أخبار وتقارير
ارتفاع حاد بأسعار الصرف في سوق العملات ومراكز الصرافة تتوقف عن التداول في منبج
آسو-أحمد دملخي
شهد الأربعاء 15/01/2020 ارتفاع كبير في أسعار العملات الأجنبية والذهب ضمن الأسواق بمدينة منبج مما تسبب توقف معظم محال ومراكز الصرافة عن تداول العملات، فقد وصل سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية إلى 1100 ل.س خلال منتصف اليوم مع توقف المراكز الخاصة بالصرافة عن التداول.
وفي لقاء خاص لشبكة أسو الاخبارية مع أحد الصرافين في السوق الرئيسي لمدينة منبج، قال، الوضع كارثي مع استمرار ارتفاع السعر بصرف العملات وهبوط الليرة السورية، فكثير من المواد الأساسية خاصة الغذائية تتوقف أسعارها اليوم في السوق على أسعار الصرف، وهذا الارتفاع الحاد سبّّب أزمة كبيرة، ومن ناحية الأهالي فعدد كبير منهم اليوم أصبح عمله شبه متوقف ويأمن قوت يومه بشق الأنفس”.
وحسب الصراف، فإن ارتفاع سعر صرف الدولار وهبوط الليرة السورية يعود إلى العقوبات الاقتصادية التي فرضت على الحكومة السورية، وأبرزها قانون قيصر الذي بدأت نتائجه تظهر على الأهالي بشكل أساسي قبل ظهورها على الحكومة السورية، وإذا لم يتم إيجاد حل مناسب خلال الأسبوع القادم سيكون الوضع مأساوياً جداً على كل الأهالي في سوريا وليس فقط في منبج”.
” حميد العوني” أحد الصرافين قال لشبكة أسو الإخبارية، “كنا في الفترات السابقة ننتظر جلسات التدخل التي يقوم بها المركزي في منبج، وهذه الجلسات كانت تخفض سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الليرة السورية قرابة 50 ل.س عن سعر الأزمة أي أنه في حال كانت جلسة التدخل القادمة خلال يوم الخميس، سينخفض سعر صرف الدولار إلى 1050 ل.س لكل دولار واحد في أفضل الأحوال، لكن بوجود قانون قيصر فلا أظن أن المصرف المركزي سيكون قادرا على الوصول إلى تلك القيمة”.
” أبو محمد” أحد الأهالي الذين يشتكون من موضوع الصرافة اليوم يتحدث لشبكة آسو الإخبارية قائلا: “اليوم وصلتني حوالة من ابني في الخارج، وبعد استلامي لها تفاجأت بتوقف معظم الصرافين في السوق عن البيع والشراء، وكل هذا بسبب هبوط الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، وقد مررت على عدد كبير من محال ومراكز الصرافة في السوق المسقوف خلال ساعات الظهيرة على أمل أن أصرف المبلغ المحول –وهو مبلغ بسيط 200$ فقط– لكن دون جدوى، حتى تمكنت من صرف المبلغ بالليرة السورية في النهاية لدى أحد الصرافين الذين احترموا كبر سني وقدروا حاجتي للمبلغ المالي”.
ويضيف أبو محمد، “اليوم يعتمد الأهالي على الحوالات المالية في المعيشة في ظل الأوضاع الراهن، ففي كل منزل تقريباً أحد الشباب متواجد في الخارج يعمل إما في لبنان، أو الأردن، أو كردستان العراق، أو تركيا، أو أوروبا… إلخ، وأنا لدي شاب أيضاً، حالياً أتمنى لو كان كل أبنائي الشباب في الخارج حتى نتمكن من العيش في هذه الظروف”.
يعتبر سعر اليوم في صرف العملات الأعلى تسجيلاً خلال الأزمة السورية منذ تسع سنوات، وحسب معظم مراكز الصرافة أن قانون قيصر نتج عنه هبوط مدوي لليرة السورية، وقد كان الأثر كبير في كل المجالات وأكثر المتضررين هم الأهالي في الدرجة الأولى، ومع توقف عدد كبير من مراكز ومحال الصرافة عن التداول اليوم زاد الطلب على العملات الأجنبية بشكل عام والدولار الأمريكي بشكل خاص مما يعزز ارتفاع الدولار أمام الليرة السورية.
ومع هذا الارتفاع الكبير يرتفع سعر كل المواد التي تباع في المدينة من مواد غذائية وأساسية وحتى أدوية طبية، مما يترك المواطن في حالة صعبة على الصعيد الاقتصادي، فكيف لأصحاب الدخل المحدود أن يستمروا في هذه الحياة في ظل هذه الأزمة الشديدة، وما هو مصير الأرامل والنساء الفاقدات للمعيل ضمن المدينة؟ أسئلة كثيرة من الصعب جداً إيجاد أجوبة لها في هذه الظروف.