أصوات نسائية
تاء مربوطة تبدأ بسلسلة ورشات مهنية لتمكين النساء في مخيم الهول
أطلقت مؤسسة تاء مربوطة، بالتعاون والشراكة مع وقف المرة الحرة في سوريا، سلسلة ورشات تنموية مهنية، لتدريب النساء وتمكينهن داخل مخيم الهول.
وتضمنت الورشات أعمال مهنية خاصة بـ (إعادة التدوير والأشغال اليدوية، وصوف وكروشيه، وشك خرز)، تقوم بإعطائها مجموعة من المتدربات ذوات الخبرة بالمجال.
في حين، استمرت الورشات لمدة ستة أيام، بحيث خُصص لكل ورشة يومين، شاركت فيها نساء متدربات من قاطني المخيم من النازحين واللاجئين، على أن يكون في كل ورشة عدد محدد من النساء، ويختلفن عن الورشات الأخرى.
يأتي ذلك، لتمكين المرأة وتفعيل دورها في المجتمع بشكلٍ واسع النطاق، الأمر الذي يُعد أحد الركائز الأساسية التي تعتمد عليها كلاً من مؤسسة تاء مربوطة ووقف المرأة الحرة، لضمان اعتماد النساء على الذات وزيادة فرص العمل والإنتاجية في حياتهن.
اتخذ الفريق كافة الإجراءات الوقائية، من ارتداء الكمامات والقفازات، إضافةً إلى التعقيم المستمر، قبل البدء بكل ورشة، مع توضيح شامل للنساء المشاركات، عن أهمية التباعد الاجتماعي ضمن النشاط، في خطوةٍ وقائية من فايروس كورونا.
وقامت المدربات ضمن كل ورشة بشرح أهمية الأعمال اليدوية، سواءً بإعادة التدوير أو بالصوف أو بشك الحرز، وكيفية الاستفادة منها في الأيام المقبلة كمشروع صغير يمكن الاعتماد عليه كمصدر للدخل.
وفيما يخص “إعادة التدوير والأشغال اليدوية”، كانت الورشة في اليوم الأول عبارة تدريب المشاركات عن إمكانية تشكيل (حامل فراشي أسنان)، من أدواتٍ بسيطة مثل (علب ماء فارغة، كرتون، قماش، ريبان، زينة).
أما اليوم الثاني المخصص للورشة كان عبارة عن إمكانية تشكيل (حقائب من بنطلون جينز قديم أو غير قابل للاستخدام)، مع تزيين الحقيبة بالخرز والريبان وبعض الزينة الأخرى.
وبالنسبة لـ “الصوف والكروشيه”، كانت الورشة خلال الأيام المخصصة لها، عبارة عن تعلم كيفية استخدام سنارة الصوف واستخدام السيخين، لتشكيل قطعة معينة من الصوف.
وفيما يخص “شك الخرز”، كان التدريب حول كيفية شك الخرز على قطعة قماش، إضافةً إلى تشكيل (بكلة شعر من خرز اللؤلؤ).
بعد شرح كيفية تطبيق كل مما سبق، تم تقسيم النساء المشاركات في التدريب إلى عدة مجموعة صغيرة، مع أخذ مبدأ التباعد الاجتماعي بعين الاعتبار، ومن ثم أشرفت المدربات على النساء مع إبداء الملاحظات لهن لتحسين وتطوير الذات، مع متابعة آلية التنفيذ لكل امرأة على حدا، لحين الانتهاء من الشكل المطلوب، وفي النهاية تم عرض الأشكال المنجزة على الجميع.
لاحظ الفريق أن المتدربات بشكل عام يحملن في داخلهن روح الإبداع وحب التعلم، بالإضافة إلى حب المشاركة والتعاون، مع استجابة وتفاعل كبير أثناء الورشات.
وبدورهن، عبرت النساء المشاركات عن مدى إعجابهن بالورشات وعن مدى الاستفادة التي تلقوها خلال أيام التدريب، إذ قالت “بيداء” (اسم مستعار)، “هذه الأيام من أجمل الأيام بالنسبة لي داخل المخيم، كانت لدي بعض المعلومات حول إعادة التدوير، أما الآن أملك معلومات كافية وأفكار رائعة يمكن تطبيقها في حياتنا اليومية”.
وقالت “سناء” (اسم مستعار)، “أنا عملت بالخرز منذ فترة طويلة، أستطيع العمل على العديد من الأشكال مثل (سلسال، وطوق، واسوارة، وخلخال..)، ومن خلال جلسات الورشات هذه، تعلمت بعض الأشياء الجميلة لبعض الأفكار والخطوات العملية، من المدربات ومن المشاركات أيضاً، وسأطبقها لأطور من نفسي”.
فيما قالت “نوار” (اسم مستعار)، “أحب عمل الصوف كثيراً، لكن هذه المهنة تتطلب الكثير من الوقت والمتابعة، ومع ذلك، إنني أراها متعة وإبداع على حد سواء”.
وأضافت “رشا” (اسم مستعار)، عندما تصبح لدينا خبرة كبيرة بمجال الصوف، سنعمل على تشكيل العديد من القطع والمواد، ونقوم بتوزيعها على الفريق لتبقى ذكرى لديكم، كلما ترونها تتذكروننا”.
إلى ذلك، طرح الفريق على النساء المشاركات، فكرة إعداد معرض في نهاية كل شهر من المشروع، لعرض الأعمال التي قامت بها المتدربات، بهدف تشجيعهن على الاستمرارية في التعلم والاستفادة من الجلسات باختلاف مضمونها، حيث لاقت الفكرة ترحيباً كبيراً، ووعدن بحضور المعرض، وجلب الأعمال التي يقمن بها أيضاً خارج أوقات التدريب.
تعتمد ورشات الأعمال المهنية على مناهج خاصة للتدريب، تقوم بها مدربات ذوات خبرة، لمنح النساء داخل مخيم الهول نوع من الحرفية والمهنية، وتفعيل دورهم ضمن حياتهن الخاصة في المستقبل مع الاعتماد على الذات، في حين، ستكون الورشات قائمة على مدار الأسبوع نحو مدى بعيد في الاستمرارية، ضمن برامج وخطط عمل مسبقة، حيث ستضم أكبر عدد من النساء المشاركات من جميع قطاعات المخيم للاستفادة من مضمون التدريب.