Connect with us

أخبار وتقارير

ما معنا ولا ليرة… “الدولار هد حيلنا”… ضيق العيش والغلاء الفاحش أثقل كاهل الشعب

نشر

قبل

-
حجم الخط:

آسو- مراسلون
(قامشلو\ القامشلي- ديريك\ المالكية- عامودا – الشدادي)

أثقلت سنوات الحرب كاهل الأهالي في سوريا ككل، وفي روج آفا\ شمال شرق سوريا بشكل خاص، واليوم في ظل أزمة قيمة الليرة السورية أمام سعر الدولار، تتأثر المنطقة، يتزامن مع سخط من المواقع ومحاولة المشاركة في حملة “ليرتنا عزتنا” في بحث عن أمل عودة لاستقرار الليرة كي يتم إعادة سعر المنتجات المستهلكة من قبل الأهالي في الحياة اليومية.

شبكة آسو الإخبارية حاولت استطلاع آراء الناس في الموضوع، والبحث عن أناس في الأساس لا زالوا يعملون في مؤسسات الدولة، وأيضًا يعتمدون في حياتهم على العملة المحلية، استطعنا الوصول لحقيقة واقع ما يعيشه هؤلاء لكن الجميع طالب أن يتم إخفاء إسمهم الحقيقي.

إخفاء الاسم هو نوع من الخوف وحرص من الأهالي على عدم الاقتراب مما يساهم بالمضرة بحياتهم ويعرضهم للخطر، من هنا احترمت الشبكة رؤى الناس ومطلبها ونقدم الأسماء بشكل وهمي.

مع حلول عام الـ 2020، تجاوز صرف سعر الدولار مقابل الليرة السورية حدود الألف ليرة للدولار الواحد وصل إلى 1200 ليرة سورية سعر كل دولار، على إثرها تحول الوضع المعيشي في سوريا عامة وفي مناطق شمال وشرق سوريا، إلى أزمة اخترقت الصميم بغلاء فاحش للأسعار، أثقلت كاهل الشعب بشكل لا يوصف، ووصل بها الحال إلى حدٍ لا يطاق.

وكنتيجة لهذ الوضع المزري، تم إطلاق حملة “ليرتنا عزتنا” في معظم المناطق السورية، من أجل تعزيز العملة السورية وإعادة قيمتها نوعاً ما إلى حدٍ مقبول، إذ يقوم البائع من خلال هذه الحملة، ببيع المنتجات بليرة واحدة فقط مهما كانت (على أن تكون العملة حصراً من فئة الليرة النقدية).

ساهم الكثير من التجار وأصحاب المحال ببيع منتجاتهم بليرة واحدة فقط، وأصبح هذا المشهد في محافظات سورية مختلفة، يتصدر العناوين الأولى في وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت بذلك “الليرة” حديث الساعة لكافة المواطنين، إلا أن كثير من المنشورات كانت عبارة عن حملة دعائية للمحال التجارية والبضاعة التي فيها، بحجة عروض لدعم الليرة، وذلك على حساب مشاعر المواطن، فمن يأبه لذلك؟

آراء الناس وصدى صوتهم… (اتركها على الله)

في الاستطلاع الذي أجريناه في شبكة آسو الإخبارية، عبر الكثير من الأهالي عن استياء الحال في الآونة الأخيرة، وخاصة على الموظفين الذين يتقاضون الرواتب بالعملة السورية، أما “الليرة” فكان لها حديثٌ آخر.

يقول مواطن من مدينة ديريك/المالكية لشبكة آسو الإخبارية “أنا موظف، لا يتجاوز راتبي الـ 80 ألف ليرة سورية، ومع هذا الغلاء غير الطبيعي، لا يبق من راتبي شيء بعد 10 الشهر، أما عن كيفية إكمال الـ 20 يوم الباقية من الشهر، فلا تسأل”، واصفاً الحال بتعبير (اتركها على الله أحسن شي).

يقول “محمد” مدينة قامشلو / القامشلي إن “معظم الإعلانات التي ينشرها الباعة على صفحات الفيس بوك بخصوص البيع بليرة واحدة (كذبة)، أنا شخصياً معي (ليرات) وشاهدت العديد من تلك الإعلانات، منها الموبايلات ومنها الذهب وغيرها من المواد الكهربائية أو الأدوات المنزلية، وعندما نزلت للسوق لأشتري، يقول لي البائع إن العرض انتهى، علماً أنه لا يوجد فرق كبير بين توقيت نشر المنتج أو البضاعة على صفحة الفيس بوك وبين وصولي المحل”.

“سمير” من مدينة قامشلو يذكر لشبكة آسو الإخبارية إنه ذهب إلى البنك التجاري ليستبدل بعض النقود بالليرات، كي يستطيع شراء بعض المواد بحسب ما تنشره صفحات التواصل الاجتماعي، “الموظفون هناك قاموا بالضحك كثيراً وقالوا لي، لو يوجد بالبنك ليرات نقدية لكنا نحن استخدمناها من أجل أن نشتري”.

