مبادرات
الفسيفساء السوري مع الحنين العراقي على بساط وردي: نشاط تعاوني ترفيهي خاص بالنساء في “مخيم الهول”
تعالت أصوات الضحكات الممزوجة مع أحاديث النساء الودية والنقاشات الغنية ببعض ألوان الثقافة السورية والثقافة العراقية، في جلسة ضمت لوحة فسيفسائية من أغلب المناطق في سوريا، مع غصون الحنين العراقية التي اشتاقت لماء بلدها.
هذه الجلسة التي جمعت نساء من سوريا والعراق، على مائدة واحدة بروح متميزة خلقت التعاون والمحبة وروح الجماعة، في يوم ترفيهي اقامته مؤسسة تاء مربوطة، حيث انجزت فيه النساء من مختلف قطاعات مخيم الهول، وجبة طعام تكونت من طبخات سورية وعراقية مشهورة.
وتشاركت أيادي نساء مخيم الهول مع فريق تاء مربوطة في صنع طبخة الدولمة(المحاشي) بالطريقة العراقية، إلى جانب التبولة السورية.
يأتي ذلك، ضمن سلسلة نشاطات التوعية والدعم التي تقوم بها المؤسسة بشكلٍ دوري في مخيم الهول، والذي يضم عشرات الآلاف من النساء والأطفال الذين عاشوا فترة من الزمن تحت سيطرة حكم تنظيم “داعش”، وذلك بهدف إخراجهن من تلك الحقبة وإعادة دمجهن مع المجتمع والمحيط.
وللجمع بين النساء السوريات والعراقيات، وخلق جو من الألفة والتعاون، تم تحضير المواد اللازمة للطبخة، وفُتح باب النقاش للتعرف على طريقة تحضير كلاً من (الدولمة والتبولة)، ومن ثم تم تقسيم النساء إلى ثلاث مجموعات للبدء بالنشاط.
فكانت المجموعة الأولى، تقوم بتنظيف الخضروات وغسلها، إضافةً إلى الحفر وتجهيز ورق العنب، أما المجموعة الثانية، فقامت بتجهيز حشوة الدولمة بالطريقة العراقية، في وقت عملت المجموعة الثالثة على تحضير وتجهيز الخضرة المخصصة للتبولة.
وبعد الانتهاء من كل الخطوات لتحضير الدولمة والتبولة، تم وضع الطبخة على النار، وعندما أصبحت جاهزة، تم تقديمها للنساء في جلسة تُعبر عن التآخي والمحبة بين مكونات المجتمع لكلا البلدين.
وعن أهمية هذا النشاط، قالت مديرة مؤسسة تاء مربوطة “ميساء حسن”، إن النشاط هو “ترفيهي اجتماعي تعاوني، هدفه الأساسي التقرب من النساء وإخراجهن من أجواء المخيم والظروف التي عاشوها قبل وصولهم إليه، فضلاً عن تغيير الصّورة السلبية العالقة في أذهانهن، وترسيخ الأفكار الإيجابية لتطبقها مع أسرهن، إلى جانب تعزيز ثقتهن بأنفسهن، بعيدًا عن ظروف النزوح وقساوة الحياة”.
من جانبهن، عبرت النساء المشاركات بعد الانتهاء من النشاط، بالقول “هي أحلا جلسة توعية بكل حياتنا، ونتمنى تنعاد متل هيك جلسات للطبخ، ونتعاون ونتشارك ونعمل أكلات مشهورة بالعراق وسوريا”.
حيث قالت إحدى النساء، “هاد أجمل يوم بحياتي وأروع الأيام الي قضيتها معكون بالجلسات، حسيت بروح التعاون والمشاركة الحلوة وروح الجميع رياضية وحلوة، كنا نروح قبل لورشات وجلسات، بس ولا مرة عملولنا هيك جلسة”.
وأضافت أخرى بالقول، “تصدقون هلا اجتمع الكثير من القبائل بالجلسة، السورية مثل (العربية والكردية والديرية والمردلية) والعراقية، وكلنا مبسوطين، وفعلاً حسينا بشي حلو، وصار بينا خبز وملح ودولمة وتبولة”.
فيما قالت مشاركة أخرى، “الأكل طيب كثير، والي خلاه يصير طيب هاي الجمعة واللمة الحلوة”.
والجدير بالذكر أن نشاط الطبخ، نُفذ بناءً على طلب النساء المشاركات في جلسات توعية سابقة داخل مخيم الهول، بالتعاون المشترك مع وقف المرأة الحرة في سوريا، وذلك برغبة منهن في صناعة طبخات مشتركة لمأكولات مشهورة في كلا البلدين (سوريا والعراق).