Connect with us

مواطن وعدالة

حرقوا منزلها وذكريات أولادها وهي مهجرة قسرًا…

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-شيرين تمو

عاشت “كوثر” مع زوجها وأطفالها بمنزلهم بمدينة سري كانيه/ رأس العين، حياةً طبيعية، آمنة وهادئة ومستقرة لحد ما، في الظروف التي تمر بها البلاد، ذلك قبل أن تتحول حياتهم لجحيم منذ تاريخ 09 تشرين الأول 2019.

في التاسع من تشرين الأول 2019 بدأ #العدوان_التركي بشن هجمات جوية على مدينة سري كانيه / رأس العين، ثم اتبعها هجوم بري عبر جيش الاحتلال التركي وفصائل المعارضة السورية المسلحة المدعومة من المحتل، في الوقت الذي اضطر الأهالي للنزوح القسري من المدينة هربًا من الموت.

في ذاك اليوم احتار أهالي المدينة أين يمكن أن يصلوا، بحثًا عن مكان آمن وهربًا من الموت، تقول “كوثر” 23 سنة من سكان سري كانيه، ومقيمة حاليًا بكوباني، “كان الناس يخرجون أفواجًا هربًا من الموت القادم”.

لم تعد الحياة ممكنة كما كانت تعيش كوثر وعائلتها، “اضطررنا للخروج من المدينة على عجالة ولننقذ أطفالنا حين كانت تنهال قذائف العدوان التركي على المدينة”.

لم تستطع العائلة بكاملها الوصول لكوباني، حيث الوجهة الجديدة للنزوح والهجرة القسرية على يد المحتل التركي، فقد بقي زوح “كوثر” بالحسكة وهي والأولاد وصلوا إلى ريف كوباني “لقد بقي زوجي هناك ولم يعد قادرًا على الوصول لريف كوباني، الظروف صعبة، لا أعلم ما استطيع القيام به أنا والأطفال بعد فقداننا لمدينتنا وغياب والدهم”.

تعاني “كوثر” من صعوبة اقناع أطفالها بالمكان الجديد “الأطفال يستذكرون ذكرياتهم بسري كانيه، يسألون متى العودة!، يحدثون بعضعهم البعض عن ألعابهم، عن رفاقهم”.

حصلت” كوثر” على أخبار سيئة عن منزلها فقد أخبروها أن منزلها احترق من قبل الفصائل.

تتألم كوثر كثيرًا لعدم القدرة على العودة لسري كانيه، حالها مثل حال غالبية أهل المدينة الذين هجروا قسرًا من أرضهم، ولا يستطيعون العودة إليها بسبب الانتهاكات التي تقوم بها فصائل المعارضة السورية المسلحة.

وتقول “كوثر” لقد حاول زوجي العودة لكن هذا صعب، يقومون باعتقال كل كردي وكل عربي ومن مكونات أخرى مطلوب لديهم، لقد قاموا بسرقة وسلب ونهب أملاك المدينة، إنهم يريدون عودة الناس كي يقوموا باختطافهم”.

لدى” كوثر” ثلاثة أطفال، تتأثر عندما تتذكر منزلها وذكريات أطفالها، لكنها تقول إن الهرب كان بحثًا عن الأمان لهم “لقد شاهدنا كيف يقتلون وكيف يحرقون المنازل ويقصفون المدينة دون رحمة، كانت القذائف تستهدف المدينة فتدمر كل شيء”.

” كوثر” كما أهالي المدينة اليوم يعيشون غربة عن مدينتهم، مهجرون ينتظرون العودة، لا أحد يعود لأفعال الفصائل يبقى لديهم أمل أن تنصفهم الظروف فيعودوا لأرضهم.