Connect with us

أخبار وتقارير

رحلة نزوح طفل من سري كانيه تجعله يصل لمركز إيواء على عكازة

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-لورين صبري

جالساً على مقعد في باحة لإحدى مدارس مدينة قامشلو/القامشلي، ومتكئاً على عكازة جديدة، يروي محمد الهلال (11 عاماً) حكاية سيره على الأقدام لساعات طويلة من مدينته سري كانيه/ رأس العين في رحلة نزوحٍ أليمة، عايشها مئات الآلاف من سكانها.

“الطريق كان شاقاً، تعثرت بصخرة مركونة على الحافة، وسقطتُ وكسرت قدمي فحملني أبي بقية الطريق على ظهره إلى أن وصلنا إلى تل تمر، وهناك قام الأطباء بتجبير ساقي المكسورة ولكن التجبير لم يكن صحيحاً، فأعادوا مرة أخرى تجبير قدمي والآن أمشي بواسطة عكازة.”

حصل هذا حين بدأ العدوان التركي برفقة فصائل مسلحة موالية له على مدينتي سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض في التاسع من شهر تشرين الأول.

يقول محمد، سمعت جدي يقول لأبي بصوت خافت كيلا نسمع نحن الصغار على حد قوله “إنه الطوفان يا بني سيأخذ الأخضر واليابس”.

وسجّلت الإحصائيات الصادرة من الإدارة الذاتية نزوح ما يقارب 250 ألف شخص إلى المناطق الأكثر أمناً في الحسكة وقامشلو/القامشلي وديريك، إذ تستقبلهم مراكز إيواء هي مدارس تابعة للإدارة الذاتية.

لم يترك “محمد” مدرسته وراءه فقط، بل زملاؤه وذكريات المكان التي لا ينساها وهو يتأمل العودة في أقرب وقت لمدينته.

ورغم معاناته، ومشاهد الهلع والرعب التي عايشها، تبددت مخاوف “محمد” رويداً رويداً حين التقى بصديقه وزميله في المدرسة.

تغمر الفرحة أسارير “محمد” بعد أن يرى صديقه “عمر” وهو يخرج من إحدى قاعات مدرسة اللواء (وهو مركز إيواء النازحين حالياً).

محمد وعمر كانا يدرسان في الصف السادس الابتدائي في مدرسة “خضر دريعي” في سري كانيه.
يشكِّل “محمد” مثالاُ لمعاناة الآلاف من الأطفال الذين اضطروا للفرار من الحرب مع عوائل هم، ورغم مرارة النزوح، يبقى الأمل بالعودة ومتابعة الدراسة هاجساً لديه ولدى صديقه “عمر”.

رافضاً الذهاب إلى المخيم يقول “محمد”، نجونا من موتٍ مؤكّد، لا نعلم ما تخفيه لنا قادم الأيام، وأنا الآن مع “عمر” وهذا يكفي.