Connect with us

أخبار وتقارير

السيارات جزء من متاع النزوح ومغامرة في الشراء

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو-شيرين تمو

تأثرت الحركة التجارية كغيرها من القطاعات في كوباني مع الغزو التركي على مناطق شمال شرق سوريا، وأعاقت حركة بيع وشراء السيارات بشكل شبه تام، بسبب تخّوف الناس من نزوح محتمل نتيجة التهديدات التركية للمدينة، وارتفاع قيمة الدولار.

ويمتنع الناس عن شراء الكماليات في ظروف الحرب، وتُعتبر السيارات إحدى تلك الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها في هكذا ظروف رغم ضرورتها في الكثير من المواقع التي تضع حياة الناس على صفيح من النار أثناء الحروب، فهي وسيلة النقل الوحيدة التي يتحرك بها الناس في حملات النزوح.

يوضّح “شمس الدين خليل” (37 عام) لشبكة آسو الإخبارية، أن السيارة كانت أحوج بالنسبة لهم أيام النزوح من كوباني مع بدء الغزو التركي على مدينتي سري كانيه / رأس العين وتل أبيض، من الخبز والماء، ففي الليلة التي شهدت قصف عنيف من العدوان التركي على جبل مشتنور، لم يكن لدى المدنيين خيار إلا الخروج من المدينة”.
ويتابع” رغم أن القليل من الناس يبيعون ما يمكن الاستغناء عنه من ممتلكاتهم في ظروف الحرب تحسباً لأي طارئ، إلا أني أرى أن السيارة في مثل هذه الظروف أهم من أي ممتلك آخر”.

في حين يرى البعض الآخر من الناس أن السيارات قد تصبح عبئاً عليهم أثناء النزوح فلا يمكن بيعها ولا عبورها من الحدود إن هاجمت الدولة التركية مناطقهم، وهذا ما أوضحه “أحمد حسين” (42 عام) بأنه كان ينوي شراء سيارة لعائلته المؤلفة من أربعة أشخاص بعد أن جمع ثمنها من تعب السنوات في عمله بمصلحة الكهرباء، لكنه صرف النظر عن الفكرة بسبب الحرب، “السيارة ضرورية للترويح عن النفس من ضغوطات الحياة”.

ورغم تأثر جميع قطاعات الحياة بظروف الحرب تبقى حركة بيع وشراء السيارات أكثر تضررا مع توقفها بشكل شبه تام، فأصحاب مكاتب السيارات أصبحوا لا يترددون على مكاتبهم إلا نادرا، حيث قال “محمد سلو ” صاحب مكتب بيع وشراء السيارات، لشبكة آسو الإخبارية، “خسارتنا كانت كبيرة مع توقف حركة بيع وشراء السيارات فالكثير من أصحاب المكاتب لا يترددون على مكاتبهم إلا لتفقدها نتيجة شلل حركة البيع والشراء”.

ويبين سلو أن مديرية المواصلات في شمال شرق سوريا قد أوقفت تراخيص السيارات ذوات تواريخ أقدم من 2012 منذ ثمانية سنوات، وهذا عامل إضافي لتوقف حركة بيع وشراء السيارات، إذ أن الناس لا يرغبون بشراء سيارات غير مجمركة.
مضيفاً، “كانت السيارات الأوروبية تدخل عبر الأراضي التركية إلى مناطقنا عبر مدينة جرابلس وكنا نقوم بترخيصها من مديرية المواصلات التابعة للإدارة الذاتية وثم بيعها”. مبينًا أن ارتفاع قيمة الدولار أيضا كان عاملا سلبيا مساعداً في توقف حركة بيع وشراء السيارات”.

يُذكر أنه يوجد في مقاطعة كوباني مجمع للسيارات في قرية كولمت جنوب المدينة التي تضم 96 مكتبا للسيارات، معظم أصحابها يبحثون عن مصدر آخر لرزقهم بعد التوقف شبه التام لحركة بيع وشراء السيارات إثر الهجوم التركي على مناطق شمال السوري وتهديد أمنها واستقرارها، وأصحاب المكاتب يناشدون مديرية المواصلات للسماح بترخيص جميع السيارات التي قد تنقذ عملهم وأرزاقهم.