محليات
موسم “صناعة الشعيرية” يدق أبواب أهالي الدرباسية
آسو- برور ميدي
يرش “عبد الناصر قاسم” خيوط الشعيرية على حبال موزعة بشكل هندسي، في أحد أحياء مدينة الدرباسية، المشهد الذي يبدي لنا لوحة فنية وهندسية بأن واحد.
مشهد توزيع الشعيرية على حبال لأجل تنشيفها، هو مشهد معتاد في وقت محدد من كل عام في المنطقة، لكن عدا معرفة أنها ستحضر لأجل المأكولات المفضلة لأهالي المنطقة، فإعدادها وتجهيزها بهذه الحرفية، يشكل ذوقًا وهندسة عمل.
وتعتبر “الشعيرية” إحدى أشهر المأكولات الشعبية، يبدأ إنتاجها مع بداية شهر آب، وحتى نهاية شهر تشرين الأول من كل عام، وعلى الرغم من تطور الآليات المصنعة لها، إلا أن أهالي المدينة وريفها لا زالوا يفضلون المصنوعة بشكل يدوي منها.
ويتم خلط الشعيرية مع البرغل لانتاج وجبة طعام “البرغل” المعروفة في المنطقة.
يقول “محمود برو” أحد أهالي الدرباسية إنه قام بشراء ما يقارب 30 كيلو غراماً من الشعيرية اليدوية، ليتم خلطها مع أكلة البرغل فيما بعد، “قمت بجلب الطحين إلى صاحب المنشأة الخاصة لإنتاج الشعيرية في قرية صورصورك في الريف الجنوبي للمدينة”.
ويتم إنتاج أكلة الشعيرية من الدقيق بعد طحنها عبر المطحنة، ومن ثم عجنها لتنتقل لمرحلة التحميص فيما بعد.
تقول “ليلى حسين” إحدى أهالي مدينة الدرباسية لشبكة آسو الإخبارية، إنها اعتادت على تناول أكلة الشعيرية منذ الصغر، وتعتبر من المأكولات الأساسية التي يتم تقديمها على موائد المناسبات، حيث يتم طبخها إلى جانب مأكولات اللحوم.
وتعود صناعة أكلة الشعيرية إلى أكثر من عقدين من الزمن، بحسب “عبد الناصر قاسم” صاحب منشأة صناعة الشعيرية في ريف المدينة، والتي يقصدها الأهالي في هذا التوقيت من كل عام، ويشير إلى أن أهم ما يميز الشعيرية اليدوية هي المذاق المميز والجودة العالية.
سابقًا قبل ايجاد منشآت خاصة لصناعة الشعيرية، كانت تتم بطريقة يدوية في الأحياء، حيث عربة بثلاث عجلات، عليها يقف جهاز صناعة الشعيرية، وشبكة خيوط يتم اعدادها لرش الشعيرية الجاهزة عليها كي يتم تنشيفها ثم تجميعها، ويأتي بعدها مرحلة القيام بتحميص الشعيرية لتكون جاهزة ويتم تموينها.
وتتألف المنشأة من ثلاثة أقسام، وهي العجن وتقطيع الشعير والمحمصة، حيث ينتج كل برميل من العجين ما يقارب من 10 كيلو غراماً من الشعيرية، وتصل تكلفتها في التقطيع والتحميص إلى 4 آلاف ليرة سورية، وهي أقل تكلفة من الشعيرية الجاهزة في الأسواق، حيث يصل سعر الكيلو الواحد منها إلى 1500 ليرة سورية.
وتنتج المنشأة ما يقارب من 20 طن من العشرية سنوياً، بحسب “قاسم”.