أصوات نسائية
فكر حر وفعالية مجتمعية… بعيداً عن التطرف نشاط تفاعلي في مخيم الهول يهدف لتمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع
كانت المرأة ضحية من ضحايا داعش وأساليبه العنيفة المبنية على القتل والخوف والترهيب في التعامل، ما أدى إلى خلق مجتمع نسائي مضطهد ومهمش، مجتمع مسلوب منه الحقوق والحريات.
وبهدف تمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع، والعودة بها للحياة الطبيعية التشاركية، نظمت مؤسسة تاء مربوطة بالشراكة مع وقف المرأة الحرة في سوريا، نشاطاً خاصاً بالنساء في “مخيم الهول”، على مدى ثلاثة أيام متواصلة، تضمن عناوين نابذة للأفكار المتطرفة التي زرعها داعش خلال السنوات السابقة.
بدأ النشاط يوم الإثنين 13 كانون الثاني، واستمر لمدة ثلاثة أيام متواصلة، استهدف أكثر من 27 امرأة من جنسيات مختلفة بين لاجئات ونازحات تقطن ضمن “مخيم الهول”، تراوحت أعمارهن بين الـ 20 والـ 40 عاماً.
وقالت “ميساء حسين” مديرة مشروع تاء مربوطة، إن هناك حاجة ماسة للخروج بالنساء في مخيم الهول من أجواء قاسية عاشوها لسنوات عدة وما يزال تأثيرها موجود في أذهانهن حتى اللحظة، إلى أجواء تنعم بالحياة الطبيعية والاجتماعية بعض الشيء، وهذا ما يتم التركيز عليه من قبل مؤسستنا ضمن نشاطاتنا داخل مخيم الهول، لكي نكون مساهمين في تغيير بينة الأفكار المتطرفة من أذهان النساء، وذلك كدعم نفسي ومعنوي لهن”.
وقالت “عبير محمد” المنسقة في مؤسسة تاء مربوطة والمسؤولة المكلفة بتنظيم النشاطات المشتركة بين تاء مربوطة ووقف المرأة الحرة ضمن مخيم الهول، يعتبر هذا النشاط هو الثاني من نوعه للمؤسسة داخل المخيم، فقد كان النشاط السابق في الأسبوع الماضي إنما لنساء أخريات، والهدف من تكرار نفس النشاط هو استهداف أكبر عدد ممكن من النساء، بغض النظر إن كنّ نازحات أو لاجئات.
وتضيف محمد بالقول، “علينا جميعاً أن نعمل سويةً لإعادة دمج المرأة مع المحيط وتفعيل دورها على جميع الأصعدة والميادين، إن كانت داخل المخيم أو خارجه، ولتكن لنا بصمة في جعلها صاحبة قرار”.
وعن مضمون النشاط، تبين “بشرى حامد” منسقة العمل في فريق تاء مربوطة، أن برنامج النشاط هو ذاته كما جرى في الأسبوع الماضي، من حيث تنوع الأفكار والعناوين بين عرض أفلام وثائقية قصيرة عن المرأة من إنتاج “هيئة الأمم المتحدة للمرأة”، وبين فقرات متعلقة بالرسم للتعبير عن شخصياتهن وإظهار ما بداخلهن من مشاعر، إضافة إلى جلسات حوارية تخص العادات والتقاليد والتراث اللا مادي.
وبينت حامد، أن النقاشات ضمن فقرات برنامج النشاط من قبل النساء تدل على مدى رغبتهن بالخروج من الدائرة التي وُضعن بها بالإجبار من قبل داعش، دائرة التشدد والمحاسبة والخوف من كل شيء.
وقالت “ياسمين عثمان” إدارية في وقف المرأة الحرة في سوريا، إن النساء أبدين مشاركة جميلة خلال أيام النشاط وبفعالية كبيرة، إذ نسعى دائماً لرسم البسمة على وجوههن بعيداً عن ما عاشوه في الماضي، على أمل أن تعيش تلك النسوة مع أطفالهن بأمن وسلام واستقرار، متغلبين على جميع المخاوف والتحديات.
وأردفت عثمان، أن النشاط لاقى ترحيباً كبيراً من قبل النساء للمرة الثانية في المخيم، كانت هناك أفكاراً بناءة ومحورية، إضافة إلى نقاشاتٍ فعالة دامت لساعات، وقد عملنا جميعاً على اتمام عمل النشاط بنجاح، وإيصال رسالة الحب والسلام لهن، من أجل القيام بانطلاقة جديدة بحياتهن.
وبدورهن النساء المشاركات في النشاط، شكرن فريق العمل في تاء مربوطة ووقف المرأة ، على هذه المبادرة القيّمة، معبرين عن مدى سعادتهن للانضمام بمثل هذه النشاطات.
حيث تقول إحدى المشاركات: نتمنى تكرار النشاط في الأيام القادمة، وتضيف أخرى، هذه هي المرة الأولى التي أحضر بها نشاط ممتع ومفيد ومسلي بسبب التنوع بفقراته التي تحفز على العمل الجماعي والروح المرحة والاعتماد على النفس، والتحلي بالصبر والإرادة وقوة الشخصية لتحقيق أهدافها في الحياة.
وأوضحت إحداهن أن التنوع بالفقرات كان الشيء الذي يميز النشاط، حيث يعتبر نشاط مفيد ومسلي في آن واحد.
هذا النشاط الخاص بالنساء هو لإنعاش الصورة الطبيعية التي يجب أن تتحلى بها النساء ضمن المخيم، بعيداً عن الفكر المتطرف والمتشدد، ويذكر أن النشاط الأول أقيم بتاريخ الـ 7/8/9 من هذا الشهر وتكرر بتاريخ الـ 13/14/15 من الشهر ذاته.