئجار المنازل قد شهدت ارتفاعاً في الآونة الأخيرة بمناطق الجزيرة وكوباني، بحكم زيادة الطلب عليها، مع توافد أعداد كبيرة من النازحين من مناطق سري كانيه وتل أبيض، وقبلها نزوح من منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة تركيا وفصائل المعارضة السورية التابعة لها منذ آذار 2018، من جهة، واستغلال الظروف الاستثنائية الحالية للنازحين، بهدف تحقيق أرباح مادية من جهة أخرى، أدى بالعديد من العوائل، يرى “أبو هوزان” ضرورة أن يتم مراعاة ظروف الأهالي النازحين الصعبة، وأن يتم منحهم منازل بأسعار تراعي الواقع دون استغلال.

وفي وقت يستغل البعض الظروف الصعبة للنازحين، لا بد من الإشارة إلى الجهود المَبذولة من أجل تخفيف محنتهم من قبل بعض الأهالي لا سيما المقيمين في الخارج، بفتح أبواب منازلهم للنازحين للإقامة فيها دون مقابل كان ظاهرًا في مناطق مختلفة.

التحقيق من إعداد الصحافي: زانا إبراهيم لصالح شبكة آسو الإخبارية
الصورة من مدينة عامودا بعدسة نجبير حسين