أخبار وتقارير
المعارضة السورية التي وعدت السوريين بحقبة أفضل.. تستولي على منزل صحفي كردي للمرة الثانية وتحول دار العائلة المسلوب قسرًا إلى معهد لتحفيظ القرآن
آسو- آريا حاجي
لم يكن الخبر الذي وصل إلى عائلة الصحفي الكردي السوري “محي الدين عيسو”، حول منزلهم في مدينة رأس العين / سري كانيه، هذه المرة كما سابقها، فهذه المرة سيكون الخبر فيديو تتداوله وسيلة إعلام داعمة لفصائل المعارضة السورية والسياسة التركية في احتلال مدن سورية، يظهر الاستيلاء على المنزل وتحويله لمعهد تحفيظ القرأن.
فيديو جديد نشرته وسيلة إعلام مدعومة من تركيا، ناطقة بالعربية، تظهر تجمهر بعض الناس حول والي ولاية أورفا التركية، ليحتفلوا بافتتاح مركز لتحفيظ القرآن في المدينة، في منزل عائلة الصحفي محي الدين عيسو، دون أخد الموافقة منهم، وحتى دون الاستئذان من أصحاب المنزل.
تعرف الصحفي محي الدين عيسو، الذي يدافع عن حقوق الإنسان ومعارض وصحفي في سوريا منذ نحو 20 عام، على منزله من خلال الفيديو المنشور، فيقول لشبكة آسو الإخبارية، عبر اتصال هاتفي، إن منزل عائلته تعرض للاستيلاء، من قبل فصائل المعارضة السورية المسلحة الموالية لتركيا، وللمرة الثانية.
وكانت فصائل المعارضة السورية، بدعم من الاحتلال التركي، قد قامت باحتلال مدينتي سري كانيه / رأس العين، وتل أبيض في شهر تشرين الأول لعام 2019.
وباركت المعارضة السورية السياسية ومنظمات مجتمع مدني الاحتلال، بل وقامت وسائل إعلام معارضة بدعم العملية التي سميت باسم “نبع السلام” آنذاك.
الاحتلال الأول لمنزل العائلة…
يقول محي الدين عيسو وهو يقيم في المانيا لشبكة آسو الإخبارية، إن مشهد الاستيلاء على المنزل قسرًا، دون وجود العائلة المهجرة قسرًا كان “قاسيًا”.
ويضيف عيسو بالقول إن هذه المرة الثانية التي يتم فيها احتلال المنزل، “احتلت جبهة النصرة المنزل المرة الأولى عام 2012 ولمدة ستة أشهر، حيث اضطر آنذاك أهلي للنزوح عن المدينة، وبعد تحرير المدينة من جبهة النصرة والجيش السوري الحر، عاد أهلي فكانت جميع ممتلكات وآثاث المنزل مسروقة من قبل الفصائل”.
محي الدين اضطر للسفر من سوريا بعد ملاحقة من الأمن عام 2012 على خلفية انتخابه في الهيئة الإدارية لرابطة الصحفيين السوريين المعارضة. وقام الجيش السوري الحر باحتلال منزله على خلفية ظهوره على قناة الجزيرة، وانتقاد دور المعارضة في الاستيلاء على المنازل والعمل على نزوح الأهالي من المدينة.
الاحتلال الثاني…
بتاريخ 23 حزيران 2020، ظهر منزل محي الدين في مقطع فيديو حيث يقوم والي ولاية أورفا التركية حاضرًا أمام جمهور وخلفه منزل عائلة محي الدين المؤلف من طابقين، للإعلان عن افتتاح معهد لتحفيظ القرأن.
بحسب محي الدين المنزل تم الاستيلاء عليه منذ نهاية عام 2019، حيث بدأ العمل لتجهيزه بتسجيل الأطفال لتحفيظ القرأن دون علم الأصحاب الأساسيين.
يقول محي الدين إن الأهالي الذين فروا من سري كانيه، لم يحملوا سوى مفاتيح منازلهم، تركوا كل شيء خلفهم، مؤكدًا أن الأمل بالعودة موجود “سنبقي المفاتيح معنا حتى حين تحرير المدينة وعودة الأهالي والسكان الأصليين إلى المدينة”.
وباحتلال تركيا لمدينة رأس العين قامت بتهجير أهلها، في إصرار على سياسة تغيير ديمغرافي في المدينة، وأضافت تركيا إليها بجلب مستوطنين من محافظات أخرى لتوطينهم في منازل المدنيين المهجرين.
يقول محي الدين عيسو إن منزل عائلته واحد من المئات من المنازل المستولى عليها في المدينة بالغصب من قبل فصائل المعارضة السورية، والقوى السياسية المعارضة المدعومة من الاحتلال التركي، مؤكدًا أن الانتهاكات تتكرر في المدينة وبشكل يومي بحق الأهالي وممتلكاتهم، وأخرها الاستيلاء على محاصيل المدنيين عنوة.
وكانت فصائل المعارضة السورية قد استولت على منازل عدة صحفيين آخرين في المدينة وهم المصور الصحفي رودي سعيد، والصحفي هيثم حجي والصحفي سردار ملادرويش.