أخبار وتقارير
تحذيرات من تعرض المواقع الأثرية في الشمال السوري للتخريب والتدمير
آسو-لورين صبري
حذرت هيئة الثقافة والفن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بيان أصدرته أن العديد من المواقع الاثرية الواقعة بالقرب من الحدود السورية_التركية بدءًًا من نهر دجلة ووصولًا حتى نهر الفرات (وآثار سري كانيه وتل حلف) من بينها 22 موقعا تم إدراجها ضمن قائمة خاصة بالمواقع المهمة جدا، تتعرض للتعديات والتجاوزات بسبب التدخل العسكري التركي في الأراضي السورية.
وبحسب مديرية الآثار في شمال وشرق سوريا، تعرضت كل من المواقع الأثرية التالية للقصف: تل الجارودية، وقصر ديب، وديرونا قلنكا، وتل جيهان، وتل زيوان، وعتبة، وبيركنيس، وجطلة، وحمدون، وليلون، والأوشرية، وتل أرقم، وتل حاجب وغيرها من الموقع الأخرى الواقعة على الشريط الحدودي، إضافة لموقع تل حلف وتل الفخيرية وتل علوك وتل أبيض للقصف المدفعي التركي.
وأوضح “رستم عبدو” نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الثقافة والفن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لشبكة آسو الإخبارية، أن قصف تركيا لكامل الشريط الحدودي الذي تنتشر فيه مواقع أثرية كتل حلف وتل شعير وتل فخيرية وتل ليلون وتل شيوخ تحتاني وتل شيوخ فوقاني والأوشرية وحلونجي قد تؤدي إلى تدميرها وأن عمليات النهب للقى الأثرية من قبل أي جهة كانت هي بمثابة جريمة حرب.
وكانت الآثار السورية قد تعرضت خلال سنوات الحرب التي عصفت بها لنهب العديد من القطع الأثرية التي تجسد هوية السوريين وتاريخهم والتي تعتبر ثروة لهم.
وتعرضت الآثار السورية في مناطق شمال سوريا للنهب أيضا عندما كانت خاضعة لتنظيم داعش.
وذكرت المصادر لشبكة آسو الإخبارية، أن الاحتلال التركي عمد منذ الأيام الأولى إلى ضرب التراث الثقافي والحضاري في المنطقة بقصف ومحاولة تدمير المواقع التاريخية والأثرية مما يهدد بإفقار المنطقة وحرمانها من مواقعها الأثرية والسياحية.
وجدير بالذكر أن سري كانيه/رأس العين والقرى التابعة لها تمتلك مواقع أثرية تتمتع بشهرة عالمية كتل حلف وتل الفخيرية والتي سبق وإن عملت فيهما بعثات ألمانية.
وتخشى هيئة الثقافة من تعرض هذه المواقع، لا سيما المنقبة، سابقة للتنقيب السري إضافة إلى الخشية من تعرض بعضها للتخريب إذا استخدمت كمقرات عسكرية كما حصل لبعض المواقع الأثرية في عفرين كجنديرس.
ونوه “عبدو” إلى أنه يوجد داخل المناطق التي تسيطر عليها الدولة التركية والفصائل الموالية لها مواقع عملت فيها البعثات السورية تنقيبات في أوقات سابقة كتل أبيض، وحلف، وفخيرية، وخويرة، وخراب سيار، والفار، وحمام تركمان، ومدينة الفار، إضافة لمواقع أخرى خضعت لمسوحات أثرية من قبل هذه البعثات.
وأشار “عبدو” إلى أن حماية هذه الآثار هي مسؤولية كافة الجهات والمؤسسات المعنية الدولية والمحلية المختصة بحماية التراث وطالب البعثات والجامعات التي عملت في هذه المواقع خلال مواسم تنقيب سابقة التدخل أن تقوم بالجهد الكافي لحماية هذه المواقع من التعديات التي قد تحصل لها، كما حصل في مناطق أخرى في سوريا كتدمر وعفرين وادلب، وإيقاف الخسارة للسوريين وللعالم، مؤكدا أن الهدم الثقافي والتاريخي يعتبر عالميا بمثابة جريمة حرب تحاسب عليها الدولة المتعدية.