ونقل سمير عن شخص آخر من مدينة الحسكة قائلًا: “إذا البنوك بحد ذاتها لا يوجد فيها عمل نقدية من فئة الليرة فمن أين سنجلب هذه الليرة والتي تُعتبر من القطع الأثرية بالنسبة للمنطقة ومع ذلك لربما يكون هذا الموضوع (منفذ للشعب، بلكي نرتاح شوي بعد ما هد حيلنا الدولار)”.

“كل تلك الشائعات والإعلانات، هي مجرد دعاية للمحال التجارية لا أكثر، من الممكن أن يبيع بائع الخضرة أو الفاكهة أو بائع الخبز بضاعته بليرة واحدة، ممكن أن يحصل ذلك وليس أكيد، وقد حصل على ما أظن لبعض الوقت فقط في عدد من المناطق، أما أن ترى على صفحات الفيس بوك غرام الذهب بليرة واحدة، وموبايل أيفون بليرة واحدة، وغيرها الكثير من المواد الكهربائية من غسالات وبرادات، كل هذه الكلام لم نراه يُطبق على أرض الواقع ولن يُطبق على الإطلاق، في حين عندما تذهب إلى المحل نفسه الذي عرض منتجاته بليرة واحدة، يقول لك انتهى العرض، وفي الحقيقة لم يكن عرضاً أساساً وهو يكذب”، على حد قول “علي” شاب من مدينة عامودا

آراء بعض التجار وأصحاب المحال…

“خليل” من قامشلو يبيع المواد الغذائية، في دعمه لليرة السورية يقول لشبكة آسو الإخبارية إنه “دعماً لليرة السورية ساهمت ببيع الخبز في محلي بليرة واحدة وذلك كمساهمة رمزية صغيرة تجاه البلد وهذا ما أستطيع فعله كمواطن”، مضيفاً بالقول، “ولو يطلع بأيدي رح أبيع كلشي بليرة بس الحال من بعضو”.
حال خليل مثل حال كثير من الأهالي الذين لا يصطفون لجانب أحد في هذه الحرب لكن يودون أن يعيشوا في أمان وأن يكون هناك ظرف اقتصادي جيد.

“نبيل(قصاب) في قامشلو يتحدث لشبكة آسو الإخبارية، بأنه باع كيلوغرام واحد فقط من اللحمة بليرة سورية “هناك من باع نصف كيلو غرام من اللحمة بليرة وصراحةً هذا كان عرض ليوم واحد فقط ومن المحتمل أن يُفتح المجال مرة ثانية والله أعلم لكن هذه قدرتنا حقيقة”.

في السياق يقول “عزيز” تاجر من مدينة الحسكة إنه لا يستطيع أن يقوم بعرض بضاعته بليرة واحدة، “أنا أحب الوطن وأتمنى أن تعود عملتنا السورية كما كانت لكن ما يحصل ليس بحل وإن فعلت ذلك سأتسبب بخسارة كبيرة في تجارتي وخاصة أن معي شريك”.

ما في عاقل يعملها ولا مجنون بيعملها…

وعند سؤال شبكة آسو الإخبارية لأحد أصحاب محال بيع وتصليح الموبايلات في قامشلو، ممن نشر على صفحة محله على الفايس فوك عن مشاركته بالحملة وبيع أجهزة مقابل ليرة سورية واحدة فقال، “لقد عرضت بيع أجهزة بليرة سورية كدعم لـ (ليرتنا عزتنا)، وبالفعل قمت ببيع بعض الأجهزة من نوع سامسونغ j3، لكن هذا العرض سرعان ما انتهى لأن الأجهزة كانت محدودة جداً”.

ولم يتسن لنا القدرة على تأكيد عدد الهواتف التي بيعت، كما لم نستطع الوصول لأهالي حصلوا على الهاتف المحمول مقابل ليرة سورية.

وفي أخذ آراء بعض صاغة الذهب عما يُعرض على صفحات الفيس بوك في دعاية بيع الذهب مقابل الليرة السورية الواحدة، أكد الذين تواصلت شبكة آسو الإخبارية معهم على أن الحديث عن بيع الذهب مقابل الليرة الواحدة هو دعائي وغير دقيق “الكلام عارٍ عن الصحة وكيف لسعر الغرام الواحد من 38 ألف ليرة سورية أن يباع بليرة واحدة”، وقال أحدهم “ما في عاقل يعملها وحتى المجنون ما يعملها كمان”.

بينما أحد الصاغة من مدينة الشدادي كان قد أكد لشبكة آسو الإخبارية، أنه بالفعل أعلن عن دعمه لليرة السورية وقدم عرضاً الغرام من الذهب ب ليرة سورية لفترة محدودة فقط (لكن لم يتسن لنا معرفة إن قام الصائغ ببيع الذهب أم لا مقابل الليرة السورية الواحدة)”.

يذكر أن حملة “ليرتنا عزتنا” أطلقت قبل أيام على مواقع التواصل الاجتماعي ولاقت ردود فعل قوية من قبل الناس، متأملين أن تكون هذه الحملة هي المخرج الأساسي من الغلاء المعيشي، في الوقت الذي يرى خبراء اقتصاديين أن أزمة سورية أعقد من أن يتم حلها بحملة شعبية كهذه.

*’الصورة من النت